بين ضحاياها شقيقان يمنيّان.. ومسؤولون يطالبون بدراسة الظاهرة

10 أشخاص سقطوا من شرفات عجمان في أبريل

توفّي ثلاثة أشخاص وأصيب سبعة آخرون، معظمهم من الأطفال، في حوادث سقوط من شرفات منازل في عجمان خلال شهر أبريل الماضي فقط، في حصيلة اعتبرها سكان ومسؤولون في الإمارة «مثيرةً للقلق»، ودعوا إلى بحث الأسباب التي وقفت خلف حوادث السقوط تلك، بمشاركة الدفاع المدني والشرطة والبلدية، وغيرها.

ووفقاً لإحصاءات حصلت عليها «الإمارات اليوم» من مستشفى خليفة في عجمان، فقد تنوعت أعمار الضحايا وأسباب السقوط، وكان أكثر الحوادث إيلاماً، وفقاً لوصف أطباء في المستشفى، لشقيقين يمنيّي الجنسية سقطا خلال أقل من دقيقة، إذ سقط الطفل، وعمره عامان، ثم تبعته شقيقته البالغة من العمر أربعة أعوام، حين ألقت بنفسها وراءه مباشرة، ما أدى إلى وفاة الطفل وإصابة شقيقته بإصابات خطرة.

وتفصيلاً، قال مدير مستشفى خليفة مدير منطقة عجمان الطبية، حمد تريم، إن «حوادث سقوط الأشخاص من الطوابق العليا، لاسيما التي يكون ضحاياها من الأطفال، باتت ظاهرة مقلقة للغاية»، مشيراً إلى «ضرورة التزام المقاولين ومالكي البنايات بمعايير الأمن والسلامة التي تحمي الأطفال من خطر السقوط من الشرفات».

وأكد أن «بعض البنايات تخلو من معايير السلامة، فترى النوافذ واسعة لدرجة تسمح بتسلل طفل صغير منها، كما أن بعض الشرفات تنخفض عن الارتفاع اللازم»، مطالباً «بتشديد الرقابة على تلك البنايات، والتأكد من توافر عوامل الأمن والسلامة فيها»، محمّلاً الأسر جزءاً من المسؤولية.

إلى ذلك، لفت رئيس قسم الحوادث والطوارئ بمستشفى خليفة، الدكتور عبدالكريم محمود حلمي، إلى أن أسباب الحوادث تتنوع، ولا يمكن توقّعها في بعض الأحيان، مشيراً إلى حادثة سقوط الطفلين اليمنيين، إذ حدثت وفقاً لرواية الطفلة المصابة، حين رأى شقيقها صرصوراً في الشرفة، فأصابه خوف شديد وقفز من الشرفة إلى الشارع، ما أصابها بصدمة شديدة فألقت بنفسها وراءه لتسقط فوقه في الشارع أمام عين والدهما.

وأوضح حلمي أن قسم الحوادث والطوارئ سجّل، خلال شهر أبريل الماضي، 10 حالات لأشخاص تعرضوا للسقوط من طوابق عليا، بعضها لأطفال توفّوا أو كانت إصاباتهم بليغة، وأخرى لبالغين، لافتاً إلى أن الأعمار راوحت بين عامين و53 عاماً.

إلى ذلك، قال مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في عجمان، العميد صالح المطروشي، لـ«الإمارات اليوم» إن جميع البنايات متوافقة مع المعايير، لكنه أرجع الحوادث إلى ما وصفه بـ«سوء الاستخدام، سواء بسبب عدم اهتمام ولا مبالاة المالك أو إهمال الساكن».

وأوضح أن بعض الأسر «تستخدم الشرفة في تخزين أغراض وأدوات يمكن أن يتسلقها الأطفال، ما يمثل خطورة عليهم، ويزيد احتمالات تعرّضهم للسقوط من طوابق عليا، فضلاً عن أن بعض السكان أو مالكي البنايات يُجرون تغييرات داخل الشقق، سواء بإدخال إضافات أو وضع قواطع تمثل أحياناً خطورة على سلامة أفرادها»، مشدداً على أهمية الوقاية في منع مثل هذه الحوادث، مطالباً مالكي الشركات بتوفير إجراءات الأمن والسلامة. وأفاد أحمد محمد سليمان، وهو والد أحد الضحايا، بأن أسرته فُجعت في 16 أبريل الماضي، حين سقط ابنه إبراهيم من شرفة منزل صديقه في الطابق العاشر في منطقة الكرامة، وأضاف سليمان، وهو أب لستة أبناء، أنه لم يصدّق عينيه حين رأى جثة طفله على الأرض، بعدما تعرّضت جمجمته لكسور.

تويتر