معرفة حقيقة واقعهم في وقت غير مناسب أصابتهم بصدمة

مجهولو نسب يتورطون في جرائم سرقـة واغتصاب ومخدرات

«الحماية الاجتماعية» بصدد توعية الأسر بأساليب إيقاف مجهول النسب عــــــــلى وضعه. تصوير: أشوك فيرما

أفاد مدير إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية، حسين الشواب، بأن بعض مجهولي النسب تورطوا في جرائم مخدرات وسرقة واغتصاب وخدش حياء، وغيرها، نتيجة الصدمة التي أصابتهم بعد معرفتهم أن أسرهم التي تربوا في كنفها ليست أسرهم الحقيقية، مشيراً إلى أن الوزارة تعالج حالتين منهم خلال الفترة الراهنة، تورطا في جرائم، وتأخّرا دراسياً، وتعرّفا إلى أصدقاء سوء، وظهرت صفات العدوانية عليهما.

وأكّد أن وزارة الشؤون الاجتماعية تبذل جهودها بالتعاون مع دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، لتدريب الأسر الحاضنة لأطفال مجهولي النسب، على الأخذ بالطرق المناسبة في إبلاغ الطفل المحتضن بواقعه بأساليب منهجية خاصة تحت إشراف متخصصين في هذا المجال تجنباً لحدوث تلك الصدمة.

وقال الشواب «تأخر الأسر في ابلاغ الأطفال مجهولي النسب بواقعهم، واختيار توقيت وطريقة خاطئين، يؤديان إلى انحرافهم، خصوصاً في سن المراهقة».

وشرح الشواب أن الدراسات الحديثة تشير إلى أهمية إبلاغ مجهولي النسب بواقعهم في سن مبكرة، إذ يكون الطفل معتمداً بشكل كامل على الأسرة، ويعتاد الحياة معها بواقعه الجديد، عازياً الانحراف المفاجئ في سلوك هؤلاء الفتيان إلى الأسلوب المتبع في تبليغهم بواقعهم الحقيقي بأنهم أطفال مجهولو النسب، ما يتسبب لهم في شرخ في نفسيتهم وعدم ثقتهم بالمحيطين بهم.

وأشار إلى أن الوزارة تسعى إلى تخليص أحد مجهولي النسب من عقوبة السجن، بالتنسيق مع الجهات المختصة، بعد تورطه في سرقة سيارة تحت تأثير المخدرات، بسبب اقتناع الوزارة بأن الظروف التي يمرّ بها هي التي دفعته إلى الانحراف، خصوصاً أن أصدقاء سوء كانوا وراء فكرة السرقة، بعد اعطائه مخدراً من دون علمه.

وقال إن الشاب كان محضوناً لدى إحدى الأسر، وتأخر دراسياً نتيجة إبلاغه بواقعه، كما تعرف الى رفاق سيئين، مشيراً إلى أن الأسرة الحاضنة لجأت إلى الوزارة لتأمين عمل له لحمايته من رفاق الشارع، وكان على وشك الالتحاق بالعمل الجديد عند إقدامه على فعلته.

وأوضح الشواب أن رفاق الشاب أثروا فيه تأثيراً كبيراً، وورطوه بشكل مباشر، بعد معرفتهم بنجاحه في الحصول على عمل، خوفاً من تركه لهم. وقد يكون ذلك ناجماً عن شعورهم بالنقص والغيرة منه.

أما القضية الثانية، التي تورط فيها حدث مجهول النسب، فهي محاولة اغتصاب وخدش حياء إناث، بعد إبلاغه بواقعه، ما سبب ارتداداً كبيراً في نفسيته، ورغبة في الانعزال، وميلاً للعدوانية والهمجية، وبين الشواب أن اخصائيين اجتماعيين ونفسيين في إحدى دور التربية التابعة للوزارة، يعالجون الحدث من الآثار النفسية، تمهيداً لدمجه مجدداً في المجتمع بعد انتهاء العلاج، مشيراً إلى أن إدارة الحماية الاجتماعية تأخذ على عاتقها علاج الحدث من الآثار النفسية، لإعادة التوازن والاستقرار النفسيّ له حتى خروجه من الدار، لتبدأ مرحلة تدريبه وتوجيهه إلى مهنة أو عمل معين، أو متابعة دراسته، مؤكداً دور الرعاية اللاحقة في حماية الأحداث عموماً من العودة إلى الانحراف.

وأكد الشواب أنه بناء على النتائج التي خلصت إليها الإدارة، والمستندة إلى أبحاث اجتماعية أجريت على تلك الحالات، فإن انحرافهم يعود إلى الصدمة التي تصيبهم جراء علمهم بأنهم لا ينتمون إلى الأسرة التي ظلوا يعيشون في كنفها لسنين طويلة.

وأشار إلى أبحاث أجريت على هذه الفئة من باحثين اجتماعيين واختصاصيين نفسيين معتمدين في الوزارة، أكدت أن هناك حالة اضطراب وفقدان للثقة تصيبهم عندما يدركون واقعهم الجديد، وهو في الحقيقة واقع مؤلم بالنسبة لهم، يجعلهم يتعرضون لحالة من الإرهاق النفسي الداخليّ. وتابع أن دراسات حديثة تؤكد أن تأخير إدراك مجهول النسب لواقعه حتى سن المراهقة يعرضه لكثير من التنازعات النفسية، لما تتسم به مرحلته العمرية من انكفاء على الذات.

من جانبها، قالت رئيس قسم التربية الاجتماعية في إدارة الحماية الاجتماعية، ماجدة سلمان، إن الطفل مجهول النسب يجب أن يقف على حقيقة واقعه في سن مبكرة قبل مرحلة المراهقة، أي في مرحلة الطفولة المتأخرة، كون تفكيره في هذه المرحلة يكون أكثر مرونة نتيجة نقص تمركزه حول ذاته، وعدم تبلور عوامل الاستقلال لديه، لأنه يكون لايزال معتمداً على أسرته التي يستمد منها مقومات بقائه.

وأضافت سلمان أن الإدارة بصدد توعية الأسر بالأساليب التي يمكن الأخذ بها لإيقاف الطفل على حقيقة وضعه، وفق منهج علمي، خصوصاً أن هؤلاء الأطفال يتمتعون بكل أنواع الرعاية والاهتمام على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية كافة، خلال وجودهم لدى الأسر الحاضنة، بما يساعدهم على الاستقرار سنين طويلة.

تويتر