كاميرات « مرور دبي » تلتقط مشاهد خطرة لمتجاوزيهـا.. وتسجل 10 آلاف مخالفـة الــــــعام الجاري

150 ٪ ارتفاعاً في وفيات حوادث تجاوز الإشارة الحمراء

الإدارة العامة للمرور نشرت رادارات بالقرب من بعض الإشارات المتعددة المسارات. الإمارات اليوم

سجلت الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي ارتفاعاً ملحوظاً في الوفيات الناتجة عن الحوادث التي وقعت بسبب تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء خلال العام الجاري بنسبة وصلت إلى نحو 150٪، وفق مدير الإدارة العامة للمرور في دبي، اللواء محمد سيف الزفين، الذي أوضح أن «عام 2011 شهد 10 حالات وفاة خلال الفترة من بداية يناير حتى نهاية نوفمبر الماضيين، مقارنة بأربع حالات فقط خلال الفترة نفسها من العام الماضي، فيما سجلت كاميرات المرور الموجودة في التقاطعات نحو 10 آلاف مخالفة مرورية معظمها غيابي».

ورصدت «الإمارات اليوم» اللحظات الأخيرة التي تسبق وقوع تلك الحوادث من خلال مقاطع فيديو التقطتها الكاميرات الموجودة على الإشارات المختلفة في دبي، والتي تعكس قدراً كبيراً من تهور سائقين لا يلتزمون بالتوقف حين تكون الإشارة حمراء، فيما لا يتوقع السائقون الذين يسيرون في مسارهم الطبيعي هذا التصرف، ما يضاعف من قوة التصادم ويؤدي عادة إلى سقوط وفيات أو حالات إصابة بليغة.

وتفصيلاً، قال اللواء محمد سيف الزفين لـ«الإمارات اليوم» إن مخالفات كسر الإشارة الحمراء تسببت في وقوع 187 حادثاً خلال الـ11 شهراً الأولى من العام الجاري، تورط فيها 400 قائد مركبة وأسفرت عن وفاة 10 أشخاص وإصابة 226 بجروح مختلفة لحق معظمها بالسائقين بواقع 119 إصابة، و97 من الركاب و10 إصابات في صفوف مشاة دهستهم السيارات التي تجاوزت الإشارة الحمراء».

وأضاف أن «هناك مشكلة كبيرة تتعلق بمخالفة كسر الإشارة الحمراء، وهي أن قائد المركبة المخالفة يفاجأ دائماً بالمركبات القادمة من الاتجاه الصحيح، كما أنها تهدد المشاة الذين يقطعون الطريق دون النظر في اتجاه السيارات لثقتهم بأن لا أحد سيكسر الإشارة، لكن هناك أشخاص تعرضوا للدهس تحت عجلات سيارات تجاوزت الإشارة الحمراء».

ضرورة الانتباه

قال مدير الإدارة العامة للمرور في دبي، اللواء محمد سيف الزفين، إنه من الضروري أن يبطئ السائق حركة السيارة حين يقترب من التقاطع، لافتاً إلى أن بعض السائقين يتصرفون بارتباك إذا تغير لون الإشارة إلى الأصفر والأحمر، مؤكداً أن «مجرد وجود إشارة على الطريق يفرض على السائق ضرورة الانتباه، ولا يمكن تقبل عذر شخص تسبب في وفاة أشخاص أو الإضرار بممتلكات بدعوى أن ذهنه شرد حين كسر الإشارة».

وأوضح أن «فئة من السائقين لا يدركون فائدة وجود ثلاثة أضواء مختلفة للإشارة ويتعاملون معها باعتبارها خضراء أو حمراء، متجاهلين أن هناك لوناً أصفر يستمر نحو ثلاث ثوان ويعطي مهلة أمام السائق للتوقف قبل تحرير مخالفة له، أو قيامه بتعريض حياة الآخرين للخطر».

يشار إلى أن قانون المرور يحتوي على مادة تفيد بأنه يجوز للشخص عبور الإشارة الصفراء بشرط أخذ الحيطة والحذر، وإذا تسبب في حادث أثناء عبوره الإشارة الصفراء فهذا يعني أنه أخل بشرط الحيطة والحذر مباشرة ويتعرض للمساءلة القانونية إذ إن فترة الإشارة الصفراء تختلف من مكان لآخر، لذا يجب أخذ الحذر والانتباه.

