أفقدت المجني عليه الوعي وأشعلت النيران بسبب خلاف مالي

امرأة تفتعل حريقاً في شقة لتخفي جريمة قتل

اكتشفت شرطة دبي وجود جريمة قتل وراء حادث حريق شقة، وقع مساء الجمعة الماضي، وتبين من خلال البحث والتحري أن امرأة تعمل في مجال الدعارة، أشعلت النيران في شقة رجل يحمل جنسية دولة آسيوية، بعدما دفعته فسقط على الأرض فاقدا الوعي، وغادرت بعد أن تأكدت من امتلاء المكان بالدخان، وأغلقت عليه الباب من الخارج، وذلك بسبب خلاف مالي بينهما.

وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، إن فريق البحث الجنائي، اشتبه في بعض الشواهد في مسرح الجريمة، وعلى الرغم من غموض الموقف، والتهام النيران معظم الشقة، وخلو جسد المجني عليه من أي آثار اعتداء، إلا أنهم وضعوا سيناريو يعتمد على وجود شبهة جنائية، وعملوا عليه حتى قبضوا على المتهمة خلال ساعات من تلقي البلاغ.

وتفصيلاً، ذكر المزينة أن بلاغاً ورد مساء الجمعة الماضي، يفيد باشتعال حريق في شقة بالطابق الرابع ببناية سكنية في منطقة المحيصنة الرابعة، وانتقلت فرق الدفاع المدني والشرطة على الفور، وقاموا بكسر باب الشقة في حضور حارس البناية، وكانت النيران تشتعل في الصالة، بينما عثر على صاحب الشقة (37 عاماً) ملقى على أرضية الممر الذي يصل الصالة بالغرفة، ولم تبد على جسده أي آثار اعتداء.

وأضاف أنه في ظل وجود جثة في المكان تم على الفور استدعاء رجال البحث الجنائي، ومسرح الجريمة، وتبين من خلال التحري أن المجني عليه يدعى (ب.ر)، يقيم في الشقة مع والدته التي غادرت إلى بلادها، فيما عاد هو إلى الدولة بعد إجازة قضاها في الخارج، وتبين أن اثنين من أصدقائه قضوا معه ساعات عدة في يوم الجريمة، وبرفقتهما امرأتان تعملان في الدعارة.

وأوضح أن رجال المباحث اشتبهوا في بعض الأمور، منها أن الحريق اشتعل أولاً في بعض الملابس الخاصة بالقتيل، التي كانت موجودة على أريكة في الصالة، كما أن الباب كان مغلقاً من الخارج، فضلاً عن موقع الجثة.

وأشار إلى أن فريق المباحث استطاع التوصل إلى صديقي الرجل، اللذين وجدا معه من الساعة الخامسة مساء وغادرا في السابعة والنصف، وهما (ب.ش) و(ر.ب)، وبسؤالهما أفادا بأن امرأتين كانتا موجودتين معهما عند صاحب الشقة، وغادرا مع واحدة، فيما ظلت الأخرى مع المجني عليه، لكنهما لم يفيدا بأي معلومات عن عنوان أو أرقام المرأتين، لأن القتيل هو الذي اتصل بهما وأحضرهما.

إلى ذلك، قال مساعد القائد العام لشؤون البحث والتحري، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إن فريق العمل بدأ التقصي في اتجاه آخر، حتى توصل إلى أن المرأتين (ر.س) و(ز.أ) تعملان في مجال الدعارة، وتديرهما امرأة تدعى (ب.د)، فألقي القبض عليها، وأرشدت إلى المرأة الأولى التي تقيم معها في الشقة بمنطقة هور العنز، والأخرى التي نفذت الجريمة (ز.أ) ضبطت في شقة أخرى بالمنطقة نفسها.

وأضاف أنه بسؤال المرأة، ذكرت أنها قررت الانتظار مع المجني عليه بناءً على رغبته، مقابل 1000 درهم في الليلة، لكنه تصرف بعصبية معها، إثر تعاطيه كمية كبيرة من المشروبات الكحولية، وبدأ يتذمر من المكالمات التي كانت ترد إليها من صديقها، ونهرها أكثر من مرة، ثم رفض منحها المبلغ المتفق عليه، فاشتبكا ودفعته على الأرض فسقط مغشياً عليه، وبادرت بسرقة خاتمين وإسورة ذهبية ومبلغ مالي وهاتفين.

وأشار إلى أنها لم تكتف بالسرقة، إذ جمعت قطعاً من ملابسه، ووضعتها على أريكة في الصالة وأشعلت فيها النيران، وظلت تراقبه إلى أن تأكدت من أنه لن يتحمل الدخان الذي تراكم بكثافة، ثم أغلقت باب الشقة عليه من الخارج لتقضي على أي فرصة لنجاته، خصوصاً أن الشقة بالطابق الرابع، لافتاً إلى أنه تم إحالة المرأة إلى النيابة بتهمة القتل العمد، فيما أحيل صديقا المتهم والمرأتان الأخريان بتهم أخرى.

تويتر