«الأدلة الإلكترونية» في شرطة دبي: «احمِ نفسك بنفسك»

تزايد مخاوف مستخدمي «فيس بوك ماسنجر» و«آي كلاود» من انتهاك خصوصياتهم

تزايدت أخيراً مخاوف مستخدمي تطبيق «فيس بوك ماسنجر»، من انتهاك بياناتهم الشخصية وخصوصياتهم، جراء طلب التطبيق التحكم في كاميرا الهاتف الجوال، ما اعتبروه «تجاوزا كل الحدود في التنصت عليهم وتسجيل محادثاتهم».

وسادت حالة من القلق بين مستخدمي أجهزة أبل (آي كلاود)، بعد اختراق مخزن بيانات فنانات شهيرات وتسرب مئات الصور الخاصة بهن، وأثيرت تساؤلات حول درجة الأمن التي تتوافر لبيانات المستخدم العادي الذي يستخدم أجهزة «آي فون» أو شقيقاتها من منتجات «أبل».

وقال مدير إدارة الأدلة الإلكترونية، الرائد راشد لوتاه، لـ«الإمارات اليوم»، إن الصلاحيات التي يطلبها تطبيق «فيس بوك ماسنجر» تثير جدلاً بين المستخدمين، لكن الإشكالية تبقى في الذين يحمّلون مثل هذا التطبيق من دون قراءة الشروط والأحكام، ومعرفة الصلاحيات التي يفرضها البرنامج على مستخدميه»، مؤكداً أن الرسالة الواضحة التي يجب أن تصل إلى الجميع هي «احم نفسك بنفسك»، واقرأ جيداً قائمة الصلاحيات، لأن ما نعلمه هو أن هذه الشركات تستخدم بياناتك في أغراض تسويقية، لكن ربما تكون هناك أغراض أخرى غير معروفة.

وأضاف أن «تطبيق (فيس بوك) مملوك لشركة معروفة عالمياً، ويمكن مقاضاتها في حال حدوث أي انتهاك، لكن الخطر الحقيقي يكمن في عشرات البرامج التي تطلقها شركات وجهات غير معروفة، وتحصل على صلاحيات مماثلة، ولا يمكن الرجوع إليها في حال حدوث انتهاك»، لافتاً إلى أن هناك خطورة بالتأكيد في تخزين صور أو بيانات حساسة في (آي كلاود).

وتفصيلاً، قال المهندس محمود إبراهيم: «استخدمت (فيس بوك) منذ سنوات عدة، وحين طرحت الشركة تطبيق (ماسنجر) قمت بتحميله، ورغم اهتمامي بقراءة تفاصيل مثل هذه البرامج، إلا أنني توقفت منذ فترة طويلة عن قراءة لائحة الشروط والأحكام لأنها تكون عادة مليئة بالتفاصيل التي تحتاج إلى وقت لمراجعتها».

وأضاف: «عندما أثير جدل أخيراً حول هذا التطبيق، اضطررت إلى مراجعة الصلاحيات الممنوحة للتطبيق، وصدمت بأنه ربما يتحكم في الجهاز أكثر من صاحبه، لدرجة أنه يتحكم في الكاميرا الأمامية التي ربما تكشف صورة المستخدم، ما يعني أن خصوصية المستخدمين مستباحة».

وقالت متخصصة في تقنية المعلومات، ريتا أندرواس: «فكرت في تحميل التطبيق، لكن تراجعت حين قرأت قائمة الصلاحيات، خصوصاً أنني لم أجد مبرراً لطرح تطبيق مستقل للدردشة في ظل إمكانية توافر الخدمات نفسها تقريباً من خلال خاصية الرسائل على (فيس بوك)».

فيما أكد الخبير التقني، أنطوني مانجيلوزو، أنه «على المستخدم التخلي تماماً عن خصوصيته لدى استخدامه (فيس بوك ماسنجر)، لأنه يتيح للتطبيق الوصول إلى سجل مكالمته، وجهات الاتصال، والرسائل، إضافة إلى التحكم بالكاميرا وخاصية تسجيل الصوت، وغيرها».

