مع بدء موسم الإجازات والسفر.. شركات سياحية و«مواطنون ضحايا» يحذّرون من ارتداء مقتنيات ثمينة ولافتة للنظر

مظاهر الثـراء تُغري عصابات السـرقة فـي الخـارج

صورة

يتعرّض كثير من الخليجيين لعمليات سرقة خلال وجودهم خارج الدولة، إذ يبدو أن عصابات السرقة تضعهم في صدارة أهدافها عندما تعتزم تنفيذ هذا النوع من العمليات الإجرامية، نظراً إلى مظاهر الثراء التي قد تبدو على كثيرين منهم.

وفيما قال مواطنون، إنهم وجدوا أنفسهم في أوضاع حرجة بسبب تعرّضهم للسرقة خلال قضائهم إجازاتهم في الخارج، عزا آخرون استهدافهم بهذا النوع من الجرائم إلى طبيعة الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام العالمية، وتتحدث عن مستوى المعيشة المتميز في الإمارات، وعن سعادة شعبها، وحرص الدولة على تأمين الرفاهية لأبنائها، فضلاً عن تعمد كثيرين إظهار جوانب من ثرائهم، عبر ارتداء مقتنيات ثمينة ولافتة للنظر. وتشهد هذه الأيام تزايداً في حجوزات السفر، مع بدء إجازة الفصل الدراسي الأول، التي تمتد نحو شهر، إذ يتوجه عدد كبير من المواطنين إلى دول شرق آسيا، وبعض الدول الأوروبية والإفريقية.وقال مديران عاملان في وكالتي سفر لـ«الإمارات اليوم»، إن المشكلة تتمثل في أن جزءاً كبيراً من المواطنين يعتقد أن الأمن المتوافر في الإمارات متاح أيضاً في الدول التي يقصدونها بغرض السياحة، لافتين إلى ضرورة تفادي الخروج بشكل فردي، خصوصاً في أوقات متأخرة من الليل، وفي مناطق محددة، وتجنب ارتداء المقتنيات الثمينة والحلي التي تغري اللصوص.

كما شددا على أهمية تجنب حمل مبالغ مالية كبيرة خلال السفر، والاعتماد على البطاقات البنكية في النفقات، مع الحفاظ على نسخ احتياطية من المستندات المهمة، وإبقاء مبلغ من المال مخبأ في مكان مستقل، للاستعانة به في الحالات الطارئة، مع التسجيل في خدمة «تواجدي».

وتفصيلاً، قال المواطن أحمد الظاهري إنه كان يقضي إجازة في إسبانيا وتعرّض للسرقة أثناء وجوده بقطار المترو، فتوجه إلى قسم الشرطة لتحرير بلاغ بسرقة محفظته، التي تحوي مبلغاً مالياً وبطاقات بنكية، ليفاجأ بوجود نحو 10 أشخاص في المركز للسبب ذاته، معظمهم خليجيون.

وأضاف أنه لاحظ تحركات غريبة لأشخاص كانوا يتحركون بالقرب منه خلال وجوده في القطار، لكنه لم يتوقع أن تصل الأمور إلى السرقة، موضحاً أنه فقد محفظته خلال لحظات قليلة.

وأضاف أن السرقة سببت له إحراجاً وارتباكاً كبيرين، حيث كان يقضي إجازة في الخارج.

وقال المواطن سليمان الزحمي، إن زوجته تعرضت للسرقة خلال وجودها في أحد مراكز التسوّق في فرنسا، كلفتها محفظتها التي تحوي 10 آلاف درهم، بعدما استدرجتها إمرأة مسنة إلى خارج أحد المحال مدعية أنه لا يسمح بإدخال عربات الأطفال إلى المحل.

وأضاف أن زوجته لم تدرك أن المسنة كانت تنفذ عملية سرقة ناجحة إلا بعد مرور بعض الوقت، وعندما تقدمت بشكوى لدى مركز الشرطة، تبين أن الكاميرات لا تغطي المكان الذي تعرّضت فيه للسرقة.

وبيّن أن على المواطنين الذين يقضون إجازات في الخارج أن يكونوا حريصين تجاه عمليات السرقة، لافتاً إلى أن كثيرين منهم يعتقدون أن الوجهات السياحية عموماً، والمدن الأوروبية خصوصاً، آمنة مثل الإمارات، لكن الحقيقة أن الأمر مغاير تماماً.

بدورها، قالت المواطنة (أم رائد)، إنها شاهدت، خلال وجودها في تركيا، طفلة صغيرة تسقط على الأرض في إحدى الحدائق، فسارعت لمساعدتها، وقد تجمع عدد من النساء حولها، لتكتشف خلال أقل من دقيقة أنها تعرضت للسرقة، موضحة أنها ارتبكت حين شاهدت الطفلة تسقط، وفقدت التركيز كلياً.

وتابعت أنها تعرّضت للسرقة مجدداً خلال إجازة قضتها في تايلاند، إذ مدّ سائق درّاجة نارية يده نحو حقيبتها وسحبها وابتعد بها بسرعة.

وقالت المواطنة شما المنهالي، إن شخصاً غريباً اقترب منها، خلال تنزهها في أحد أحياء لندن برفقة صديقة لها، وأعطاهما هدية تذكارية مجانية، عبارة عن مجسم صغير يحاكي معالم لندن، مضيفة أنها قبلت الهدية، إلا أنها فوجئت به يطالبها بثمنها، رافضاً استعادتها.

