الزوجة حجزتهما وهددتهما

محاكمة زوجين بتهمة تعذيب خادمة حتى الموت وإصابة زميلتها

وجهت النيابة العامة في دبي، أمس، تهمة تعذيب خادمتين، ما أفضى إلى وفاة إحداهما، إلى زوجة تعمل في وظيفة ضابط علاقات عامة (‬45 عاماً)، كما وجهت إلى زوجها موظف عام، (‬42 عاماً)، تهمة التوسط في ارتكاب الواقعة، بأن أعد غرفة في الطابق العلوي من مسكنهما لحجز المجني عليهما، ووضع قطعاً حديدية على نوافذها لمنع فتحها، وامتنع عن علاجهما من الإصابات التي لحقت بهما جراء تعدي زوجته عليهما.

وأنكر المتهمان اللذان مثلا أمام الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، ما أسندته إليهما النيابة، فيما حددت هيئة المحكمة جلسة الأول من يوليو المقبل للاستماع إلى الشهود.

وذكرت النيابة العامة في لائحة الاتهام المقدمة ضد الزوجين، ان الزوجة حجزت المجني عليهما وحرمتهما بغير وجه قانوني واستعملت القوة والتهديد والتعذيب البدني والنفسي ضدهما لأكثر من شهر.

وتابعت أن المتهمة أغلقت على الخادمتين أبواب المسكن، وحرمتهما الطعام والشراب مدة طويلة، وحصرت عنهما ملابسهما، وتعدت عليهما بالضرب محدثة بهما اصابات، نتج عنها «تقيح وتسمم ميكروبي في الدم والتهاب رئوي للمجني عليها الاولى وتقيحات للمجني عليها الثانية».

وبينت النيابة أن المتهمة لم تحاول علاج الخادمتين، ما أفضى إلى وفاة إحداهما تحمل جنسية دولة افريقية، وإصابة الثانية تحمل جنسية دولة آسيوية.

وبينت المجني عليها الثانية في تحقيقات النيابة أنها حضرت إلى الدولة للعمل خادمة، وفور وصولها إلى المطار اخذها شخص يتبع مكتبا لاستقدام العاملات، وفي اليوم ذاته حضرت المتهمة وزوجها وأخذاها من المكتب وتوجها بها إلى مسكنهما، حيث خصصا لها غرفة خارجية في المنطقة الخلفية من المنزل.

وتابعت أنه في صباح اليوم التالي باشرت عملها لدى المتهمة التي لديها أربعة أطفال، وكانت الخادمة الوحيدة في المسكن، مبينة أن المتهمة كانت تزودها في الصباح بقطعة خبز وكوب من الشاي، وفي المساء لا يتم تزويدها بأي طعام كما أنها لا تستطيع إعداد أية وجبة، لأنه يتم إغلاق المطبخ.

وبينت أنها استمرت على هذه الحال أسبوعاً، وبعدها بدأت المتهمة تتعامل معها بقسوة، إذ صفعتها لأنها لم ترتب الملابس بعد غسلها بشكل جيد، وزادت المعاملة سوءاً، وتطورت إلى الاعتداء عليها بالضرب بقبضة اليد ورفسها، وضربها بعصا المكنسة.

وأضافت المجني عليها أن المتهمة طلبت منها في أحد الايام تنظيف الحمام، وبعد الانتهاء من التنظيف، رأت المتهمة أن الحمام لايزال متسخاً، فأجبرتها على شرب محلول التنظيف تحت وقع التهديد والتعذيب، وبعد ربع ساعة شعرت بألم في بطنها ودوار، لكنها كتمت صوتها، لأن المتهمة هددتها بالسجن، إذا اقدمت على أي فعل، وأبلغتها بأنها تعمل في وظيفة مرموقة.

وزادت أنها بدأت تفكر في الهرب من المنزل، الا أنها لم تتمكن من ذلك كون المتهمة كانت تغلق عليها الباب في الصباح، ولا تسمح لها بالخروج حتى لإلقاء القمامة، ومنعتها من التحدث مع اهلها في موطنها، مبينة أنها استمرت في العمل مدة شهر قبل ان تحضر المجني عليها الثانية (المتوفاة).

وأضافت الخادمة أن الخادمة الثانية كانت تعمل لدى الأسرة في وقت سابق، وأن المتهمة اعتدت عليها وقصت شعرها، وأصابها الوهن، وكانت هزيلة، وعند احضارها إلى المنزل طلبت منها المتهمة عدم التحدث إليها، تحت التهديد بالضرب.

وتابعت أن المتهمة أدخلتها وزميلتها الحمام وأغلقت عليهما الباب، وأحضرت كاميرا مشبوكة بجهازها النقال، وكانت تطلب منهما عدم التحدث مع بعضهما وأنها ستراقبهما من خلال الكاميرا.

