مشاركون في «مستقبل الثقافة الإسلامية الوسطية» يؤكدون:

«الإخوان» اهتموا بالشكليات لا الفكر

«الإخوان المسلمون» استغلوا فقر المصريين. من المصدر

اتهم مشاركون في مؤتمر مستقبل الثقافة العربية الإسلامية الوسطية، الذي اختتم أمس، في أبوظبي جماعة «الإخوان المسلمين» بأن واقعها يناقض ادعاءاتها، وقالوا إن جماعة الإخوان المسلمين اقدمت على «أخونة للإسلام» وقدمت فهماً ضيقاً له، وبأنهم ركبوا الثورة في مصر في ايامها الاخيرة.

وقال الكاتب المصري ثروت خرباوي، إن جماعة الإخوان المسلمين لم تنشأ في مجتمع علماء، بل في مجتمع تنتشر فيه معدلات الأمية بشكل واسع، ويضيف «حين أراد الشيخ حسن البنا تأسيس الجماعة، ذهب إلى الإسماعيلية، وكانت في ذلك الوقت أقل تطوراً من محافظات أخرى». ولفت أن بيعة المرشد أساسها الولاء للجماعة، وليس للوطن أو الإسلام. وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين اقدمت على «أخونة للإسلام»، وقدمت فهماً ضيقاً للإسلام، لافتا إلى وجود نفاذية واضحة للأمور الشكلية في فكر الجماعة، على حساب الجوهر، وأن «الإخوان» يسعون إلى تأسيس دولة الخلافة، التي قال إنها تثير جدلاً كبيراً، لانها تمثلت فقط في عصر النبوة وعهد الخلفاء الراشدين، «أما حكم الأمويين والعباسيين والعثمانيين، فلم يكن خلافة، بل حكم أسر، قام على الغلبة، لا على الشورى». وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور أسامة الغزالي حرب، إن حقيقة جماعة الإخوان المسلمين تختلف عن المنهج الدعائي لها، وان لبريطانيا دوراً في نشأتها، مثلما أن للولايات المتحدة دوراً في دعمها، ورأى أن «الاخوان» تنظيمٌ سياسي بامتياز، ولم تسهم الجماعة إلا بشكل محدود في الثقافة الإسلامية والفكر الإسلامي.

وقال إن «الإخوان» استغلوا الحقيقة المؤسفة، وهي أن ‬30٪ من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، ووظفوا المساعدات الاجتماعية لحشد الأنصار من الفقراء. وكان هناك استخدام في المعارك الانتخابية لخطاب يوحي بأن انتخاب «الإخوان» انتخاب للإسلام، وانتخاب غيرهم معاداة للإسلام، وهو الأمر الذي أثر بالفعل في ملايين من البسطاء والأميين. ويضيف هذا السلوك المصلحي أو الانتهازي ظهر في موقف الجماعة من القضية الفلسطينية ومن إسرائيل. وقال الباحث والمفكر السوري طيب تيزيني، إن مشروع النهضة العربية زائف ليس له صدقية تاريخية، معربا عن اسفه لغياب فكرة الوسطية في الثقافة العربية والإسلامية، مع أنها فكرة أصيلة في الإسلام، فالنص الإسلامي نص قائم على الوسطية، وهو ما يعني أخذ كل الأمور باعتدال، وتفرض الوسطية التواضع بين الطرفين المتواجهين، أو الجبهتين طرفي الصراع، ما يعني إمكانية التفاوض والوصول إلى الحلول الوسط، وبالتالي، فإن عدم اللجوء إلى العنف هو أساس الوسطية. وتحدث الكاتب الصحافي عبدالوهاب بدرخان حول التعددية الفكرية والدينية في حركة النهضة العربية، قائلا إن عودة الحديث عن النهضة العربية له دلالة تشير إلى ما عاشه العرب في أواخر القرن الـ‬19 عندما ثاروا على السلطة العثمانية، حيث أتاح ضعف الإمبراطورية العثمانية آنذاك باباً للتدخلات الخارجية. وقال إن الانظمة العربية في الدول المتحولة الآن (تونس ومصر لا يبدو ان حكامها الجدد سيحققون النهضة، رغم ان هذا قد يكون حكماً مبكراً لا موضوعياً. ولكن عندما نسقط مفهوم النهضة على الواقع الحالي فنحن نرى ان الدول الغربية عادت ووضعت يدها على الدول العربية المتحولة، ذلك أن اقتصاد هذه الدول مرتبط بالدول الغربية.

وحول بواعث حركة النهضة العربية قال أستاذ علم النفس السياسي المصري قدري حنفي، إن الحديث عن العوامل النفسية في تشكيل الأمة أمر غير معهود، وتتوقف هوية الجماعات البشرية على إدراك الجماعة المشترك لها، ويضيف لقد عرف التاريخ العرب منذ أزمان بعيدة، لكن يمكن إرجاع شعور العرب بأنفسهم كأمة إلى المؤتمر الذي انعقد عام

تويتر