« النيابة » تبدأ التحقيق.. وتعليق الدراسة يوماً واحداً.. وجدل حول ملابسات الحـــادث

الطالبات المصابات في حادث « تـــقنية الفجيرة » يغادرن المستشفى بعد تعافيهــن من الصدمة

إدارة كلية تقنية الفجيرة نفت سقوط أي من الأسقف المستعارة. الإمارات اليوم

غادرت سبع طالبات أصبن في حادث الصعقة الكهربائية في كلية التقنية في الفجيرة، الذي وقع أول من أمس، المستشفى بعدما تعافين من إصاباتهن، فيما شيع ذوو الطالبة صبيحة علي المحرزي (19 عاماً) جثمانها أمس، بعدما توفيت في الحادث نفسه. وفي الوقت الذي علّقت فيه إدارة الكلية الدوام أمس بدأت النيابة تحقيقاتها حول الحادث، فيما ثار جدل واسع في الفجيرة حول ظروف الحادث وملابساته، فضلاً عن صلاحية المبنى للاستخدام من الطلبة.

وفي التفاصيل، قدمت عائشة الحدادي وهي شقيقة الطالبة (عفايف) التي كانت ترافق الطالبة المتوفاة وقت حدوث صاعقة البرق، رواية جديدة لظروف الحادث، نافية ما تداولته بعض الصحف والمواقع الاخبارية من أن شقيقتها وصديقتها المتوفاة كانتا تحملان هاتفين محمولين ساعدا في حدوث الصعقة.

وقالت إن شقيقتها خرجت مع زميلتها (صبحة) من غرفة الصف إلى الكافتيريا، ولم تكونا تسيران باتجاه موقف الحافلات، وفقاً للرواية المنشورة.

وتابعت «أثناء مرورهما بالممر كانت الفتاتان تسيران متقابلتين، وكانت «صبحة» تسير إلى الخلف، وفجأة سقطت على ظهرها، وسقطت (عفايف) فوقها، بعد تعرضهما لصعقة كهربائية مفاجئة، ونهضت (عفايف) ورأت (صبحة) مستلقية على ظهرها، وعيناها مفتوحتان، وقالت لها «إن المطر يتساقط»، لكنها لم تحرك ساكناً، فهرعت إليهما إحدى المسؤولات في الكلية عندما شاهدت الحادث، ونهضت شقيقتي وأخذت تنادي على «صبحة» دون رد، وتأكدت في تلك اللحظة أنها فارقت الحياة، فأغمي عليها مرة أخرى وسقطت أرضاً، ونتج عن الصاعقة نزف وحروق في أيدي شقيقتي، ولم تتمكن من تحريك مفاصلها، فاسرعت طالبات إلى طلب الإسعاف.

وأضافت أن سيارة الاسعاف حضرت دون تأخير، ونقلتهما إلى المستشفى، وفي الطريق ظلت (عفايف) تردد وهي مصدومة أنا (صبحة)، ولم تفلح محاولات رجل الإسعاف في تهدئتها، وعندما وصلت إلى المستشفى بدت عليها آثار الصدمة، إذ بدأت تردد اسم صديقتها باستمرار، متسائلة «هل صبحة موجودة؟» لكنها للأسف كانت فارقت الحياة.

ونوهت الحدادي بزيارة ولي عهد الفجيرة لشقيقتها في المستشفى، لافتة إلى أن اهتمام المسؤولين خفف من صدمة الاسرة، معربة في الوقت نفسه عن حزنها الشديد على وفاة (صبحة) التي وصفتها بانها كانت مثالاً للفتاة المجتهدة وصاحبة خلق رفيع.

إلى ذلك، أفاد مدير إدارة المهام الخاصة، رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة في شرطة الفجيرة، المقدم سعيد علي الحمر اليماحي، بأن الطالبتين المصابتين بالصعقة لم تكونا تحملان هاتفيهما، وأن ما تردد حول ذلك غير صحيح. ووفقاً لتقارير صادرة عن مستشفى الفجيرة، فإن المتوفاة وصديقتها تعرضتا لصعقة كهربائية في الجسم مصدرها البرق، فيما سلمت جثة المتوفاة إلى ذويها لتشييعها. واحيلت القضية إلى النيابة، للتحقيق في ظروف الحادث، وفقاً للإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات.

وكانت ست طالبات من الكلية نفسها نقلن الى المستشفى في اليوم نفسه، بعدما أصبن بحالات هلع وخوف، إثر وفاة زميلتهن في الحادث.

في المقابل، أشار مصدر مسؤول في كلية التقنية في الفجيرة إلى أن إدارة الكلية علقت الدوام في الكلية يوماً واحداً أمس، بسبب ما وصفه بـ«الحالة النفسية التي مر بها البعض، إلى جانب تضرر بعض مرافق الكلية بالأمطار، لاسيما أن الطالبات يسكن في مناطق متباعدة، وقد تضرر بعض الطرق بالأمطار والسيول، ما يجعل حضورهن أمراً غير متيسر».

ونفى المسؤول ما ذكرته طالبات في الكلية عن انهيار المبنى، وقال: «هذا الحديث لا أساس له من الصحة»، لافتاً إلى أن دوريات للشرطة والدفاع والمدني كانت في موقع الحادث، وبإمكانها دحض الشائعة، كما نفى سقوط أي من الاسقف المستعارة (فورسيلنغ). وأقر المصدر بأن هناك بالفعل تسرباً للمياه حدث في المبنى الرئيس، لكنه كان خالياً من الطالبات. وقال إن «ما يتم تداوله عن المبنى بأنه مجرد (كرافان) غير صحيح، فالمباني من النوع الذي يركّب تركيبا».

وحول ضرورة وجود أعمدة مانعة للصواعق، قال المصدر إن هذا الامر ليس من اختصاص الكلية، بل جهات أخرى.

وكانت طالبات في كلية تقنية الفجيرة شكون رداءة مبنى الكلية. وقالت (ع.ن ) إن «نوعية المبنى رديئة جداً، ما أدى الى تهشم الزجاج بفعل العاصفة الرعدية، إضافة الى تساقط أسقف المسجد الذي يقع في المبنى ،600 وحدوث تماس كهربائي في المبنى نفسه». وايدتها زميلتها (ف.ر) التي أشارت الى أنهن كن جالسات في الكافتيريا المخصصة للطالبات، وتسربت المياه من سطحها. وذكرت أخرى وهي (ع.م) أن «الكلية مزدحمة بالطالبات، بعد أن تم نقل طالبات جامعة الإمارات إليها، لذلك لا توجد مساحة للطالبات للدراسة أو للاستراحة، فيلجأن الى الجلوس في الممرات».

وكانت المنطقة الشرقية شهدت، مساء أول من أمس، هطول أمطار غزيرة وقوية، مصحوبة ببرق ورعد ورياح شملت مدينة الفجيرة ومناطقها الجبلية، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، وتكوّن سحب ركامية سوداء على المناطق كافة، تشير إلى هطول مزيد من الأمطار خلال الساعات المقبلة.

وقال مصدر مسؤول في «الأرصاد» إن الأمطار أدت إلى جريان الوديان والشعاب، خصوصاً في المناطق الجبلية، مثل الطويين ومسافي وكدرة ووادي الحلو والحنية وصرم، وارتفع منسوب المياه في بعض المناطق إلى 50 سنتيمتراً، لافتاً إلى استمرار هطول الأمطار ساعات عدة، صاحبتها عواصف رعدية ورياح شديدة مع حبات من البرد.

تويتر