وأفادت الخادمة في أقوالها بأنها لم تكن تتحدث مع المجني عليها الاولى، وأن المتهمة في فترة الظهيرة تفتح لهما الباب وتخرجهما وتزودهما بالأكل الذي كان على حد وصفها «عذاباً في حد ذاته»، موضحة أن الزوجة كانت تزود المجني عليها الاولى بالأكل اكثر منها، وتطلب منها مشاهدتها وهي تأكل، وتلح عليها بضرورة انقاص وزنها.

وأضافت أن المتهمة استمرت في الاعتداء عليها هي وزميلتها أثناء عملهما وكانت تراقب عملهما في الفترة المسائية وتطلب منهما سرعة الانجاز، إذ كانت تضربهما بشكل مبرح على اماكن متفرقة من جسدهما وتمسك برأسهما وتضربهما بالحائط، مشيرة إلى أن اثار بعض الدماء لاتزال على مفاتيح الاضاءة بالقرب من باب حمام الغرفة العلوية.

ولفتت الخادمة إلى أن المتهمة كانت تجردهما من ملابسهما وتدخلهما الى الحمام وتصورهما بهاتفها النقال وتهددهما بأنها سوف ترسلها الى اصدقائها، وفي احد الايام كانت زميلتها تشعر بالجوع وتبحث عن طعام في سلة المهملات فشاهدتها المتهمة فضربتها ضرباً مبرحاً، ومنعتها من الأكل خمسة أيام، وبقيت تزودها بقطعة من البصل والملح والسكر مع الماء.

وبينت أنها أثناء ذلك كانت تعطي زميلتها قطعة من الخبز خلسة كانت تخفيها في الحمام حتى لا تكتشف المتهمة أمرها، مبينة أنه بعد ذلك فقدت المجني عليها وعيها وعندما حضرت إليها المتهمة وفتحت باب الحمام حاولت إفاقتها فلم تستطع وكانت المتهمة تقوم بإعطائها الماء جبراَ.

وأشارت الى انه اثناء ذلك حضر زوج المتهمة وقدم الطعام لزميلتها وطلب منها الاعتناء بها كونها كانت تعمل ممرضة في موطنها، مبينة انه بعد ذلك بأربعة ايام ازدادت حالة الخادمة سوءاً وكان وضعها يستدعي نقلها الى المستشفى، الا ان المتهمة كانت ترفض ذلك خوفاً من الوقوع في مشكلات، فأحضرت اليها أنواعاً من الأدوية وطلبت منها ان تعطيها إليها.

وأضافت انه بعد ذلك بأيام اصبحت الخادمة تتنفس بصعوبة بالغة فأخبرت المتهمة بأن زميلتها في حالة خطرة، فضحكت وخرجت وأغلقت عليهما الباب بالمفتاح، مبينة أنه بعد ذلك حضرت المتهمة وبيدها مجموعة من الحبوب السوداء ووضعتها في فم المجني عليها، ووضعت الماء في فمها، كما احضرت حقنة من غير ابرة وفيها سائل ابيض، وبعد ‬10 دقائق احضرت عسلاً وخلطته مع زيت الزيتون وقامت بتسخينه وأعطتها ثلاث ملاعق وبعدها مباشرة ابيضت عينا الخادمة وفقدت الوعي.

وتابعت: بعد ذلك حاولت أن تجلسها، لكن المتهمة ضربتها على ظهرها، وفي تلك الاثناء توقف تنفسها، فوضعت اذنها على صدرها، ولم تسمع أي نبض فأبلغت المتهمة ان الخادمة توفيت، فتوسلت اليها بأن «تستر عليها»، وطلبت منها تبديل ملابسها وملابس زميلتها تمهيداً لطلب «الإسعاف».

وبعد حضور الإسعاف وأفراد الشرطة ابلغتهم بما حصل معها ومع زميلتها التي توفيت.

وأقر المتهم الثاني بمحضر الشرطة بحجز المجني عليهما ووضعهما داخل الحمام وإغلاق الباب عليهما خشية هربهما، وأنه يتم وضع كاميرا في الحمام وأنه تم وضع قطع حديدية على النوافذ لمنع هروب المجني عليهما، مبيناً أن زوجته شديدة العصبية وأنها منذ فترة طويلة على ذلك وتفتعل المشكلات من دون أي سبب. وقال إن المتهمة لا يوجد لها اصدقاء وإنها راجعت مستشفى راشد لتلقي العلاج النفسي، مبيناً انها كانت تعتدي على كل من المجني عليهما الأولى والثانية بواسطة العصا.

تويتر