وأشارت إلى أن بعض المواطنين، خصوصاً من يسافر للمرة الأولى منهم، يرتكبون أخطاء في ما يتعلق بإجراءات السلامة اللازم اتخاذها خلال خارج الإمارات، داعية إلى توعية المواطنين بالمخاطر التي يمكن أن يتعرّضوا لها في بعض البلدان.

أما المواطن إبراهيم المنصوري، فقال إنه تعرض لعملية احتيال خلال وجوده في فرنسا، سببت له صدمة، فخلال وجوده في ساحة عامة في باريس اقترب منه مجموعة من الأشخاص قالوا إنهم يعملون في منظمة خيرية تتولى مساعدة الأطفال اليتامى، لكن تبين أنهم محترفون في عمليات السرقة.

وأكد أن «المواطنين الذين ليس لديهم خبرة كافية هم الأكثر تعرضاً للسرقة خلال وجودهم خارج الإمارات».

من جانبه، قال المواطن (أبوسيف)، إن مستشفى كان يتلقى أحد أقربائه العلاج فيه رفض التعامل بالشيكات وطلب المبالغ النقدية فقط، لافتاً إلى أنه توجه إلى المستشفى وكان يحمل نحو 25 ألف درهم في جيبه، وفي الطريق مر بأحد الأسواق الشعبية، وتعرّض للسرقة هناك عندما لاحظ وجود أربعة أشخاص يمشون بجانبه، موضحاً أنه اضطر إلى تخفيف سرعته بعدما عرقله أحد الأشخاص وسرق المبلغ منه.

وأكد ضرورة عدم حمل مبالغ مالية، لأن اللصوص محترفون وعلى الشخص أن يكون مستعداً لجميع السيناريوهات.

وقالت المواطنة (أم فاطمة)، إنها سمعت الكثير عن حالات السرقة التي طال بعضها أصدقاء لها ومقربين منها، مشيرة إلى أنها تسافر بشكل دائم لكنها تخرج مع عائلتها وتحرص على عدم حمل مقتنيات ثمينة، «فمجرد الإحساس بأنك شخص غريب، يزيد من فرص تعرضك للسرقة».

وقال رئيس شركة العابدي القابضة للسياحة والسفر، سعيد العابدي، إن المشكلة تتمثل في أن جزءاً كبيراً من المواطنين يعتقدون أن الأمان المتوافر في الإمارات متاح أيضاً في الدول التي يقصدونها بغرض السياحة، مشيراً إلى أن الحرص على السلامة الشخصية أولوية خلال قضاء العطلات والإجازات في الخارج.

وبين العابدي أن لكل بلد خصوصية ومناطق ينبغي تجنبها، لافتاً إلى أن «تناقل وسائل الإعلام العالمية أخباراً عن سعادة شعب الإمارات، فتحت شهية كثير من اللصوص على السرقة»، داعياً إلى الابتعاد عن الفنادق المعزولة مع التحقق من الأقفال على النوافذ وأبواب الشرفات في الفندق، موضحاً أن «الفندق أكثر أماناً من الشقق الفندقية، خصوصاً تلك التي تدار من شركات غير معروفة ولا تتوافر فيها معايير الأمن المطلوبة».

كما أكد أهمية تفادي الخروج بشكل فردي، خصوصاً في أوقات متأخرة من الليل، وفي مناطق محددة. ودعا الى تجنب لبس المقتنيات الثمينة والحلي التي تغري اللصوص وتشجعهم على ارتكاب جرائم السرقة، موضحاً أن بعض المواطنين يخرجون من محال لماركات عالمية شهيرة وهم يحملون الكثير من الأكياس فيجذبون انتباه اللصوص.

ونصح المدير العام لشركة «أصايل للسياحة»، رياض الفيصل، بتجنب حمل مبالغ مالية كبيرة خلال السفر والاعتماد على البطاقات البنكية في النفقات، لافتاً إلى أهمية الحفاظ على نسخ احتياطية من المستندات المهمة مثل بطاقات الائتمان وجواز السفر والتقارير الطبية، وإبقاء مبلغ من المال مخبأ في مكان مستقل أو بطاقة بنكية إضافية للاستعانة بها في الحالات الطارئة.

وبين أن بعض اللصوص يعملون ضمن مجموعات، وقد يقترب أحدهم منك لعرض المساعدة بعد أن يراقبوك بما فيه الكفاية، وهنا يجب ألا يفقدوك الانتباه، وحاول أن تبتعد منهم بحذر، مشيراً إلى أن الهواتف الذكية والكاميرات وغيرها من الأشياء الأخرى تغري اللصوص أيضاً، لافتاً إلى أهمية أن يكون الشخص قادراً على ملاحظة لغة الجسد بالنسبة للمحيطين به.

وطالب الفيصل المواطنين بالاستفادة من مزايا التسجيل في خدمة «تواجدي» التابعة لوزارة الخارجية قبل السفر والاطلاع على النصائح وتعليمات السفر، مشيراً إلى أن هذه الخدمة تمكن البعثات الخارجية من التواصل معهم في حالات الطوارئ والأزمات أثناء سفرهم ووجودهم في الخارج.

- مواطن كان يقضي  إجازة في إسبانيا  وتعرض للسرقة أثناء  وجوده في المترو.

- سيدة مسنة استدرجت زوجة مواطن في مركز تسوق بفرنسا وسرقت محفظة تحوي 10 آلاف درهم.

تويتر