شملت 5 حالات.. منها موظف اعتاد تصوير مديره دون علمه وفتاة تحتفظ بصور خاصة

شرطة دبي ترصد جرائم ابتزاز بـ «اختراق وهمي» لهواتف الضحايا

صورة

كشفت الدوريات الإلكترونية التابعة للمباحث الإلكترونية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية عمليات ابتزاز أشخاص ينفذها محتالون يدّعون اختراق البيانات الشخصية بالهواتف وأجهزة الكمبيوتر، ويطلبون من أصحابها أموالاً مقابل عدم تسريب تلك البيانات.

وقال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، لـ«الإمارات اليوم»، إن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية سجلت نحو خمس حالات لأشخاص تعرّضوا لابتزاز بهذه الطريقة من قبل محتالين يستخدمون برامج تحصل على الحروف أو الأرقام الأولى من كلمة السر، محذراً من الخضوع بأي حال من الأحوال للمبتزّين، واللجوء فوراً إلى شرطة دبي التي تتعامل بقدر كبير من السرية، وتوفّر الحماية السريعة لأصحاب البلاغات أو الشكاوى.

من جهته، قال نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، المقدم سالم بن سالمين، لـ«الإمارات اليوم»، إن إحدى الحالات لموظف اعتاد تصوير مديره أثناء العمل على سبيل المزاح، وتلقى رسالة من شخص يخبره بأنه اخترق حساباته الشخصية ولديه نسخة من الصور، ما أصابه بالرعب ولجأ إلى الإدارة، وتبين أن المبتز لم يخترق حساباته، لكنه كان يهدده فقط للحصول منه على أموال.

وتفصيلاً، قال اللواء خليل إبراهيم المنصوري إن الدوريات الإلكترونية رصدت ما يمكن تسميته بـ«الاختراق الوهمي للبريد الإلكتروني والحسابات الشخصية» ينفذها محتالون يدّعون اختراق بيانات الشخص المستهدف، ثم يحاصرونه ببعض المعلومات العامة، فيشعر بالخوف ويخضع لهم.

وأضاف أنه بفحص الحالات التي سجلتها إدارة المباحث الإلكترونية تبين عدم نجاح هؤلاء المحتالين في اختراق بيانات الضحايا، ولكن يتلاعبون بهم نفسياً، إذ يستخدمون برامج في الحصول على الحروف الأولى من كلمة السر الخاصة بالضحية، ثم يرسلون إليه رسالة شديدة اللهجة يخبرونه بأنهم تسللوا إلى هاتفه أو حاسبه الشخصي، وحصلوا على نسخ من الصور والملفات التي بحوزته، كما أن لديهم قائمة بأسماء أصدقائه وأهله، وسينشرون أسراره كافة، ما يصيب الشخص بالرعب، وربما يخضع لهم.

وأوضح أن من بين الحالات التي لجأت إلى الإدارة شابّة كانت تحتفظ بصور شخصية لأهلها وأصدقائها في أحد الأعراس، ووصلتها رسالة تهديد مماثلة فتم فحص الهاتف من قبل خبراء المباحث الإلكترونية وتبين أنها عملية اختراق وهمية، ولم ينجح صاحب الرسالة في التسلل إلى محتويات هاتفها.

من جهته، قال نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة الجرائم الإلكترونية، المقدم سالم بن سالمين، إن المحتالين يتعمدون التلاعب بنفسية الضحية، فيرسلون إليه رسالة منمّقة يعتمدون فيها طريقة العصا والجزرة.

وأضاف أن أحد الذين لجأوا إلى الإدارة تلقى رسالة طويلة يقول فيها المبتز: «لقد تتبعت نشاطك عبر الإنترنت وعلمت أنك تدخل على مواقع إباحية ومخزنة على هاتفك مقاطع فيديو وصور، كما حصلت على نسخ من محتويات أخرى شخصية بعد أن اخترقت هاتفك، وأنا لا أريد فضحك، فسرّك سيظل بيننا طالما التزمت بما أريده منك، وهو دفع مقابل الوقت الذي قضيته في التسلل إلى هاتفك».

وأشار بن سالمين إلى أن موظفاً لجأ إلى الإدارة وكان يشعر بالخوف الشديد من نشر محتويات هاتفه، إذ دأب على تصوير مديره والسخرية منه، وتبين بعد فحص الهاتف أنه لم يتعرض للاختراق، ولكن كان المحتال يتلاعب به، كما لجأ شخص إلى الإدارة كان يحتفظ على الهاتف والكمبيوتر الشخصي بنسخ لأبحاث علمية يقوم بها، وكان خائفاً من تسريبها وضياع مجهود كبير قضاه في إعدادها.

وأوضح أن المبتز يتلاعب بنفسية الضحية من خلال إرسال أول أربعة أرقام أو حروف من كلمة السر الخاصة به، وهي عادة تكون مخزنة من قبل صاحب الهاتف ويتوصل إليها القرصان الوهمي ببرامج منتشرة على الإنترنت، لكنه لا يملك كلمة السر كاملة.

وأكد أنه في جميع الأحوال يجب اللجوء إلى شرطة دبي لحماية أي شخص يتعرض لتهديد أو ابتزاز، سواء كان الاختراق حقيقياً أو وهمياً، مشيراً إلى توفير الحماية للضحايا في إطار من السرية دون أن يتحمل المبلغ أي تبعات.

ولفت إلى أن جرائم الابتزاز التي اشتهرت باسم «الابتزاز عبر سكايب» لاتزال تتكرر بالرغم من حملات التوعية التي نفذتها شرطة دبي، عبر «الإمارات اليوم» ووسائل إعلام مختلفة، لكن المبتزين لجأوا إلى تغيير الوسيلة التي يستدرجون بها الضحايا، وذلك عبر تطبيقات أخرى توفر إمكانية المحادثة بالفيديو كذلك، لافتاً إلى تسجيل عدد من الحالات بالطريقة ذاتها.

وقال بن سالمين إن هؤلاء المجرمين يطورون جريمة الابتزاز الجنسي الإلكتروني لتتحول من مجرد ممارسات عشوائية فردية، إلى ممارسات منظمة ليستطيعوا استدراج الضحايا، فحين أدركوا أن الضحايا انتبهوا الى أن المبتزين ربما يكونون رجالاً متنكرين في هيئة نساء، فلجأ بعض المجرمين إلى استخدام نساء حقيقيات للقيام بهذا الدور، بهدف إقناع الضحية بأنه لا يتعرض للتلاعب.

التصرّف بحذر عبر الإنترنت

قال نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة الجرائم الإلكترونية، المقدم سالم بن سالمين، إنه بالرغم من الجهد الكبير الذي تقوم به شرطة دبي وأجهزة الأمن في الدولة، إلا أنه من الضروري أن ينتبه أفراد المجتمع ويتصرفوا بحذر عبر الإنترنت، ولا داعي لحفظ صور أو بيانات شخصية على هاتف موصل بالإنترنت، لأنه يكون عرضة للاختراق، كما يجب التعامل بشك دائماً مع الغرباء، وعدم الانخراط في أي نشاطات غير مقبولة يمكن أن توقع صاحبها في فخ الابتزاز أو أي جريمة إلكترونية أخرى.

- محتالون يدّعون التوصل إلى كلمة السر ويهدّدون بنشر صور وبيانات شخصية

تويتر