قضوا غرقاً في عُمان بعد توجههم إليها لحضور مناسبة اجتماعية

عائلة النعيمي: عبدالله وفلاح وسلطان لم يتسابقوا بسياراتهم في وادي الفتح

نفت أسرة المواطن سالم عبدالله النعيمي، التي فجعت بإبنها، عبدالله (23 عاماً) وابن أخيه فلاح (23 عاماً) اللذين قضيا غرقاً الاسبوع الماضي في وادي الفتح الواقع في منطقة السنينة العمانية جنوب شرق مدينة العين مع صديقهما سلطان خليجي (21 عاماً)، أخباراً تداولتها مواقع إلكترونية حول توجه ابنيها وصديقهما إلى عمان بهدف خوض ألعاب بسياراتهم.

وأكدت أنهم كانوا في طريقهم لحضور مناسبة اجتماعية، قبل أن يتوقفوا لقضاء بعض الوقت في منطقة الوادي، حيث ابتلعتهم الأمواج القوية.

وقال أفراد من الأسرة لـ «الإمارات اليوم» إن الحادث خلف حزناً شديداً في منطقة أم غافة كلها، ولم يخفف من وقعه سوى التعاطف والتضامن الكبيرين اللذين أحيطت بهما الأسرة من سكان المنطقة والمسؤولين في الشرطة.

وروى والد عبدالله تفاصيل مؤثرة عن ابنه، موضحاً أنه تلقى الخبر بعد صلاة الفجر من ابنه الآخر محمد، فذهبا إلى منطقة الوادي، حيث وجدا أفرادا من الشرطة العمانية يبحثون عنهم، قبل أن تفلح الجهود في العثور على جثثهم، ويتم نقلهم إلى مستشفى الجيمي الحكومي في العين، وتشييعهم إلى مثواهم الأخير في مقابر أم غافة.

وقال إن عبدالله هو الخامس بين اخوانه، وهو موظف في شرطة العين، وقد باع سيارته قبل يومين من الحادث لتسديد القسط البنكي المتبقي عليها.

وأضاف: «كان صارحني برغبته في إتمام زواجه في يناير. وحدد لي اسم العائلة التي ينتمي إليها أهل الفتاة التي ينوي الزواج بها، فلم أعترض على اختياره، لعلمي برجاحة عقله وحسن توفيقه».

وأكد الأب أن ابنه كان يهوى الزراعة وارتياد البحر وزيارة الأقارب والتواصل مع الجيران والأصدقاء. «كما أنه كان حريصاً على أداء العمرة كلما أتيحت له الفرصة لذلك، حيث أدى المناسك أربع مرات».

وتابع أن ابن أخيه، فلاح، كان يعمل موظفاً في مطار أبوظبي، وكان المعيل الوحيد لأسرته المؤلفة من تسعة أفراد في مراحل تعليمية مختلفة بسبب تعرض والده لكسر في الرأس إثر حادث مروري مروع قبل سنوات، وفقدانه القدرة على العمل.

وقال إن «فلاح لم يتمكن من سداد ديونه البنكية، بسبب التزامه المالي تجاه أفراد أسرته. وكان قد أكد لي قبل وقت من وفاته، خشيته من هذا الدين على مستقبله، ورغبته في تسويته، ونحاول الآن إيجاد حل لسداد دينه»، مؤكداً أنه «كان شاباً طيباً وخلوقاً. وكان يستمع مني إلى نصائح عدة عن أهمية رعاية أسرته وعدم تخليه عنها بسبب الظروف التي واجهت شقيقي إثر الحادث المروري».

وأكد خليفة، وهو الشقيق الأكبر للفقيد عبدالله، أنه رأى شقيقه في منامه قبل يوم من الحادث يطلب منه شيئاً لم يفهمه وهو يضحك، فعلم أنه يحتاج إلى مساعدة في أمر ما، لم يعرفه. وفي اليوم التالي علم بالحادث.

وأضاف أن شقيقه طلب منه رعاية شجرة «رمان» صغيرة في الحديقة الملحقة بالمنزل، وإطلاق اسمه عليها في حال حدث له مكروه، وكان يحرص على تفقدها يومياً، ويقوم على رعايتها وسقايتها بنفسه.

واستغرب خليفة الأخبار التي تداولتها مواقع انترنت، وقال فيها أشخاص غير معرفين إن عبدالله وفلاح وسلطان توجهوا إلى منطقة الغافة بهدف المغامرة بالسيارة. وقال إنهم كانوا ينوون مشاركة أحد الأصدقاء مناسبته الاجتماعية، ومروا بطريق الوادي، فتوقفوا لقضاء بعض الوقت فيه قبل متابعة طريقهم إلى منزل صديقهم في منطقة السنينة.

وبدا الحزن واضحاً على شقيقي عبدالله منصور ومحمد وابن عمته عبدالرحمن المقبالي، الذين تحدثوا عنه، مؤكدين أنهم لا يصدقون أنه غادرهم إلى الأبد، كما تحدثوا عن فلاح وقالوا إنه كان الابن البار لوالديه وعائلته، إذ تحمل مسؤولية رعايتهم على الرغم من صغر سنه، وتكبد مشاق الذهاب والعودة إلى مقر عمله في مطار أبوظبي. وأكدوا أيضاً أن صديقهما سلطان كان يتمتع بأخلاق رائعة، جعلته من أكثر الأصدقاء قرباً لهما.

تويتر