«الطفولة المبكرة» دعت الآباء إلى تلقينهم «عادات رقمية» صحية

8 أشكال لـ «الإساءة للأطفال» على الإنترنت

حذّرت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، من ثمانية أشكال للإساءة للأطفال على شبكة «الإنترنت»، أبرزها الاستغلال الجنسي.

وأضافت أنه على الرغم من مخاطر إفراط الأطفال في استخدام «الإنترنت» في غياب رقابة الأبوين، فإن هناك فوائد عدة لتنظيم استخدامهم الشبكة العنكبوتية، مشددة على أهمية تلقينهم عادات رقمية صحية.

وتفصيلاً، أفادت الهيئة بأن ارتفاع معدلات استخدام الإنترنت في الدولة، لاسيما شبكات التواصل الاجتماعي، التي سجلت نسبة استخدام وصلت إلى 98.98% من السكان، صاحبها ارتفاع كبير في استخدام ومشاركة مزيد من الأطفال في الأنشطة على الشبكة العنكبوتية، مؤكدة أنها تواكب هذا الارتفاع بالعمل على توجيه الوالدين نحو تطوير عادات رقمية إيجابية، وتزويدهم بمصادر محلية وعالمية، لضمان اضطلاعهم بمسؤولياتهم في الحفاظ على سلامة أطفالهم على الشبكة العنكبوتية.

وذكرت الهيئة، في دليل أصدرته أخيراً لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت في مرحلة الطفولة المبكرة، أن على الوالدين التفكير في عالم «الإنترنت» الافتراضي بوصفه انعكاساً للعالم الحقيقي، مشيرة إلى احتمال تعرض الأطفال للخطر على شبكة الإنترنت.

وقالت إن المشكلة تكمن في أن غالبية الآباء والأمهات لا يملكون المعرفة الكافية بشأن المخاطر التي يواجهها أطفالهم في هذا العالم، التي تتضمن إنتاج صور ذات طبيعة جنسية للطفل، وتوزيعها، واستمالة الطفل من خلال الألعاب والتطبيقات الإلكترونية، وتعرضه لمواد مسيئة وغير ملائمة وعنيفة.

وفي ما يتعلق بتعريف الإساءة للأطفال على شبكة الإنترنت، أشار الدليل إلى أن مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل يعرّفها على أنها «أي ضرر يلحق بالأطفال من خلال وسائل تكنولوجيا المعلومات»، موضحاً أن مواد الإساءة للأطفال هي عبارة عن بيانات إلكترونية تصف أو تصور الإساءة للأطفال أو استغلالهم. ويمكن لهذه البيانات أن تشتمل على نصوص، وصور وفيديوهات، وصوتيات وأفعال جنسية، كما أن مشاهدة هذه المواد، وتوزيعها، وتحميلها، وإنتاجها، من الأمور غير القانونية.

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، يغطي قانون رقم (3) لعام 2016 بشأن حقوق الطفل وقانون رقم (5) لعام 2012 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات قضية الاستغلال والإساءة الجنسية للأطفال على شبكة الإنترنت، حيث توضح هذه القوانين التشريعات التي تحكم جميع الأعمال الإجرامية المتعلقة بالأطفال وتكنولوجيا المعلومات والإنترنت، بما في ذلك العقوبات المترتبة على ارتكاب هذه الجرائم.

وشدد الدليل على أهمية معرفة الوالدين كيفية تقليل المخاطر التي قد يتعرض لها أطفالهما نتيجة استخدام الإنترنت، وكيفية استخدام آليات حمايتهم على الإنترنت، محدداً ثمانية أشكال أو صور لوصف الإساءة للأطفال على الإنترنت بطرق مختلفة، أولها التهديد أو التحرش، ثم الاستمالة عبر الإنترنت، ما قد يؤدي إلى ترتيب مقابلة على أرض الواقع، وكذلك الاستغلال الجنسي، والتنمّر الإلكتروني.

كما شملت قائمة أشكال الإساءة الإلكترونية للطفل التواصل معه في إطار جنسي، وإكراهه على فعل جنسي، إضافة إلى عرض صور أو مقاطع فيديو غير ملائمة للطفل وذات طبيعة جنسية أو عنيفة، وأخيراً يمكن تعريض الطفل للأذى مرة أخرى إذا سجلت أدلة الإساءة له، أو رفعت على الإنترنت، أو تمت مشاركتها، ما يتسبب في إحداث صدمات متكررة.

