وجود الزوجين في المنزل يعزز التوازن الأسري

«العمل عن بعد» يخفض الخلافات الزوجية 70% في رأس الخيمة

كشفت مديرة مركز أمان لإيواء النساء والأطفال في رأس الخيمة، خديجة محمد العاجل، عن انخفاض الخلافات الزوجية الواردة إلى المركز بنحو 70% خلال برنامج التعقيم الوطني وتطبيق نظام العمل «عن بعد» بسبب الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس «كورونا».

وتابعت أن العمل «عن بعد» من أبرز أسباب انخفاض الخلافات الزوجية، وذلك نتيجة وجود الزوج والزوجة في البيت طوال الوقت، الأمر الذي لعب دوراً كبيراً في توازن الأسرة وتحقيق الاستقرار لوجودهما معاً طوال اليوم.

وأوضحت العاجل لـ«الإمارات اليوم»، أن الخلافات الزوجية كانت تقع بسبب غياب الزوج أو الزوجة عن البيت فترة طويلة نتيجة العمل لوقت متأخر، وغياب التقارب بين الطرفين، وتنصل الزوج من مسؤولياته الأسرية نظراً لانشغاله بالعمل، مشيرة إلى أن الزوج أصبح موجوداً في المنزل ويسيطر على مجريات الأمور، ما أسهم في استقرار المنزل، والحد من الخلافات الزوجية.

وذكرت أن المركز سجل ارتفاعاً في الاتصالات المتعلقة بالاستفسارات الاجتماعية والنفسية، وذلك بسبب عدم قدرتهم على نقل خلافاتهم إلى الجهات المختصة خارج المنزل التزاماً بعدم الخروج حفاظاً على سلامتهم وصحتهم من فيروس «كورونا»، حيث يتم التواصل مع المركز والاستماع للتوجيهات والإرشادات من قبل المختصين دون الحضور إلى المركز بشكل مباشر.

ولفتت إلى أنه فور تطبيق الإجراءات الاحترازية، نهاية مارس الماضي، قلل المركز عدد الموظفات وأخضع الضحايا للفحص الحراري يومياً، وأجرى مسحات طبية لهم، وتم عزل الضحايا الجدد 14 يوماً قبل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم بعد تماثلهم للعلاج النفسي والاجتماعي وحل خلافاتهن الأسرية.

وأشارت العاجل، إلى أن المركز وضع بوابة تعقيم عند المدخل الرئيس، بالإضافة إلى تعقيم المبنى بشكل دوري، لحماية المقيمات والحالات الجديدة من خطر الإصابة بفيروس «كورونا»، متابعة أنه لا يتم استقبال أي ضحايا جدد إلا في أضيق الحدود، ويتم إخضاعهن للعزل الصحي أسبوعين في غرفة مخصصة، وتوفير الاحتياجات النفسية والاجتماعية والصحية والغذائية، وتطبيق كل الإجراءات الوقائية.

وأضافت أنه يتم منح المقيمات فرصة الخروج للساحة الداخلية حتى لا يتعرضن للضغط النفسي، خصوصاً أن الضحية تحتاج إلى تغيير المكان ورعاية نفسية واجتماعية وممارسة نشاطها الرياضي، مع مراعاة التباعد الاجتماعي، متابعة أنه في حال انتهت فترة إقامة الضحية في المركز وتقرر السماح لها بالعودة إلى منزلها وأسرتها يتم عمل جميع الاحتياطات الوقائية والتأكد من سلامتها الصحية، كما يتم ترحيل المقيمات إلى بلادهن بعد انتهاء فترة إقامتهن في الدولة ومتابعتهن عن بعد نفسياً واجتماعياً.

وأوضحت العاجل أن المركز وفر خدمة التواصل المرئي بين المقيمات وأسرهن خارج الدولة، كما تم مساعدة أسرهن مالياً عن طريق بعض الجمعيات الخيرية بعد توقف المقيمات عن العمل.

وأشارت إلى أن المركز يقدم محاضرات ودورات تدريبية عن بعد للأسر من أجل حماية أطفالهم من التنمر الإلكتروني الذي يمارس عليهم في ظل استخدامهم الأجهزة الإلكترونية ساعات طويلة، موضحة أن جلوس الأطفال فترات طويلة أمام الانترنت وعدم خروجهم من المنزل يجعلهم يفرغون طاقاتهم في الألعاب الإلكترونية، ما يزيد حالات التنمر الإلكتروني من قبل بعض العصابات التي تستهدف الأطفال إلكترونياً.

وأوضحت أن الفئات العمرية المعرضة للتنمر التي رصدها المركز من 12 إلى 14 سنة، وهي الأكثر استخداماً للألعاب القتالية التي يتخللها تنمر واستغلال نفسي قد يصل إلى الجنسي للأطفال من قبل أشخاص غرباء يدخلون إلى اللعبة لاستهداف الأطفال وترهيبهم.

وأضافت أن بعض الأطفال طلب منهم تصوير جزء من أجسامهم أو إرسال صور لمنازلهم، وتحريضهم على العنف الأسري، لافتة إلى أن بعض الأطفال لديهم الوعي الكافي أبلغوا المركز هاتفياً عن حالات التنمر التي تعرضوا لها، ويتم التعامل مع الطفل بعيداً عن أسرته حفاظاً على الخصوصية.

مخاطر الألعاب الإلكترونية

أفادت مديرة مركز أمان لإيواء النساء والأطفال في رأس الخيمة، خديجة محمد العاجل، بأن المركز يوعي الأطفال بمخاطر الألعاب الإلكترونية من خلال أخصائيين اجتماعيين ونفسيين، وتوجيههم بتجاهل اللعبة وعمل حظر للأشخاص الغرباء.

ولفتت إلى أن الطفل قد يتعرض أحيانا للتهديد الوهمي من شخص غريب يبلغه بأنه قد ينشر صوره، لكن في الحقيقة أنه لم يحصل على صور الطفل، الأمر الذي يؤدي إلى تعرض الطفل للقلق والخوف، حيث يتم دراسة جميع الحالات ووضع الحل المناسب للحالة حسب حالتها النفسية والاجتماعية.

وأضافت أنه يجب على الأسر تقنين أوقات استخدام الأجهزة الإلكترونية وأن يكون استخدامها في وجود الأسرة، وعدم السماح للطفل بالانعزال عن أسرته واللعب بعيداً عنهم، لأنهم يجهلون ما قد يتعرض له الطفل في غيابهم.


«أمان» يسجل ارتفاعاً في الاتصالات المتعلقة بالاستفسارات النفسية خلال برنامج التعقيم الوطني.

محاضرات ودورات تدريبية عن بعد للأسر لحماية الأطفال من التنمر الإلكتروني.

تويتر