5 مشاة

أشار الزفين إلى أن «كثيراً من مخالفات الإشارة الحمراء تؤدي إلى وقوع تصادم بين أكثر من سيارة»، لافتاً إلى أن «إحدى الحوادث الناتجة عن هذه المخالفة أسفرت عن تصادم بين سيارتين في تقاطع شارع بورسعيد، ودهست إحداها خمسة مشاة كانوا يقفون في المكان المخصص لهم في انتظار عبور الشارع، ما تسبب في وفاة اثنين منهم وإصابة الآخرين بإصابات بليغة».

وتابع أن «الإدارة العامة للمرور سجلت نحو 10 آلاف مخالفة مرورية معظمها غيابي تم تسجيله بواسطة الكاميرات الموجودة على التقاطعات»، لافتاً إلى أن «هناك 157 كاميرا موجودة على التقاطعات المختلفة في دبي وتسعى الإدارة إلى نشر كاميرات جديدة في جميع التقاطعات الموجودة في الإمارة بهدف ردع السائقين المتهورين، خصوصاً أن بعضهم يميز الإشارات التي لا توجد بها كاميرات ويتجاوزها».

وأفاد الزفين بأن «كثيراً من هذه التجاوزات لا تبدو أخلاقية إطلاقاً مثل مخالفة سجلتها إحدى الكاميرات لسيارة بيضاء اللون وهي تتجاوز الإشارة الحمراء بطريقة خطرة للغاية، ويكاد يصدم سيارة تعليم قيادة كانت تسير في مسارها الصحيح ويقودها أحد المتدربين»، لافتاً إلى أن هؤلاء المخالفين لا يقيمون وزناً لسلامة غيرهم من مستخدمي الطريق.

حوادث قاتلة

قال مدير مرور دبي، إن «المدقق في مقاطع الفيديو التي تلتقطها الكاميرات وتعرضها «الإمارات اليوم» على موقعها الإلكتروني، للسيارات التي تتجاوز الإشارة الحمراء يدرك أن غالبيتها تكاد تتسبب في حوادث قاتلة لولا تدارك سائقيها الموقف في اللحظة الأخيرة وتفاديهم الاصطدام بسيارة أخرى، أو دهس أحد المشاة الذين يسيرون في مسارهم الصحيح».

كاميرات الإشارات

أضاف الزفين أن «الذي يشاهد بعض المقاطع التي التقطتها كاميرات الإشارات الحمراء يعتقد أنها مشاهد في أفلام حركة أميركية، ففي أحدها نرى سيارة سوداء اللون تتجاوز الإشارة وتكاد تصطدم بحافلة كبيرة الحجم لولا أن سائقها انحرف فجأة تجاه الرصيف وتجاوز الحافلة بطريقة خطرة للغاية».

وأكمل: من المشاهد الصعبة كذلك سيارة تكسر الإشارة الحمراء رغم أن ثلاث سيارات أخرى توقفت قبلها، ما يؤكد أن هناك مساحة كافية من الوقت ليدرك صاحبها أن الإشارة أصبحت حمراء، وفي تلك اللحظة بدأ أحد المشاة يعبر الطريق المخصص له يجر دراجة هوائية وفجأة انطلقت تلك السيارة بسرعة كبيرة للغاية واحتكت بالدراجة ليسقط الرجل على الأرض في حالة رعب شديد، غير مصدق أنه نجا من الموت.

وأشار الزفين إلى أن «هذا المشهد تكرر مع شخص آخر عبر الطريق بدراجته لتأتي سيارة وتصدمه بقوة، ليطير في الهواء ويسقط على وجهه من دون أن يرتكب أي ذنب سوى أنه كان يسير في مساره الصحيح، لافتاً إلى أن هناك مشاهد أخرى لمشاة تعرضوا لمواقف مرعبة بسبب سيارات تكسر الإشارةأ الحمراء».

وأوضح أن «مرور دبي حاولت التقليل من هذه المخاطر من خلال تركيب كاميرات على عدد من إشارات معابر المشاة، بعدما لاحظت أن كثيراً من السائقين لا يحترمون هذه المعابر، ما يسبب خطورة كبيرة على حياة المشاة، كما يتضح من مقاطع الفيديو التي التقطتها كثير من الكاميرات».

ولفت إلى أن كثيراً من الأشخاص يتصرفون بطريقة تتناقض كلياً مع السلوكيات التي يتعين اتخاذها عند الدخول على إشارة مرورية، إذ يضاعفون من سرعة سياراتهم في حالة مشاهدة الإشارة خضراء من بعيد، وحين يقتربون تصبح حمراء لكنهم لا يستطيعون تدارك ذلك، ما يعرضهم للمخالفة ويتسببون عادة في وقوع حوادث، لافتاً إلى أن الإدارة العامة للمرور نشرت رادارات بالقرب من بعض الإشارات متعددة المسارات للحد من هذه التصرفات الخطرة.

تويتر