يعد شريكاً لسماحه للأم بتناول الشيشة

صاحب المقهى.. «مجرم قانوناً» حال وفاة الجنين في بطن الزبونة المدخنة

صورة

إذا توفيت امرأة حامل نتيجة تدخين الشيشة في مقهى، فإن المسؤولية تقع على صاحب المقهى، لأنه سمح لها بالدخول وتدخين الشيشة فيه. كما أنه يعتبر شريكاً في الجريمة، إذا تعرض جنينها للوفاة نتيجة التسمم. أمّا صحياً، فإن توجه نساء حوامل واصطحاب أمهات أطفالاً رُضعاً إلى مقاهي الشيشة، وسط أجواء مملوءة بأمراض خطرة، مثل الدرن والتهاب الشعب الهوائية، يهدّد صحة الجنين، أو الطفل الوليد، ويعرض الأم للإصابة بأمراض الدم، أو بالتهاب قناة التنفس، نتيجة انتقال العدوى إليها خلال تدخينها من شيشة يستخدمها أكثر من زبون في المقهى يومياً.

«الإمارات اليوم» رصدت تردّد نساء حوامل وأمهات برفقة أطفالهن على المقاهي، حيث يقضين أكثر من ساعتين في التدخين، وسط سحابة من الدخان الكثيف، غير عابئات بما قد يتعرضن له أو أطفالهن من أمراض، نتيجة استنشاق الدخان.

وقالت مديرة إدارة الصحة العامة والبيئة في بلدية رأس الخيمة، شيماء الطنيجي، لـ«الإمارات اليوم» إن البلدية وضعت ملصقات تحذيرية على مداخل المقاهي لمنع تقديم الشيشة لمن تقلّ أعمارهم عن 18 سنة، مضيفة أن العمل جارٍ لإصدار ملصقات خاصة بمنع دخول النساء الحوامل، واصطحاب أمهات أطفالهن إلى المقاهي.

وأوضحت أن البلدية لم ترصد أثناء الرقابة المستمرة على المقاهي وجود أطفال أو حوامل فيها، كما أنها لم تتلقَّ بلاغات أو شكاوى بهذا الصدد.

وأكدت الطنيجي ضبط خمسة مقاهٍ مخالفة لشروط الصحة العامة والبيئة في رأس الخيمة، نتيجة عدم تشغيل المكيفات، وعدم التخلص من النفايات، وانتهاء البطاقات الصحية لعاملين فيها، مضيفة أن البلدية رفضت الطلبات التي تضمنت فتح مقاهٍ جديدة في الأحياء السكنية والقريبة من المدارس أو المساجد والمؤسسات الحكومية.

من جهته، قال المحامي الدكتور رائد العولقي، إن على صاحب المقهى والعاملين فيه منع دخول النساء الحوامل والأطفال دون 18 سنة إلى المقاهي، لأنهم يتحملون مسؤولية تطبيق القانون داخل منشأتهم، إذ يمكن للجهات المعنية اتخاذ إجراءات قانونية بحقهم وفرض عقوبات عليهم، إذا تبين أنهم خالفوا القانون والإجراءات المتبعة في الإمارة.

وأضاف «لو أن المرأة الحامل دخنت الشيشة داخل المقهى وأصيبت بتسمم في الحمل، وتوفيت، أو توفي جنينها، نتيجة تعاطي الشيشة، فإن صاحب المقهى سيكون مسؤولاً عن وفاتها، لأنه سمح لها بدخول المقهى بشكل مخالف للقانون، وهو يعتبر شريكاً في ارتكاب الجريمة المتعلقة بوفاة الجنين».

ولفت العولقي إلى أن «صاحب المقهى والعاملين فيه مسؤولون عن تطبيق القانون»، مضيفاً أن «التهاون في ذلك يضع المقهى تحت طائلة المسؤولية».

كما حمل العولقي الأم الحامل المسؤولية القانونية عن إصابة جنينها بالتسمم، ووفاته، إذا تبين أن الوفاة ناتجة عن تدخينها الشيشة، مؤكداً اتهامها بالتسبب في وفاة جنينها، وتعريض حياته للخطر، وعدم التزامها بالقانون.

من جهتها، حذّرت استشاري الأمراض الصدرية في مستشفى عبيدالله برأس الخيمة، الدكتورة عبير حسن قاسم، من انتقال الأمراض المعدية للحوامل، وتغير أنسجة الرئة للأطفال، في حال تناول الشيشة في المنازل، أو في المقاهي.

وأشارت إلى أن أضرار تدخين الشيشة على المرأة الحامل تتضمن إصابتها بالتهاب رئوي والتهابات في الشعب الهوائية، كما أنها معرضة للإصابة بمرض الدرن، نتيجة انتقال العدوى من المياه الموجودة في حامل الشيشة، أو في «الخرطوم» أو «المبسم».

وأوضحت قاسم أن تدخين الشيشة يشكل خطراً على سلامة الجنين، ويجعله عرضة لضعف الجهاز المناعي، والتهاب الربو الشعبي، والالتهابات الصدرية، وعدم اكتمال نمو الرئتين بشكل طبيعي، نتيجة الإصابة بالفيروس نقلاً عن أمه المدخنة. كما أنه معرض للولادة المبكرة.

وأضافت أن من مخاطر تدخين الشيشة على الأطفال إصابتهم بالربو والتهابات أنسجة الرئة، والأمراض المعدية، إضافة إلى تزايد احتمالات الإصابة بمرض السرطان.


رائد العولقي:

«الحامل  مسؤولة قانوناً عن  إصابة جنينها   بالتسمم إذا تبين  أن وفاته ناتجة عن  الشيشة».

 

تويتر