تحدث معها قبل دقائق من اختفائه ووعدها بالعودة سريعاً

«أم ناصر»: أرجوكم أعيدوا إليَّ ابني

صورة

انطلقت المواطنة (أم ناصر) تبحث بنفسها في المستشفيات والمراكز عن ابنها، المختفي منذ ثاني أيام عيد الأضحى، فيما يجوب الأب وبقية أفراد الأسرة سلطنة عمان بحثاً عن أثر له.

وقالت (أم ناصر) ل«الإمارات اليوم» وهي تبكي: «أرجوكم أعيدوا إليّ ابني، أعيش في مأساة منذ غيابه، ولم أشعر بهذا الخوف والحزن من قبل، فمن الصعب أن يمر هذا الوقت على أم لا تعرف إذا كان ابنها حياً أو ميتاً».

وكشفت أن مشاعرها كانت أصدق من تقارير الشرطة حين أعلنت العثور على جثته على حدود عمان، إذ قدم إليها نساء الأسرة يبكين حين ورد الخبر، لكنها قالت لهم قبل أن تظهر النتائج: «ليس ابني»، وهو ما تأكد لاحقاً، مرجحة أن نسبة بقائه حياً لا تتجاوز 20%. وأضافت (أم ناصر) أن آخر مرة سمعت فيها صوته كان صباح يوم 28 أكتوبر الماضي في الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، إذ اتصل بها، فنهرته عن تأخره وعدم رده على اتصالاتها، فأبلغها أنه كان يضع هاتفه على وضعية «الصامت»، وطمأنها عليه وأكد لها أنه سيعود مباشرة إلى المنزل قريباً.

استمرار رحلة البحث في عُمان

واصل والد ناصر برفقة أشقائه وأقاربه رحلة البحث التي بدأت أول من أمس، في ثلاث سيارات، تنتقل من ولاية إلى أخرى في السلطنة في مشوار مستقل عن الأجهزة الأمنية، آملين في الحصول على معلومة تفيدهم بالعثور عليه. وقال علي ناصر، والد الشاب المختفي: ننتقل من مركز شرطة إلى آخر، وزرنا، أول من أمس، ولايتي صحار وشناص، وأكملنا، أمس، المشوار بزيارة الليسيلي وحويلات وأماكن عدة، لكن من دون جدوى حتى الآن.

وأعرب عن أمله أن تزيد كثافة البحث أمنياً على «ناصر»، وكذلك الضغط على المتهم الرئيس في الواقعة، وهو صاحب السيارة الذي اصطحبهم معه، وهو أحد أرباب السوابق، ويدعى (م.س) معتاد الإجرام، وتبلغ سنّه نحو 37 عاماً، لافتاً إلى أن هذا الشخص يجيد المماطلة، ولا يتخيل أن يكون ضل المكان الذي رموا فيه ناصر، لأنه محترف، مؤكدا أن لديه قناعة تامة بأنه يعرف مكان ابنه، لكن يرفض الإدلاء بمعلومات

وأشارت إلى أن المكالمة لم تطمئنها رغم أن ناصر (21 عاماً) بدا طبيعياً، لأنه لا يعتاد الاتصال بنفسه، لافتة إلى أنها عجزت عن النوم، وانتظرت فترة من الوقت، ومن ثم بدأ الخوف يسيطر عليها حين تأخر، واتصلت به لتجد هاتفه مغلقاً فأيقظت والده نحو الساعة الثالثة صباحاً، وطلبت منه النزول للبحث عن ابنه، فخرج الأب مذعوراً برفقة عدد من الشباب وبحثوا عنه في مردف حيث تقطن الأسرة، لكن دون جدوى.

وتابعت (أم ناصر)، « لم أتحمل الانتظار في المنزل، وخرجت بنفسي للبحث عن ابني فمررت مع أفراد أسرتي على كل المستشفيات، وبعدها توجهنا إلى مركز شرطة الراشدية، على أمل أن يكون الولد تعرض لمشكلة ونقل إلى هناك، لكن كان الجواب دائماً بالنفي».

وأكدت باكية «ابني مريض بالسكري من الدرجة الأولى منذ سن أربع سنوات، ويتلقى علاجاً دائماً، لكنه لا يأخذه معه، نظراً لأنه لا يتأخر عادة أكثر من أربع ساعات خارج المنزل، مشيرة إلى أنها تتلهف على معلومة تساعد في العثور عليه أو التأكد من مصيره».

