آراء

صوماً مقبولاً وإفطاراً.. دون مساءلة

شهر رمضان من أفضل الشهور في الإسلام، وله قدسية خاصة بالمسلمين، بما يتمتع به من طبيعة خاصة في العبادة التي تتمثل في الصيام، أو الامتناع عن الأكل والشرب، والالتزام بكل ما من شأنه عدم إبطال أو جرح الصيام في هذه الأيام الفضيلة.

ما سبق يخص رمضان من الناحية الدينية، لكن من الناحية القانونية، نص قانون العقوبات الاتحادي على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على شهر أو بالغرامة التي لا تجاوز 10 آلاف درهم:

1- كل من جاهر في مكان عام بتناول الأطعمة أو الأشربة أو غير ذلك من المواد المفطرة في نهار رمضان.

2- كل من أجبر أو حرّض أو ساعد على تلك المجاهرة، وللمحكمة إغلاق المحل العام الذي يستخدم لهذا الغرض مدة لا تجاوز الشهر.

واشترط القانون لوقوع الجريمة أن يكون تناول الأطعمة في مكان عام، وهو المكان الذي يتردد عليه الجمهور بصفة دائمة، كالطريق والميادين العامة، وهو مباح للجميع أن يمر فيه بأي وقت دون قيد، وتقع الجريمة بتناول الأطعمة والمشروبات وأي شيء يفطر في نهار رمضان.

أو أن يقوم شخص، صاحب مطعم على سبيل المثال، بتقديم الطعام مجاهرة، أو تحريض الجمهور على الطعام، وتكون العقوبة إغلاق المطعم أو المحل مدة شهر مع العقوبة السابقة.

لذا يجب على الشركات أو المحال والمطاعم احترام مشاعر المسلمين في هذا الشهر، لأن هذه المخالفات تنتهك حرمة الشهر الفضيل خلال فترة نهار رمضان، وتعرضهم للعقوبة والمساءلة القانونية.

كذلك يجب أن نوجه السياح القادمين إلى الدولة، ونحرص على توعيتهم بقواعد احترام الشهر الفضيل، ونشر التوعية من خلال دخولهم إلى المنافذ سواء الجوية أو البرية أو البحرية، لعدم تعرضهم للمساءلة، وتعكير صفو سفرهم ونزهتهم، لأن السائح بمجرد دخوله الدولة يفترض علمه بكل ما هو محظور، وبشكل عام طبقاً للقاعدة القانونية لا يعذر الجهل بالقانون، ويجب أيضاً نشر جانب من هذه القواعد في مركبات المواصلات العامة والأجرة، بلغات مختلفة، حتى تعم الفائدة الجميع.

وربما يتساءل البعض: هل جريمة المجاهرة بالإفطار تقع على المسلم فقط؟

والإجابة: لا، لأن نص المادة لم يفرق بين مسلم وغير مسلم، بل الحكم للعموم، سواء كان بعذر أم بغير عذر.

فالشخص الذي يباح له الإفطار لأسباب مرضية، على سبيل المثال، لا يجوز أن يجاهر أمام الناس أو في الأماكن العامة بالأكل والشرب بحجة المرض، لأن نص المادة أيضاً لم يستثنِ أي حالة.

وإذا كان المريض أو المعذور يريد أن يأكل أو يشرب فعليه أن يستتر في مكان خاص، مثل البيت، بحيث لا يراه الجميع.

وهذا أيضاً يشمل العمال غير المسلمين، إذ يجب عليهم عدم المجاهرة بتناول الطعام في نهار رمضان، ومن الضروري توعيتهم بذلك، لتفادي تعرضهم للمساءلة القانونية.

وفي النهاية، على الجميع احترام الشعائر الدينية والالتزام بقواعدها، لأنه شهر خير وبركة ونفحات إسلامية.. وتقبل الله من الجميع صيامهم وسائر أعمالهم.

تويتر