الفلاسي: المتهم تصرف برعونة واستهتار ويجب مراقبة سائقي المركبات الثقيلة

حبس سائق الحافلة المتسبب في إصابة 16 شخصاً

رجال الإنقاذ يخرجون المصابين المحشورين داخل الحافلة. الإمارات اليوم

طالب رئيس نيابة السير والمرور في دبي، المستشار صلاح بوفروشة الفلاسي، بفرض نوع من الرقابة على سائقي الحافلات والمركبات الثقيلة بشكل عام، خصوصاً خلال فترة الصيف نظراً لخطر الحوادث التي يتسببون فيها والتي تسفر غالباً عن سقوط عدد من الضحايا.

وقال الفلاسي لـ«الإمارات اليوم» إن تحقيقات النيابة في حادث اصطدام حافلة مدرسية بأخرى متوسطة تقل موظفين، أول من أمس، كشفت عن تهور ورعونة سائق حافلة الموظفين، إذ أوقفها بطريقة مستهترة وسط شارع الشيخ زايد في وقت الذروة على الرغم من أنه كان يستطيع إيقاف الحافلة على جانب الطريق، ما أدى إلى إصابة 16 شخصاً.

وأضاف أن النيابة باشرت تحقيقاتها في الحادث فور وقوعه، بمعرفة وكيل نيابة مساعد راشد الغملاسي، وتبين أن سائقاً هندياً (23 عاماً)، كان يقود حافلة متوسطة توقف بصورة مفاجئة في المسرب الرابع من جهة يمين شارع الشيخ زايد المكون من سبعة مسارب، نتيجة انفجار الإطار الأمامي الأيمن.

وأشار الفلاسي إلى أن سائق الحافلة المتوسطة أفاد في التحقيقات بأنه نزل من الحافلة لمعاينة الإطار المنفجر، وأثناء عودته إلى الحافلة خلال مدة لا تتجاوز ثلاث دقائق تصادف قدوم حافلة ثقيلة من الخلف ولم يستطع سائقها التوقف فاصطدم بالحافلة المتوسطة، موضحاً أن سائق الحافلة المدرسية استخدم الفرامل قبل الاصطدام بمسافة 10 أمتار، بعدها حدث اندفاع للحافلة المتوسطة لمسافة 47 متراً إلى جهة اليمين واصطدم بالحاجز الأسمنتي، بينما اندفعت الحافلة المدرسية لمسافة 55 متراً وتوقفت في المسرب نفسه.

وتابع الفلاسي أن النيابة أمرت بحبس سائق الحافلة المتوسطة احتياطياً لمدة سبعة أيام على ذمة التحقيق ومراعاة تمديد حبسه في الميعاد، ومتابعة الحالة الصحية للمصابين للوقوف على درجة الإصابة النهائية، فضلاً عن تكليف خبراء إدارة المشاغل الميكانيكية ولجنة السير في شرطة دبي بإعداد تقارير فنية للحافلات المتورطة في الحادث، وذلك تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.

وأفاد بأن عدد الإصابات التي سجلتها النيابة جراء الحادث يصل إلى نحو 16 مصاباً منهم 11 من ركاب الحافلة المتوسطة التي كانت تقل 18 شخصا، وتراوحت إصاباتهم بين البليغة والمتوسطة والبسيطة، فيما أصيب خمسة أشخاص من ركاب الحافلة المدرسية التي كانت تقل 35 شخصا، وتعرض للإصابة سائق الحافلة الهندي (56 عاما) وطالب (14 عاما) وآخر (12 عاما) ومدرستان، كما لحقت بالمركبتين أضرار بليغة ومتوسطة.

وأكد الفلاسي أنه لا يجوز قانوناً استعمال المركبة على الطريق إلا إذا كانت في حالة ميكانيكية سليمة، وصالحة للسير العام ولا تشكل خطراً على الآخرين، مشيراً إلى أن صلاحية الإطارات جزء رئيس من المركبة ينبغي على السائق مراعاته.

وأشار إلى أنه توقع تكرار الحوادث الناتجة عن انفجار الإطارات، خصوصاً في تلك الحافلات خلال فترة الصيف نظراً لارتفاع درجات الحرارة وعدم التزام كثير من سائقيها بمعايير الأمن والسلامة، لافتاً إلى أن حادثا مماثلا وقع منذ أيام قليلة على شارع الشيخ زايد أيضا نتيجة انفجار إطار حافلة خفيفة ونتج عنه وفاة امرأة وإصابة سبعة أشخاص آخرين بإصابات متفرقة. وأوضح أن من المفترض أن تكون الاحتياطات أكثر تشدداً من جانب الشركات والمدارس وغيرها من الهيئات التي تعتمد على الحافلات في نقل موظفيها أو طلبتها، لأن وجود عدد كبير من الركاب داخل المركبة يزيد من نسب زيادة معدل الإصابات أو الوفيات في حال وقوع حادث، موضحاً أن عدد ركاب الحافلتين اللتين تورطتا في الحادث الأخير أكثر من عدد وفيات الحوادث المسجلة في دبي خلال خمسة أشهر، وهو 55 وفاة. وأكد الفلاسي أهمية وجود نوع من الرقابة على سائقي الحافلات للتأكد من سلوكياتهم والتزاماتهم وقدراتهم الفنية على قيادة هذا النوع من المركبات، مبيناً أن الخطأ الذي ارتكبه سائق الحافلة المتسببة في الحادث لا يمكن أن يرتكبه هاوٍ أو شخص يتعلم القيادة، وهو إيقاف الحافلة بهذه الطريقة وسط طريق سريع، مشدداً على أن نيابة السير والمرور لا تتهاون مع هذه الفئة من السائقين لما يسببونه من خطر على الركاب الذين يقلونهم وغيرهم من مستخدمي الطريق.

تويتر