أوصى بوضع قيود على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي

«مكافحة التنمر الإلكتروني» يحمّل أولياء الأمور مسؤولية تعرض أبنائهم للإيذاء

مشاركون أكدوا ضرورة أن يتعامل أولياء الأمور مع أبنائهم كأصدقاء قبل أن يكونوا سلطة تربوية. تصوير: مصطفى قاسمي

حمّل المؤتمر التوعوي الأول لمكافحة التنمر الإلكتروني، الذي عقد أمس، ضمن فعاليات الأسبوع الوطني الثالث للوقاية من التنمر، أولياء الأمور المسؤولية عن تعرض أبنائهم لأي نوع من الإيذاء الإلكتروني، الذي يعد التنمر أحد أخطر أنواعه.

وأكد مشاركون في المؤتمر أن الصحة النفسية وبناء الشخصية المتوازنة والعلاقة الأسرية المترابطة، تعد خط الدفاع الأول في حماية الأبناء من هذا النوع من التهديدات، في وقت انتهزت فيه أمهات، شاركن في أعمال المؤتمر الفرصة لتنبيه وزارة التربية والتعليم لضرورة تفعيل مجلس الأمهات، بما يضمن تعاون الطرفين في اتخاذ الإجراءات، كل من جانبه، بهدف حماية الطلاب في البيئة التعليمية، وتوعيتهم بمخاطر التنمر، والتعرض للاستغلال بكل أشكاله.

وتخللت أعمال المؤتمر إطلاق مجموعة «اتصالات» أول منصة رقمية للدردشة بنيت بأدوات الذكاء الاصطناعي، لتقديم محاكاة افتراضية لتجربة التنمر الإلكتروني.

واعتبر مشاركون في المؤتمر، الذي نظمته مجموعة «اتصالات»، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، أنه يجب على أولياء الأمور أن يكونوا أصدقاء لأبنائهم، قبل أن يكونوا مصدر سلطة تربوية.

وقالت مديرة إدارة سلامة الطفل في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، هنادي اليافعي، إن الثغرة التي يمر منها المتنمرون الإلكترونيون تكمن في انعزال الأبناء عن أولياء أمورهم، مؤكدة ضرورة اللعب مع الأبناء بالألعاب الإلكترونية، لأن ذلك يخلق نوعاً من التقارب، يشجع الطفل على مصارحة ولي أمره بأي موقف سيئ يتعرض له.

وأضافت اليافعي أنه لا فائدة من منع أو حرمان الأطفال اللعب والتواصل إلكترونياً، لكن يجب أن تكون الصداقة والحوار والشفافية بين الآباء والأبناء أول وسائل الوقاية والحماية، لأنها تعد خط الدفاع الأول.

من جهتها، أشارت الخبيرة بوزارة التربية والتعليم، موزة الشومي، إلى تشكيل نواة تدريبية متخصصة في تدريب الهيئات التدريسية على كيفية تطبيق أساليب توعية الطلاب على صد التنمر الإلكتروني، بالإضافة إلى إعداد مادة تعليمية معتمدة من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة التنمر، لتكون بمثابة مرجعية واضحة للتربويين.

فيما شدّد رئيس جمعية الإمارات لحماية حقوق الطفل، فيصل الشمري، على ضرورة فرض ضوابط على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي أصبحت سلاحاً فعالاً بيد المهاجمين الإلكترونيين، لافتاً إلى دور وزارة الداخلية، التي أغلقت كثيراً من المسرعات التقنية، وكذلك إلى جهود وزارة العدل التي أنشأت مختبراً للتعرف إلى أوجه الإساءة والاستغلال السلبي للتقنيات والتطبيقات الحديثة.

وأكد الخبير بالأمن الإلكتروني في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، المهندس عبدالعزيز الزرعوني، ضرورة الاستعداد خلال السنوات المقبلة، لمزيد من التطورات التقنية، التي سيتفنن خبراء الإيذاء الإلكتروني في استخدامها، لتهديد مصالح المجتمعات، وتحديداً الأطفال والمراهقين، الذين يعدون مستقبل عمليات البناء والتنمية.

سلوك متعمّد وعدائي

التنمر الإلكتروني مجموعة من الأفعال تستخدم تقنيات المعلومات والاتصالات لدعم سلوك متعمد ومتكرر وعدائي، من قبل فرد أو مجموعة، والتي تهدف إلى إيذاء شخص أو أشخاص آخرين أو دول.

ويتم استخدام خدمة الإنترنت وتقنيات الهاتف المتحرك، مثل صفحات الويب ومجموعات النقاش، وكذلك التراسل الفوري أو الرسائل النصية القصيرة، بنيّة إيذاء شخص آخر. وتتضمن الأمثلة على التنمر الإلكتروني الاتصالات التي تسعى للترهيب، والتحكم، والتلاعب، والقمع، وتشويه السمعة.

تويتر