بسبب «اتصال ما بعد منتصف الليل».. و«حماية» توقف العنف بالتوعية

أب يؤدب ابنته بـ «دراجة هوائية في الرأس»

تسبب حديث هاتفي بين فتاة من جنسية عربية (موظفة)، تبلغ 22 عاماً، مع صديق لها بعد منتصف الليل، بوقوع خلاف بينها وبين والدها، انتهى بتوجيه دراجة هوائية صغيرة إلى رأسها، ما أفقدها وعيها، وتسبب في حدوث نزيف متقطع، استمر لثلاثة أيام، فيما اكتفت والدتها بإجراء الإسعافات الأولية لها حتى لا تكبر المشكلة.

وتدخلت إدارة مؤسسة «حماية» للمرأة والطفل في الحادثة، بعد تلقيها اتصالاً من الابنة، طلبت فيه إيواءها داخل المؤسسة، للتخلص من مسلسل العنف الذي تعيشه مع والدها، مشيرة إلى استمراره في ضربها.

وتعود تفاصيل القصة إلى أن الابنة، التي لم تكمل دراستها بسبب ظروف ذويها المالية المتواضعة، كانت دائمة البحث عن عمل للاعتماد على نفسها، لأن وظيفتها الحالية لا تلبي طموحاتها، إلا أن والدها كان يعنفها ويضربها باستمرار، بسبب عدم ثقته بتصرفاتها، الأمر الذي دعاها للجوء إلى مؤسسة «حماية» لإنهاء معاناتها.

وقالت رئيس المؤسسة، الشيخة عزة بنت راشد النعيمي، إن الفتاة تواصلت مع إدارة المؤسسة، وأخبرتها بأن والدها يعنفها بسبب عدم ثقته بها، طالبة إيواءها. وبعد معرفة التفاصيل، اتضح أن سبب ضرب والدها لها هو شكوكه المستمرة فيها، لأنها كانت تتأخر في العودة إلى المنزل، بعد انتسابها إلى معهد لتطوير مهاراتها، بهدف الحصول على وظيفة أفضل من وظيفتها الحالية، إذ كان يحاول التواصل معها يومياً لمعرفة مكانها، فيما كانت تقول إنها موجودة مع السائق الذي يوصلها للمنزل، وفي إحدى المرات تحدث مع السائق، واكتشف أنها تكذب.

وتابعت أن شكوكاً كثيرة راودت والد الفتاة، ما دفعه إلى مراقبتها، ليكتشف أنها على علاقة مع أحد زملائها في المعهد، فيما أكدت الفتاة أن الشاب مجرد زميل لها.

وبينت النعيمي أن الأب ضرب ابنته، ولم تستطع أمها فعل شيء بسبب عصبيته، مشيرة إلى أن الابنة ظلت ثلاثة أيام تنزف من رأسها، بشكل متقطع، وتتناول مسكنات لأن والدها رفض اصطحابها إلى المستشفى، إلى أن تجرأت الأم وطالبته بذلك للتأكد من سلامتها.

وأشارت إلى أن الفتاة تحايلت على أمها بعد رجوعهما إلى المنزل وتلقيها العلاج، وتواصلت مع المؤسسة، طالبة إيواءها لإنهاء معاناتها مع والدها، فتواصلت المؤسسة مع الأب واستدعته.

وتابعت أن الأب شرح بدوره سبب ضربه لابنته، مبيناً أنها لا تستمع له، ولا تأخذ ملاحظاته بعين الاعتبار، وأنه فقد أعصابه في تلك الليلة بعد سماعها تتحدث مع صديق لها في وقت متأخر، لافتاً إلى أن هذا غير مقبول في مجتمعنا، ما دفعه إلى ضربها في البداية لتأديبها، وأخذ هاتفها وتحطيمه.

وأكد أن انفعاله الشديد وعدم قدرته على تصور الموقف، دفعاه لالتقاط دراجة هوائية صغيرة كانت موجودة قربه، ورميها عليها، ما أفقدها وعيها.

وقالت النعيمي إن المطلوب من أولياء الأمور الاهتمام بأولادهم وتوعيتهم بأهمية اتباع السلوك الصحيح. ومحاسبتهم في حال رفضهم النصائح بوسائل مأمونة العاقبة، وذات فاعلية أكبر، دون اللجوء للعنف.

توعية

أكدت رئيس مؤسسة «حماية» الشيخة عزة النعيمي أن المؤسسة حرصت على توعية الأب بمخاطر العنف، وشرح نتائجه له، وأنها قدمت له مجموعة من النصائح التربوية، التي يمكنه اللجوء إليها عوضاً عن الاستمرار في ضرب ابنته، لافتة إلى ما قد يحدث له من تأنيب للضمير ومساءلة قانونية، إذا أصيبت بأذى.

وقالت إن المؤسسة قدمت نصائح للفتاة أيضاً، وطالبتها بالابتعاد عما يثير غضب والديها، مؤكدة أن المؤسسة ستشرك الابنة في أنشطة تطوعية، وستشرف على إكمال دراستها، ودمجها بفعالياتها.

تويتر