وقال الدليل: «على الرغم من المخاطر المحتملة على الأطفال من الاستخدام المفرط وغير الخاضع لرقابة الأبوين، إلا أن الأبحاث تظهر أن التكنولوجيا وتطوير عادات رقمية صحية للأطفال، سيفيدهم على المدى البعيد. كما أن فهم الوالدين الطرق التي تمكنهما من تنظيم استخدام الأطفال للإنترنت بشكل آمن ومنظم وصحي في مرحلة الطفولة المبكرة وما بعدها، من شأنه أن يعود بفوائد على الأطفال، مثل الوصول إلى المحتوى التعليمي، إذ توفر شبكة الإنترنت للطفل فرصة كبيرة للتعلم بفضل توافر المصادر غير المحدودة التي تساعده على تعزيز عملية تعليمه، والتفكير المنطقي وحل المشكلات، إذ يهدف العديد من التطبيقات الخاصة بالأطفال إلى حل الألغاز والتغلب على التحديات من أجل التقدم إلى المستويات التالية، ويمكن أن يقدم ذلك في شكل محتوى ترفيهي وتعليمي، إذ يمثل حل هذه المشكلات في مراحل الطفولة المبكرة فائدة حقيقية في ما يتعلق بالتحصيل العلمي للطفل.

ووفقاً للدليل، فإن الفائدة الثالثة هي توقيت ردّ الفعل ومهارات التوافق بين العين واليد، من خلال تحريك الأشياء في مختلف أنحاء الشاشة، والضغط على الأزرار في الوقت المناسب، والتأكد من حدوث أمور متعددة في وقت واحد، وكلها أمور توضح كيف يمكن أن يساعد استخدام الإنترنت على دعم وتعزيز توقیت ردّ الفعل ومهارات التوافق بين العين واليد لدى الطفل، وأيضاً اكتساب مهارات البحث واللغة، كون استخدام المصادر المتاحة على شبكة الإنترنت يعد طريقة رائعة لتطوير مهارات الطفل البحثية، ما سيساعده أيضاً على تنمية المهارات اللغوية، إذ يصبح الأطفال أكثر تأنياً ودقة في اختيارهم للكلمات من أجل البحث على الإنترنت بشكل فعال.

ومن بين فوائد استخدام الأطفال للإنترنت، التعود على استخدام التكنولوجيا، والاستمتاع بعلاقة إيجابية معها منذ الصغر.

الاتصال الرقمي لـ «أصحاب الهمم»

أكدت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة وجود العديد من المصادر الإلكترونية على شبكة الإنترنت، التي يمكنها مساعدة الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلّم ويعانون عرض التوحد، في تلبية احتياجاتهم الاجتماعية والتعليمية، بمساعدة محتوى مصمم خصيصاً لهم.

وأشارت إلى أن المصادر تتميز بلغة وتصميم يسهلان التعامل معها، ما يتيح مساعدة الأطفال وأسرهم، كما أن هناك منصات توفر فرصاً لمن يحتاجون إلى التعلّم من خلال التكرار، إذ يجد الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التواصل المباشر أن التفاعل على «الإنترنت» أسهل، كما أن الاتصال الرقمي يتيح لأصحاب الهمم التعبير عن أنفسهم وتحديد خياراتهم.

وأوضحت أنه يمكن للأطفال، من خلال المنصات، فتح قنوات للتواصل مع أصدقائهم، والمساعدة في التقليل من مشاعر العزلة، ما يمنحهم شعوراً بالاستقلالية. كما أن الإنترنت أداة لا تقدّر بثمن بالنسبة لأولياء أمور الأطفال أصحاب الهمم، إذ تتيح لهم البحث عن مجموعات ومصادر تدعمهم في التعامل مع أطفالهم.

98.98 %

من سكان الدولة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي.

مخاطر على الإنترنت

-التهديد أو التحرش.

-الاستمالة.

-الاستغلال الجنسي.

-التنمّر الإلكتروني.

-التواصل مع الطفل في إطار جنسي.

-إكراه الطفل على فعل جنسي.

-عرض صور أو مقاطع فيديو غير ملائمة.

-تسجيل أدلة الإساءة أو مشاركتها.


- «على الوالدين التفكير في عالم الإنترنت الافتراضي بوصفه انعكاساً للعالم الحقيقي».

- «استخدام المصادر المتاحة على الإنترنت طريقة رائعة لتطوير مهارات الطفل البحثية».

تويتر