هدفها زرع الحقد وخلق طابور خامس يضر المجتمع من الداخل

«الأمين»: حرب شائعات تحاك ضد الدولة يديرها «إعلام كاذب» و«ذباب إلكتروني»

الجلسة الحوارية عرضت حزمة من الشائعات التي استهدفت الإمارات في الآونة الأخيرة. من المصدر

قالت خدمة الأمين إن هناك حرب شائعات تحاك ضد الدولة، وهي من أقوى أسلحة الحرب النفسية الباردة، وتدار بواسطة وسائل إعلام كاذبة وحسابات وهمية على شبكات التواصل الاجتماعي تعرف بـ«الذباب الإلكتروني»، مؤكدة ضرورة الانتباه إلى هذه المخاطر، لأنها تخلف آثاراً سلبية حتى في ظل التماسك المجتمعي الذي تتميز به الإمارات.

جمال أحمد:

«النفي هو أضعف أسلحة مواجهة الشائعات، ويجب المواجهة بالحقائق والبراهين».

وعرض رئيس قسم التطوير في خدمة الأمين جمال أحمد، خلال جلسة حوارية تحت عنوان «استراتيجية مواجهة الحرب النفسية والشائعات»، حزمة من الشائعات التي استهدفت الإمارات في الآونة الأخيرة، بأغراض مختلفة منها زرع الحقد في المجتمع وخلق طابور خامس، يضر الدولة من الداخل بقصد أو دون قصد، من خلال تداول هذه الشائعات عبر موقع التواصل الاجتماعي «واتس أب» وغيره من وسائل التواصل، مشيراً إلى أن نفي هذه الأكاذيب أضعف الأسلحة في مواجهتها، ولكن يجب أن يدرك الناس البُعد الأمني وراء كل شائعة، ومواجهتها بالحقائق والبراهين حتى تنسف من أساسها.

وقال أحمد إن هناك أدوات معروفة تستخدم في الحرب النفسية التي تدور حالياً، وهي الدعاية الكاذبة، من خلال شراء صحف وكتاب معينين، ونشر الرعب واستغلال عاطفة الخوف للسيطرة على أفراد المجتمع، مثل شائعة استهداف برج خليفة بصاروخ «حوثي»، حين حدث حريق العنوان، لكن قوبل ذلك بأداء إعلامي راقٍ قضى على هذه الشائعة من جذورها.

وأضاف أن الشائعة هي أخطر أدوات الحرب النفسية، لأنها تتضمن دائماً جزءاً من الحقيقة، لكن يتم الالتفاف عليه واستغلاله في ترويج كذبة كبيرة، من خلال وسائل عدة مثل وسائل الإعلام التي تستهدف الدولة وشبكات التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن الشائعة تثير دائماً فضول المجتمع، ولها توقيت محدد، بل إن هناك بيوت خبرة عالمية الآن تعمل على صناعة الشائعات، وتمر قبل إطلاقها على خبراء نفسيين لديهم قدرة على قياس تأثيرها في المجتمع.

خطة

قال رئيس قسم التطوير في خدمة الأمين جمال أحمد، إن هناك خطة لمواجهة الشائعات أبرز ملامحها توضيح البُعد الأمني لمنع أي اختراقات وشرح دوافع وأهداف الشائعات، وخلق تحالف إقليمي ودولي من دول الجوار والدول الشقيقة، من خلال نشر أخبار إيجابية تخصهم، قادرة على جذب المتلقي. وأضاف أن من أبرز أدوات مواجهة الشائعات، كشف كذبها من خلال شخصيات لها مكانتها في المجتمع، وتعزيز دور المؤسسات المعنية بالرد عليها كل حسب اختصاصه وطبيعة الشائعة، وإصدار بيانات رسمية فورية، وتجريم ناشري المعلومات الخاطئة، وتعزيز الانتماء الوطني والتوعية الأمنية.


- بيوت خبرة تخلق الشائعة وتختار توقيتها وتمررها على خبراء نفسيين.

- الدعاية الكاذبة ونشر الرعب واستغلال عاطفة الخوف من أدوات الحرب النفسية.

وأشار إلى أن وراء كل شائعة هدفاً خبيثاً مختلفاً، مثل شائعة توزيع أموال على الناس من ديوان أبوظبي، التي انتشرت بسرعة كبيرة عبر «واتس أب» من دون أن يتثبت ناقلوها من صحتها، وكلما سأل أحدهم الآخر عن مصدر المعلومة يخبره بأن صديقه كان هناك لكنه لم يرَ بنفسه، لافتاً إلى أن الكذب انكشفت في النهاية لكن لم يدرك كثيرون البُعد الأمني وراء هذه الشائعة، وهو جس نبض الرأي العام الإماراتي، وإظهار حاجة المواطن أمام المجتمع المحلي والدولي، وإظهار تقصير الحكومة.

