شرطة دبي رصدت تحركاته بالفيديو.. وضبطته قبل مرور 24 ساعة

متهم يقتل مراسلاً داخل مصعد.. ويسلبه مليون درهم

صورة

ضبطت شرطة دبي شخصاً من الجنسية الجزائرية يدعى (م.أ)، بتهمة قتل شاب صيني يدعى (هـ.هـ)، يعمل مراسلاً لدى شركة، بطعنه في أجزاء متفرقة من جسده داخل مصعد بناية يعمل بها، وسرقة مليوناً و20 ألف درهم، كان في طريقه لإيداعها بحساب الشركة في أحد البنوك.

وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، خلال مؤتمر صحافي أمس، إن فرق البحث الجنائي لاحقت المتهم في إمارات عدة بالدولة، وألقت القبض عليه قبل ساعات من تسلله عبر الحدود إلى سلطنة عُمان، وبحوزته 60 ألف درهم، فيما ضبطت زوجته قبل مغادرتها مطار دبي مع طفليها وبحوزتها جزء من المبلغ، وألقت القبض على متهم ثالث أعطته الزوجه 730 ألف درهم، لتحويلها إلى الجزائر.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/foj46igz.jpg

اللواء خميس المزينة:

«فرق البحث الجنائي لاحقت المتهم في إمارات عدة، وألقت القبض عليه قبل تسلله إلى سلطنة عُمان».


القنصل الصيني: مطمئنون على رعايانا في دبي

حرصت القنصل الصيني في دبي، لي لنغ بنغ، على زيارة شرطة دبي قبل الإعلان عن الجريمة، لتأكيد ثقة بلادها بقدرات الأجهزة الأمنية في الدولة، وقالت على هامش المؤتمر الصحافي أمس: «نحن مطمئنون على رعايانا في دبي»، مشيرة إلى أن القضية حظيت باهتمام كبير من الجالية الصينية.


مفاجأة المتهم

قال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، إن المتهم كان يتوقع مغادرة زوجته، ونجاحها في تهريب الأموال بواسطة المتهم الثالث، لكنه فوجئ بالقبض عليهما حينما اقتيد للتحقيق معه، لافتاً إلى أن فريق العمل في القضية حدد 24 ساعة كحد أقصى للقبض عليه، وأعلن هذا الهدف للجميع، مؤكداً أنه كان على قناعة بإمكانات رجال المباحث، الذين قضوا عقوداً طويلة في هذا المجال، أكسبتهم احترافية بالغة.

وأضاف أن العملية التي أطلق عليها «الحادية عشر قبل منتصف الليل»، استغرقت أقل من 24 ساعة، وتم رصد تحركات المتهم بالفيديو في كل مكان توجه إليه، رغم صعوبة تحديد هويته من بين الآلاف من الأشخاص الذين يقصدون منطقة نايف، حيث وقعت الجريمة.

وتفصيلاً، ذكر المزينة أن بلاغاً ورد إلى الإدارة العامة للعمليات في الساعة الخامسة مساء يوم الخميس، الموافق الرابع من الشهر الجاري، من شخص هندي الجنسية، يفيد بعثوره على جثة شخص غارق في دمائه داخل مصعد أحد الأبراج بمنطقة نايف.

وأضاف أن فرق البحث الجنائي والطب والشرعي والأدلة الجنائية انتقلت فوراً إلى الموقع، وتبين أن الجثة لشاب صيني في العشرينات من عمره، تلقى طعنات بسكين في بطنه وأسفل القفص الصدري وضربات على رأسه، وعثر بجانب الجثة على دراجة هوائية، كان يستخدمها المجني عليه في تنقلاته داخل سوق مرشد، لوجود محل تابع للشركة التي يعمل بها هناك.

وأكد المزينة، الذي قاد فرق العمل، أن المتهم اختار المكان الخطأ والتوقيت الخطأ والطريقة الخطأ لتنفيذ الجريمة، مشيراً إلى أن رجال البحث الجنائي كانوا يواجهون عامل الوقت، لإدراكهم أن المتهم سيحاول مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن، لافتاً إلى أن التقنيات الحديثة لعبت دوراً في كشف ملامح المتهم، لكن فرق البحث والتحري بذلت جهوداً كبيرة في تحديد هويته وملاحقته، وتوثيق تحركاته بالفيديو، وضبطه قبل هروبه هو وزوجته.

