سؤال قانوني حول حقوق المطلقة غير المنجبة؟

بإلحاح من أسرتها الفقيرة، وصغر سنها، قبلت بالزواج من رجل ميسور، يكبرها بـ35 سنة، متزوج ولديه أبناء، وسافرت معه إلى بلده، لكنها لم تنجب منه، وبعد حياة زوجية دامت 35 سنة، طلقها، وبعد وفاته أخذ أولاده البيت الذي كانت تسكن فيه، وليس لديها مصدر دخل، ولا ولد يعيلها؟

وتقول القارئة "قبلت أن أكون الزوجة الثانية لرجل ميسور الحال، كان عمره في الأربعين سنة أو أكثر في ذاك الوقت، وسافرت معه إلى دولته، ووفر لي مسكنا مناسبا، وعشت معه على السمع والطاعة، وكان يعاملني بالإحسان، ولم أرزق منه بأطفال، لكنه لم يهتم بعلاجي من مشكلة عدم الإنجاب، فهو لديه أبناء من زوجته الأولى، وبعد زواج ما يقارب الــ 35 سنة، وفجأة من غير مقدمات، طلقني، وحتى الآن لم أعرف لماذا قام بذلك، وعندما سألته وقتها عن السبب، لم يكن يرد، لكنه كان يأتي مع السائق الخاص به، عند باب البيت من الخارج، كل عشرة أيام أو أسبوعين، ويحضر احتياجات البيت من أكل وشرب، ويعطيني كل شهر مصروف لشراء ما احتاجه، واستمر هذا الأمر لمدة خمس سنوات تقريبا، لم يتغير خلالها اي شيء سوى غيابه عن بيتي بعد ما طلقني، وبعد وفاة طليقي، طلب أولاده مني إخلاء المنزل الذي أسكن فيه، لأنه صار للورثة وأنا ليست وريثة وليس لي نصيب في شيء" وتسال ما الوضع القانوني للمطلقة غير المنجبة مثل حالتها بعد ما أفنت شبابها مع طليقها، وكبرت في السن، وليس لديها دخلا أو شهادة دراسة أو عمل يدر عليها دخلا؟

بداية يشيد المستشار القانوني الدكتور يوسف الشريف، بطليق القارئة المرحوم، بالقول "انه كان يصلها ويساعدها، وهذا من حسن اخلاقه ونبله معها ولم ينسى العشرة بينمها، وان كان قد طلقها فهذا امر يرجع له في وقتها ودفن سره معه، ويمكن فعلاً ما في حالات كثيرة مثل حالة السائلة، لكن واجبنا أن نراعي كل شخص في حياتنا وفي مجتمعنا ويعيش بينا، ويمكن لما حدث مع القارئة، أن يحدث مع أي امرأة أخرى، بغض النظر عن منشأها الأصلي".

ويرى الشريف أن هناك قصورا تشريعيا بحق السيدات المطلقات غير المنجبات مثل حالة القارئة، إذ بعد ما يتزوجن، يطلقن وقد تكون بلا أولاد لإعالتها، فماذا يفعلن، منوها بما تقوم به الجهات المعنية من تلبية احتياجات هذه الفئة وفق نظام معين".

وأشار إلى أن المطالبة بإقرار حق للمطلقة غير المنجبة في أموال مطلقها، مثل ما هو معمول في بعض الأنظمة الأجنبية بأن تأخذ نصف أموال المطلق، ليس حلا لأنه لا يتوافق مع الشريعة ولا يناسب مجتمعنا، لكن لابد من أن تكون هناك منظومة تدير حياة أمثال هؤلاء السيدات". وقال " نحن لا نتكلم عن شخص فقير، يمكن أن يتوفاه الله وليس لديه ما يورثه لأولاده أصلاً، لكن إذا كان الشخص ميسور الحال، لماذا لا ينظر في حال طليقته، بعد طلاقها، إذا ما كان عندها أولاد ؟ من أين تصرف وأين تعيش ؟

 

تويتر