وذكر أحد مستخدمي جهاز (آي فون)، إسلام البحيري، أن «كثيرين اهتموا بتتبع صور وأخبار الفنانات اللاتي تضررن من واقعة اختراق (آي كلاود)، ونشر صور بالغة الخصوصية لهن، لكن لم يلتفتوا إلى إشكالية اختراق المخزن الأكبر لبيانات مستخدمي (آي فون) أو (آي باد)».

وأضاف أنه «مسح كل صوره الشخصية وبياناته التي كان يخزنها على (آي كلاود)، ورغم ذلك تراوده مخاوف من أن تكون مسجلة لدى الشركة، ويتم الوصول إليها بواسطة قراصنة».

إلى ذلك، قال مدير إدارة الأدلة الإلكترونية بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي، الرائد راشد لوتاه، لـ«الإمارات اليوم» إن «مخاوف الناس مشروعة، لكن من الضروري قيامهم بواجباتهم قبل أي شيء من خلال قراءة قائمة الصلاحيات التي يطرحها أي تطبيق قبل تنزيله»، مضيفاً: ««من المعروف والمعلن أن الشركات الكبرى تدرس البيانات الشخصية لمستخدمي تطبيقاتها، حتى تستفيد منها في عمليات التسويق وتطوير المنتجات والدعاية وغيرها من الجوانب التجارية والصناعية، لذا تطلب دائماً حق الدخول على معظم بيانات المستخدم، ومنها صوره وقائمة اتصالاته».

وأشار إلى أن «الضجة التي أثيرت حول تطبيق (فيس بوك ماسنجر) ترجع بشكل رئيس إلى أحقية التطبيق في استخدام الكاميرا الأمامية للهاتف، ما يعتبره البعض انتهاكاً سافراً للخصوصية، لكن ربما يبدو ذلك منطقياً في ظل كونه برنامج محادثة بالفيديو، ويحتاج إلى هذه الكاميرا».

وأوضح أن «التطبيق في النهاية مملوك لشركة عالمية، يمكن مقاضاتها في حال تعرض أي مستخدم لمشكلة متعلقة بانتهاك بياناته، لكن تظل الإشكالية الحقيقية في مئات التطبيقات الأخرى المملوكة لشركات مجهولة، وتطلب صلاحيات مماثلة، ولا يمكن مقاضاتها أو استعادة أي حق منها في حال انتهاك بيانات المستخدم».

وأفاد بأن شركة «فيس بوك» طرحت برنامج «فيس بوك ماسنجر»، ثم اشترت لاحقاً تطبيق «واتس آب» بمبلغ خيالي ــ حسب تعبيره ــ مستندة في ذلك إلى دراسة دقيقة لاهتمامات المستخدمين من خلال دراسة بياناتهم. وحول درجة الأمن المتوافرة في مخزن أبل الإلكتروني (آي كلاود)، قال لوتاه: «حذرنا مراراً من هذه الإشكالية، ولا يوجد أي أمان في تخزين صور شخصية حساسة أو بيانات ذات أهمية على الإنترنت».

وتابع: «أنا شخصياً أخزن في (آي كلاود) الصور والبيانات التي لا أخاف من احتمالات الوصول إليها من جانب أي شخص، لكن بغض النظر عن مدى الأمان الذي توفره (أبل) لمخزنها، فإن هناك إمكانية في اختراق الهاتف بسبل أخرى، مثل الحصول على كلمة السر بطريقة ما وفتح الجهاز، لذا فإن الوقاية خير من العلاج».

وأشار إلى أنه «بحكم عمله يرصد كثيراً من الأخطاء الساذجة التي توقع أصحابها في مشكلات كبيرة نتيجة انتهاك خصوصياتهم»، مؤكداً أن الرسالة الواضحة التي يجب أن تصل إلى الجميع هي «احم نفسك بنفسك»، واقرأ جيداً قائمة الصلاحيات، لأن ما نعلمه هو أن هذه الشركات تستخدم بياناتك في أغراض تسويقية، لكن ربما تكون هناك أغراض أخرى غير معروفة.

 

تويتر