مواطنون ومقيمون يساعدون شرطة دبي في قضايا كبرى

كشف مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، العقيد سعيد الهاجري، عن تعاون نحو 30 ألفاً من أفراد المجتمع، ينتمون إلى 156 جنسية، مع شرطة دبي، من خلال مشاركة معلومات مهمة وشكاوى وبلاغات عبر منصة «إي كرايم»، خلال العام الماضي.

وقال، لـ«الإمارات اليوم»، إن أشخاصاً عاديين ساعدوا الشرطة في كشف جرائم إلكترونية متنوعة، منها قضايا كبرى، مثل عملية «صيد الثعالب» التي أسقطت عصابة دولية نفذت عشرات من عمليات الاحتيال وسرقة البطاقات البنكية واختراق الحسابات وسرقة الهويات، وتجاوزت حصيلة جرائمها 1.6 مليار درهم.

وأكد نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة للتحريات، النقيب عبدالله الشحي، أن منصة «إي كرايم» صارت نافذة يشارك من خلالها أفراد المجتمع بكل فاعلية في حفظ الأمن الإلكتروني، لافتاً إلى أن كثيراً من مخالفات التدابير الاحترازية وتقييد الحركة خلال برنامج التعقيم الوطني بسبب جائحة كورونا، سجلت بعد تلقي معلومات من الجمهور.

وتابع أن عدد البلاغات والمعلومات التي وردت عبر منصة «إي كرايم»، خلال أبريل الماضي فقط، تجاوز 4000 بلاغ.

وتفصيلاً، قال العقيد سعيد الهاجري إن هناك تجاوباً كبيراً من أفراد المجتمع مع المنصة، في ظل استراتيجية القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، بتفعيل دور الجمهور كونه شريكاً رئيساً في حفظ الأمن وتقييم خدمات الشرطة، مشيراً إلى أن سهولة التواصل مع شرطة دبي، والحفاظ على سرية المتصل عبر «إي كرايم»، كان لهما دور كبير في تشجيع المواطنين والمقيمين على المشاركة بفاعلية وإيجابية في تعزيز الأمن الإلكتروني بالإمارة خصوصاً، والدولة عموماً.

وأضاف أن معلومات وردت من أفراد المجتمع أسهمت في ضبط قضايا كبرى، مثل عصابة «هاشبوبي»، رجل الأعمال الوهمي الذي كان يتباهى بثرائه الفاحش.

وقال: «بفضل معلومات عن تورط أفراد عصابته في جرائم غسيل أموال واحتيال إلكتروني، تم تشكيل فريق بحث وتحرٍّ لمتابعة أفراد العصابة الدولية، لما يشكلونه من خطر على الأشخاص والشركات والحسابات البنكية. وقد قبض عليهم في عملية مداهمة نوعية، ليتكشف سيل من الجرائم التي ارتكبوها، والأموال التي استولوا عليها من مئات الضحايا حول العالم»، مؤكداً أن «هذه العملية تعكس أهمية المعلومة التي يوفرها أفراد الجمهور، حتى لو كانت بسيطة».

وأفاد بأن «القائمين على المنصة من إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية يتلقون كل معلومة واتصال وبلاغ بكل اهتمام، ويعيدون الاتصال بصاحبها، فيقدمون له العون والدعم إذا احتاج إلى ذلك، أو يحصلون على مزيد من التفاصيل للعمل على المعلومة لاحقاً، وكشف أبعادها، وضبط المتورطين فيها، إذا كانت متعلقة بجريمة».

وأوضح أن «هدف شرطة دبي من المنصة هو تسهيل التواصل على الجمهور عبر التطبيق الذكي، أو الموقع الإلكتروني»، لافتاً إلى أن «الإقبال الكبير من أفراد المجتمع على المنصة يعزز قيمتها، ويوطد العلاقة بين جهاز الشرطة وسكان دبي والإمارات، مواطنين ومقيمين، إذ تجاوزت الاتصالات والبلاغات 30 ألف بلاغ خلال العام الماضي، وردت من أشخاص ينتمون إلى 156 جنسية».

من جهته، قال النقيب عبدالله الشحي إن أفراد المجتمع كانوا نعم العون لشرطة دبي خلال برنامج التعقيم الوطني بعد تفشي جائحة كورونا، إذ أسهموا من خلال بلاغاتهم والفيديوهات التي زودوا المنصة بها في ضبط كثير من المخالفين، ومساعدة الجهات المعنية في تنفيذ الإجراءات الوقائية من فيروس «كوفيد-19».

وأضاف أن أفراد الجمهور أسهموا في فرض نوع من الانضباط، من خلال تواصلهم السريع عند ترويج شائعة ما مرتبطة بوضع الجائحة في الدولة، أو العالم، أو نشر أكاذيب وأخبار مغلوطة، بعضها يكون مدسوساً في تعليقات على خبر صحيح منشور في جهة رسمية، مشيراً إلى أن أكثر من 4000 شخص تواصلوا مع شرطة دبي عبر «إي كرايم» في أبريل فقط، ما يعكس الحس الأمني والدور الرائع لأفراد المجتمع في تعزيز أمن مدينتهم وبلادهم.

وأشار إلى أن الأرقام المجردة تعكس حجم تجاوب الجمهور مع المنصة، إذ بلغ متوسط البلاغات التي سجلتها إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية قبل إطلاق «إي كرايم» نحو 1400 بلاغ سنوي. وفي العام الأول لإطلاقها تجاوز عدد المعاملات والبلاغات التي وردت من خلالها 14 ألف معاملة، مؤكداً أنها تتفوق على نظيرتها التابعة للمباحث الفيدرالية الأميركية في تنوع البلاغات والاتصالات التي تتلقاها، واهتمام شرطة دبي بها.

ضبط رامي الأموال على العمال

قال النقيب عبدالله الشحي إن المنصة أسهمت في كشف عدد من القضايا البارزة، مثل: شخص كان يرمي أوراقاً نقدية من عملة اليورو على تجمع للعمال، بمنطقة القوز الصناعية، في مشهد مهين.

وأضاف: «بفضل بلاغ من أحد أفراد المجتمع حول الواقعة، التي تعمد صاحب الأموال تصويرها بمساعدة أشخاص آخرين، تحرت شرطة دبي عنه، وضبطته. وكانت المفاجأة أن الأموال التي استخدمها في المشهد المصور مزيفة».

وأكد الشحي القبض على المتهم، وعلى الشخص الذي زوده بالنقود المزيفة، إضافة إلى الشخص الذي صور الواقعة، وإحالتهم جميعاً إلى النيابة العامة.

محتالة «جلب الخدم»

كشف النقيب عبدالله الشحي أن معلومة من أحد أفراد الجمهور أسهمت في ضبط امرأة، تستخدم إحدى شبكات التواصل الاجتماعي لترويج عملها في جلب العمالة المنزلية، إذ أبلغ عبر منصة «إي كرايم» بأنها تحصل على أموال من الناس بهدف تزويدهم بالخدم، ثم تتنصل منهم بعد ذلك.

وأشار الشحي إلى تقصي المعلومات، وإعداد كمين للمرأة التي تبين أنها لا تعمل في جلب العمالة المساندة رسمياً، وأنها استغلت وسائل التواصل الاجتماعي للاحتيال على الجمهور، فقبض عليها.

وأكد أن المعلومة البسيطة التي وردت من أحد أفراد المجتمع، أنقذت ضحايا محتملين من فخ الاحتيال.

30

 ألف شخص، ينتمون إلى 156 جنسية، تواصلوا مع «إي كرايم».

الأكثر مشاركة