وأفادت (أم ناصر) بأن ابنها شاب عادي وهادئ للغاية، ولا يعتاد  إثارة المشكلات، موضحة أنه قضى اليوم الأول لعيد الأضحى في مجلس المنزل مع أشقائه وأصدقائه، وكان سعيداً ومرحاً للغاية، وكان يرتدي جلباباً تم تسليمه إلى الشرطة حتى تتمكن الكلاب البوليسية من تقصي رائحته.

ولفتت إلى أنه خرج في اليوم الثاني مرتدياً بنطالاً قصيراً وقميصاً أصفر اللون، وكذلك قبعة، متمنية أن يدلها أي شخص رأى شاباً بهذه المواصفات المميزة عن مكان، أو آخر مرة رآه فيها.

وحول أصدقاء ناصر، قالت الأم، إن الأسرة تعرف أصدقاءه وأسرهم جيداً، وليس منهم أرباب السوابق المقبوض عليهم حالياً على ذمة الواقعة، والذين اعترفوا بأنهم كانوا برفقته ليلة اختفائه، وأنهم تركوه في مكان ما وهم تحت تأثير المخدرات.

وأضافت توقعت أن يذهب ناصر مع أصدقائه إلى أحد المراكز التجارية في دبي التي كانت مفتوحة طوال اليوم في العيد، ولم يخطر ببالنا إطلاقا أن يذهب إلى هؤلاء المشبوهين ويرافقهم إلى مصير مجهول، مؤكدة أنهم ليسوا أصدقاءه، وهناك فارق كبير في السن، إذ يبلغ ناصر 21 عاماً، فيما سائق المركبة الذي اصطحبه معه ليلة اختفائه يبلغ نحو 37 عاماً، وسبق اتهامه في قضايا مخدرات كثيرة. وأشارت إلى أن الأب أبلغ مركز شرطة الراشدية باختفاء ناصر، وبعد يومين تقريباً قام بتفريغ سجل هاتف ناصر لتحديد الأشخاص الذين تحدث معهم قبل اختفائه حتى توصل إلى الأشخاص المقبوض عليهم حالياً.

وتابعت أن وجودهم كان مفاجئاً لنا بكل المقاييس، فنحن نهتم بابننا جيداً، وندرك أن هؤلاء ليسوا أصدقاءه، ولا ندري متى تعرف إليهم، ولماذا خرج معهم، مؤكدة أن وجوده برفقتهم يعد أمراً مخيفاً ومثيراً للقلق.

وأوضحت أنها طلبت من ناصر قبل خروجه عدم التأخر، لأنه مصاب بالسكري، ولا يحمل معه إبر «الانسولين»، ووعدها بذلك، لدرجة أنه طلب منها الاتصال به لتذكيره حتى لا ينشغل مع أصدقائه ويفوّت موعد الدواء.

وأكدت (أم ناصر) أن أملاً تصل نسبته إلى 20% يراودها في احتمال بقاء ابنها على قيد الحياة، متوقعة أن يكون أصيب بنوبة سكري وخاف رفاقه من المسؤولية فتركوه في مكان ما، وعثر عليه شخص وحمله إلى المستشفى. واستدركت أن اليأس أصاب كثيرين من أفراد الأسرة الذين يرجحون وفاته، لكن تعجز عن الراحة ولا يطمئن قلبها إلى ما يحدث، وتتمنى معرفة مصير ابنها فقط سواء كان حياً أو ميتاً.

وناشدت (أم ناصر) شرطة دبي ووزارة الداخلية تكثيف البحث عن ابنها، مؤكدة ثقتها بقدرة الأجهزة الأمنية على العثور عليه، مؤكدة أن ابتعاد شاب نحو أسبوعين عن أمه أمر قاسٍ ومؤلم للغاية، وتتمنى أن يساعدها أفراد المجتمع في العثور عليه.

ويحيط نوع من الغموض بمصير «ناصر»، بعد إعلان شرطة دبي في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء العثور على جثته، ومن ثم تراجعها في ساعة متأخرة من مساء اليوم نفسه عن تأكيداتها، مشيرة إلى أن البحث لايزال مستمراً، وأن الجثة التي عثر عليها في عمان ربما تكون لشاب آخر تجري تحقيقات حالية بشأنه.

وتحاصر اتهامات عدة الشبان المقبوض عليهم حالياً على ذمة التحقيقات في قضية ناصر، وفق مصدر أمني في شرطة دبي، تشمل التسبب في وفاة شخص، والامتناع عن الإبلاغ. وأكد المصدر أن فرقاً عدة تقوم بجهود بحث ميدانية في الأماكن التي يتوقع العثور على «ناصر» فيها، لافتاً إلى أن العثور عليه حيّاً احتمال ضئيل

تويتر