شاهد الجريمة وساعد الشرطة على ضبط المتهم

مواطن مبتعث ينقذ فتاة تعرّضت للدهس والسرقة في أميركا

أنقذ شاب مواطن مبتعث للدراسة في الولايات المتحدة، امرأة أميركية تعرّضت للدهس والسرقة أمامه، ولم يتردّد في التدخل رغم هروب الأشخاص، بل وساعد الشرطة في القبض على اللص الذي دهس المرأة وسرق حقيبتها.

وقال الطالب خليفة إبراهيم المعمري، لـ«الإمارات اليوم»: «إنه تصرّف بتلقائية كما لو كان في بلاده، وتدخّل لإنقاذ الفتاة، لأنه شاهد الواقعة التي حدثت، في العاشرة مساء أول من أمس، وأدرك أنها قد تُقتل لو لم يتدخل، وشجع تصرفه الأشخاص الذين وجدوا في المكان على العودة ومساعدته في حمايتها».

وتفصيلاً، قال خليفة إبراهيم المعمري (21 عاماً)، يدرس في الولايات المتحدة: «كنت أقف بسيارتي في تقاطع مروري بأحد شوارع ولاية تينيسي الأميركية منتظراً فتح الإشارة الحمراء، وشاهدت شابة في العشرينات تقريباً، تقطع الجهة المقابلة وفجأة تعرّضت للدهس، فلم أتردّد وكسرت الإشارة خوفاً من أن تقتلها السيارات»، وأضاف: «كان معي صديقي في السيارة وفوجئنا بهروب الجميع من موقع الحادث، لكننا لم نتردّد في النزول، وإيقاف حركة السير، لأن السيارات كانت قادمة تجاه الفتاة بمجرد فتح الإشارة»، لافتاً إلى أن «الفتاة كانت في حالة حرجة، لكن علمنا لاحقاً أنها نجت».

وتابع أن «الأشخاص الذين وجدوا بالمصادفة في موقع الحادث تشجّعوا حين شاهدونا نقف ونقدم المساعدة للمرأة، وعادوا مجدداً إلى المكان وساعدونا في تنظيم حركة السير، حتى وصلت الشرطة والإسعاف سريعاً إلى المكان». وشرح: «لاحظنا أثناء وقوفنا أن الشخص الذي صدمها سرق حقيبتها وبادر بالفرار، فلم نتردّد كذلك في التصرف، وساعدنا الشرطة حتى قبضت عليه خلال دقائق في أحد الشوارع القريبة، ومن ثم توجهنا إلى المخفر حيث أدلينا بأقوالنا»، مشيراً إلى أن «الشرطة الأميركية وجهت إلينا الشكر والتقدير».

وحول شعوره في ظل هروب الآخرين، وهل أحسّ بالخوف، خصوصاً أنه كان قريباً من اللص؟ قال المعمري: «شعرت بخوف بسيط، لكنه لم يؤثر في موقفي أنا وصديقي، ولو تكررت الواقعة سأتصرف بالطريقة نفسها، لقد شاهدت الفتاة وهي تمشي أمامي سليمة وآمنة، وفجأة تعرّضت للدهس، لقد تصرفت بما تفرضه عليّ إنسانيتي، ولم أتردّد في كسر الإشارة الحمراء، لأن الثانية الواحدة كانت تفرق في الواقعة».

إلى ذلك، قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إن «سلوك المعمري ورفيقه مثالي، ولولا تدخلهما لفرّ المتهم بجريمته، وربما قتلت تلك الفتاة في الحادث». وأضاف أنه «ينبغي أن يدرك الجميع أن انتقالهم للعيش في بلد آخر غير وطنهم يفرض عليهم مسؤولية أخلاقية واجتماعية، مثل أهل هذه البلد تماماً، لكن في مثل هذه المواقف يجب أن يتحلى الشخص بالذكاء، ويزن الموقف جيداً قبل التصرُّف، وليس بالضرورة أن يتدخل بنفسه إذا كان بإمكانه توفير معلومات تساعد رجال الشرطة في عملهم وتحقيق العدالة». وأوضح أن «الموقف نفسه هو الذي يحدّد طبيعة تدخل الشخص، فإذا كان بإمكانه إيقاف المعتدي أو المتهم فعليه أن يفعل ذلك، طالما لا يتعرّض لأي تهديد، وإلا فعليه التصرّف بحذر».

تويتر