طفل أسفل السرير

لا ينسى مدير معهد تدريب الدفاع المدني في دبي، الرائد سعيد الرحومي، واقعة حدثت في عام 2003، حين كان يعمل في مركز السطوة، وورد بلاغ عن حريق بمنزل شعبي في منطقة شعبية الشرطة.

ويقول الرحومي «انطلقت بسرعة مع زملائي ووجدت ربة المنزل خارج البيت والنيران أتت على معظمه تقريباً، وكانت المرأة في حالة هستيرية كبيرة وتمسك بأطفالها، فسألتها هل جميع أولادك معك فنظرت إليهم ثم قالت لايزال هناك طفل مفقود، فاقتحمت الحريق مع زملائي على الفور وبدأنا عملية التفتيش في ظروف صعبة للغاية لأن الدخان كان منتشراً بكثافة عالية، واقتربنا من إحدى غرف النوم وسمعنا صوتاً ضعيفاً يتلاشى تدريجياً فاقتحمنا الغرفة ونحن نتخوف من سقوط شيء بسبب النيران، وفتشنا في الغرفة ونزلت تحت السرير لأجد الطفل شبه مغمى عليه لأنه كلما فتح فمه للاستغاثة يستنشق كمية كبيرة من الدخان، وأخرجته مع زميلي النبيل الذي غادر الدفاع الدفاع المدني بعد أن تعلمنا منه الكثير، وفرحت الأم بابنها كثيراً بعد أن تم إسعافه وإنقاذه في اللحظات الأخيرة، وعلمت بعد ذلك أن والد الطفل يعمل في شرطة دبي وعلم بالحادث، لكنه فوجئ بأن الحريق شب في بيته فأتى سريعاً، وحاول اقتحام النيران لإنقاذ ابنه لكن تم منعه لأننا فعلياً كنا في الداخل واستطعنا إنقاذ الطفل في عملية لا أنساها حتى الآن».