وأوضح أحمد أن مروجي الشائعات التي تستهدف الدولة يدركون جيداً أن الحقيقة ستظهر، لكنهم يعلمون تأثيرها في المجتمعات، وهناك نماذج لدول سقطت بحرب الشائعات فقط، لذا فإنه يجب الانتباه جيداً لعدم الوقوع في فخ ترويجها ومساعدتهم على تحقيق أجندتهم الخبيثة.

ولفت إلى أن من الشائعات التي استهدفت الدولة كذلك، شائعة «الإمام الآلي في مسجد الشيخ زايد»، وعلق عليها أحد عناصر ما يعرف بالذباب الإلكتروني على شبكات التواصل، قائلاً: «الآن يخلون الأصنام تصلي فينا»، وبتتبع الفيديو الذي رافق هذه الشائعة تأكد أنه مجسم لشخصية «ابن سينا» صممه طلبة من جامعة العين عام 2009، فيما أن البعد الأمني وراء هذه الكذبة هو إثارة النعرات الدينية والطائفية وإيجاد سبب للتهجم على الدولة، وتشويه صورة الإسلام في الإمارات، مشيراً إلى أن البعض يصدق للأسف في ظل توثيق الشائعة بفيديو أو صور مصنوعة ومعالجة فنياً من قبل الجهات أو الدول التي تقف وراء ذلك. وشرح أن الشائعات تطورت مع مرور الوقت وصارت تعتمد على وسائل أكثر تأثيراً، إذ بدأت أولاً بطريقة المشافهة والكتابة، ثم مرحلة التحرير المحترف الذي يقف خلفه أصحاب أهداف سياسية أو أمنية أو اقتصادية، ثم قوالب معرفية ومعلوماتية مثل طرحها في صورة نتائج دراسات أو استطلاعات بهدف إعطائها قدراً من الصدقية، فتجدها تبدأ بعبارة «دراسة حديثة» ما يلفت انتباه المتلقي ويعزز ثقته بها.

وأفاد بأن الشائعات وراءها الآن جيوش إلكترونية تدعمها ومراكز ذات خبرة، مزودة بإمكانات تكنولوجية قادرة على معالجة الصور الثابتة وإنتاج مقاطع فيديو، إلى جانب التحكم تقنياً في الصوت والصورة.

وقال أحمد إن هناك ما يعرف الآن بـ«الذباب الإلكتروني» وهو عبارة عن آلاف الحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي تكون مهمتها تداول الشائعة فور إطلاقها لضمان انتشارها، ودعمها بتعليقات تثير الوقيعة وتحقق الغرض الخبيث منها.

وأضاف أن هناك بيئة خصبة تترك مجالاً لانتشار الشائعات، منها تضارب المعلومات والنشر العشوائي من قبل وسائل الإعلام الوطنية، إذ يدفع ذلك المتلقي إلى البحث عن مصادر أخرى للأخبار فيصبح عرضة وضحية للشائعات. وأكد أن النفي هو أضعف أسلحة المواجهة، بل يجب مواجهة الشائعة بالحقائق والبراهين، وتوضيح البعد الأمني للناس، مشيراً إلى أن تماسك المجتمع الإمارات أمر ثابت ومؤكد، لكن لا يمكن تجاهل أن الدولة مستهدفة من قبل أعداء معروفين، وهناك شائعات معينة خلفت بعض الآثار السلبية لذا يجب الانتباه إلى خطورة هذه الحرب وتوعية أفراد المجتمع بعدم التحول إلى طابور خامس يروج هذه الشائعات دون قصد مسببين بذلك الضرر لبلادهم.

تجريم إطلاق الشائعات

أوضح رئيس قسم التطوير في خدمة الأمين جمال أحمد، أن قانون العقوبات الاتحادي نصّ على تجريم إطلاق الشائعات وفرض عقوبات محددة لها، إذ يعاقب بالحبس من شهر إلى ثلاث سنوات كل من أذاع عمداً أخباراً أو بيانات أو شائعات كاذبة أو مغرضة، أو بث دعاية مثيرة من شأنها تكدير الأمن العام أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

تويتر