وأوضح أن التحريات وسجلات كاميرات المراقبة أظهرت المتهم، وهو يراقب البرج الذي شهد وقوع الجريمة قبل ارتكابها بثلاثة أيامها، وشوهد داخل متجر قريب أثناء استكشافه المكان، ما أكد تخطيطه ونيته المسبقة لقتل المجني عليه وسرقته.

وأشار إلى أن رجال المباحث استطاعوا التغلب على تحدي تحديد هوية المتهم، رغم عدم وجود تشابه كبير بين صورته في جواز السفر والمقاطع التي سجلتها الكاميرات، كما توصلوا إلى مقر إقامته في فندق يقع في منطقة قريبة، ومن ثم رصدت تحركاته منذ لحظة خروجه من مسكنه، إلى أحد المتاجر حيث اشترى سكيناً، وصولاً إلى البرج الذي يقيم به صاحب الشركة التي يعمل بها المجني عليه، وشوهد وهو يدخل إلى المصعد لحظة خروج الضحية، ثم هروبه عدواً إلى خارج المكان.

وأفاد بأن المتهم لديه تأشيرة إقامة بالدولة، لكنه لا يقيم بها بشكل دائم، إذ يتردد عليها بين حين وآخر، فيما استقدم زوجته وطفليه منذ فترة بتأشيرة زيارة، لافتاً إلى أن فرق البحث والتحري تتبعت مساره في إمارات ومدن عدة، وتم تحديد متجر خياطة قصده في وقت سابق لتفصيل زي خليجي، وتوجه إليه بعد الجريمة، حيث قام بتغيير ملابسه وارتداء «كندورة» على سبيل التمويه، ثم غادر المكان.

إلى ذلك، شرح مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، أن صاحب الشركة التي يعمل بها (ج.ي - صيني الجنسية)، ذكر أن المجني عليه يعمل مراسلاً لديه منذ نحو عام، لافتاً إلى أن الأخير زاره في شقته قبل وقوع الجريمة، وأخذ مليوناً و20 ألف درهم، لإيداعها في حساب الشركة بأحد البنوك في منطقة ديرة، وغادر في مصعد الخدمات بدراجته الهوائية التي اعتاد التحرك بها.

وأضاف صاحب الشركة أنه شعر بالقلق حينما تأخر المجني عليه في العودة من البنك، ولم يرد على اتصالاته، وحينما أخبرته زوجته بوجود دوريات الشرطة أسفل البناية نزل إلى الطابق الأرضي، وعلم بما حدث لموظفه.

وأفاد المنصوري بأن فرق العمل نفذت خطة احتواء سريعة، اعتمدت على إغلاق كل سبل الهروب في وجه المتهم، وتواصلت مع السلطات العمانية تحسباً لتسلل القاتل، ثم بدأت في تضييق الخناق عليه، وحينما توصلت إلى مكان إقامته في فندق بمنطقة بورسعيد، تبين أنه غادر وزوجته مباشرة بعد الجريمة إلى جهة مجهولة.

وكشف المنصوري أن فرق المباحث استطاعت تحديد تحركات الزوجة التي تدعى (م.أ)، وتبين أنها وصلت إلى مطار دبي، حيث ألقي القبض عليها صباح اليوم التالي للجريمة، وكان برفقتها طفلاها، وعثر بحوزتها على 63 ألف درهم، و18 ألفاً و700 دينار جزائري، كما تم القبض على شخص جزائري آخر يدعى (ع.ع) أعطته المرأة بناء على طلب زوجها 730 ألف درهم لتحويلها إلى الجزائر، وعثر على النقود في مقر شركته بشارع آل مكتوم.

وأشار إلى أن فرق العمل استطاعت التوصل إلى مكان المتهم في بناية تضم غرفاً فندقية بالقرب من جمعية الإمارات التعاونية في منطقة حتا، استأجر بها أربع غرف للتمويه، وضبط بحوزته 200 ألف درهم، وبسؤاله أفاد بأنه خطط للجريمة منذ فترة، من خلال مراقبة الأشخاص الذين يقومون بنقل الأموال من الشركات إلى البنوك والعكس، ورصد تحركات المتهم في البناية التي شهدت الجريمة، وظل يتابعه حتى قتله وسطا على ما لديه من أموال.

تويتر