تشهد سخرية من طرق التدريس.. وتشجيعاً على «الغياب»

قروبات ذوي الطلبة.. ساحة مفتوحة للخلافات بين الأمهات والمعـــلمات

شهدت الفترة الأخيرة انتشار قروبات، على «واتس أب»، تجمع أمهات طلبة ومعلمات، بهدف تسهيل التواصل بين الجانبين. إلا أنها تحولت ساحة للنقاش وميداناً للاختلافات، التي يرقى كثير منها إلى مستوى المشاجرة، إذ تنشب خلافات بين الأمهات أنفسهن، أو بينهن وبين معلمات أطفالهن، بسبب الواجبات المدرسية وطول المناهج وغيرها.

في المقابل، أكدت معلمات في مدارس خاصة أن القروبات تحولت إلى وسيلة إزعاج وضغط على المعلمات، لافتات إلى أنهن يتلقين عبارات تسخر من طريقة تدريسهن، أو الكلام.

وتابعن أن «كثيراً من الأمهات لا يظهرن في القروبات، إلا للتشجيع على إعلان غياب الطلاب عن مدارسهم، بسبب سوء حالة الطقس، أو أي سبب آخر».

وقالت معلمة إنها أنشأت قروباً لذوي الطلبة، لكنها سارعت إلى إلغائه بعد مرور أيام قليلة، لأنها فوجئت بوجود ما يشبه حالة تأهب قصوى، واستعداداً كاملاً لإثارة الشجار، حتى إن لم تكن هناك أسباب تستحق ذلك فعلاً.

وتفصيلاً، أكدت أمهات طلبة: سحر فوزي، ومي موافي، وإيمان أحمد، ورضوى موسى، أن بعض المعلمات يتعاملن مع أمهات الطلبة بتعالٍ، ويطالبنهن بعدم الاستفسار عن شيء، والالتزام بما يصلهن على القروب فقط، مشيرات إلى أن الهدف من القروب هو إتاحة وسيلة لذوي الطلبة لمراجعة المعلمين، والاستفسار عن مستوى الطلبة وطريقة التدريس، حتى يستطيعوا مساعدة أبنائهم في المنزل، خصوصاً أن المدارس لا تسمح بمقابلة المعلمين إلا بمواعيد مسبقة، وتحديد الهدف من المقابلة، وغير ذلك من الإجراءات المتعددة.

ونفت الأمهات أن يكون هناك أي تجاوز بحق المعلمات على قروبات أولياء الأمور، خصوصاً أن معلمة الصف غالباً ما تكون هي مديرة القروب، إضافة إلى أن اتفاق أولياء الأمور على تغيب أبنائهم في أوقات الطقس السيئ أو قبل الامتحانات يكون بعلم المعلمات، ولا يعترضن عليه.

وأكدت معلمات في مدارس خاصة: مها سعيد، وريم جمال، وناديا علي، أن قروبات ذوي الطلبة منصة لتنظيم الغياب الجماعي للطلبة، قبل الامتحانات والإجازات الرسمية، وأيام المطر، إضافة إلى أن بعض أمهات الطلبة يسخرن من طريقة تدريسهن، ويوجهن انتقادات إليهن، مستغلات رغبة الإدارات المدرسية في عدم إثارة أي شكوى مع ذوي الطلبة في العملية التعليمية، وأسلوب إدارة الصف.

وقالت المعلمات: ماجدة حسن، وسامية عبدالله، ودعاء أحمد، إن قروبات ذوي الطلبة تخلت عن هدفها الرئيس، الخاص بإسهام البيئة المنزلية في تقديم الدعم اللازم للطالب، للارتقاء بمستواه التعليمي أو التعرف إلى المؤشرات الدالة على تراجع مستواه، حتى يتمكن المعلمون من توفير علاج مناسب أو البحث عن حلول، وأصبحت وسيلة أو قناة للتذمر من طرق التدريس التي تتبعها بعض المعلمات، والشكوى من الحزم المدرسي.

وأوضحن أن ذوي الطلبة لا يطرحون أي قضايا تعليمية مهمة على القروبات، بل يركزون على طريقة المعلمة في الشرح، وإثارة المشاحنات بينهن، ما ينعكس على علاقة الطلبة بزملائهم، لافتات إلى ضرورة منع هذه القروبات أو تنظيمها، من خلال المدرسة نفسها.

وذكرت المعلمة لمياء سعيد أنها وزميلاتها في المدرسة قررن الخروج من قروبات ذوي الطلبة، بسبب تحولها إلى ساحة شجار بين الأمهات، ووسيلة إزعاج لمعلم الصف، نظراً لكثرة الأسئلة التي لا علاقة لها بالعملية التعليمية، مشيرة إلى أنها أنشأت قروباً لذوي الطلبة ووضعت شروطاً للانضمام، منها منع الأحاديث الجانبية العامة، والتراشق بين الأمهات.

وقالت إن «القروب مخصص لتعريف الأمهات بالخطة الدراسية والواجبات المدرسية، وإبلاغهن بقرارات المدرسة وأيام الاحتفالات الرسمية، وغيرها من الأمور التنظيمية الخاصة بأبنائهن، وغير مسموح توجيه أي نقد، سواء بين الأمهات أو للنظام المدرسي، حيث يتم إنذار المخالفة مرتين، وفي الثالثة تستبعد من القروب».

وأشارت المعلمة أميمة إبراهيم إلى أن الهدف الأساسي لذوي الطلبة هو نجاح أبنائهم، بصرف النظر عما يدرسونه أو يتعلمونه من مناهج، بعكس المدرسة التي تهدف إلى إكساب الطلاب المهارات والخبرات العلمية، لذلك تنتقد الأمهات طرق التدريس طوال الوقت. كما أن اختلاف ثقافات ذوي الطلبة يزيد الخلافات على هذه القروبات، مشددة على ضرورة عدم استجابة المعلمات لمطالب ذوي الطلبة، المتعارضة مع الخطة التعليمية.

وقالت معلمة أنشأت قروباً لذوي الطلبة، وألغته بعد مرور أيام قليلة، إنها فوجئت بأشخاص مستعدين لانتقاد أي معلومة تصل إليهم، مهما كانت بسيطة. وأضافت أن «إحدى الأمهات امتدحت معلمة ابنتها، معتبرة أنها تعاملها بطريقة حضارية، إلا أنها فوجئت بهجوم شديد من أم أخرى، اعتبرت أن المديح مبالغ فيه، لأن ما تعرفه عن المعلمة هو شيء آخر. وسردت خلافاً شخصياً وقع بينها وبين المعلمة، انتقل بالنقاش إلى منطقة أخرى بعيدة، لا تخدم الطالب».

وشرحت أن إحدى الأمهات نشرت صورة لطفلها وهو يدرس، مرفقة بدعاء له بالتفوق على أقرانه، وأن يبرز بينهم ويكون أعلاهم، الأمر الذي استفز أمهات أخريات، موجودات في القروب نفسه، إذ اعتبرن أن الدعاء حق للأم، لكنه يتضمن معنى غير إيجابي بالنسبة لأبنائهن.


معلمات:

«ذوو الطلبة لا يطرحون أي قضايا تعليمية مهمة على القروبات، بل يركزون على طريقة المعلمة في الشرح».

أمهات:

«بعض المعلمات يتعاملن مع الأمهات بتعالٍ، ويطالبن بالالتزام بما يصلهن على القروب فقط».

تويتر