الأم عَدَلت عن ركوب الطائرة لترافق ولديها بالسيارة إلى العمرة.. و«مهرة» تفقد والديها

عائلة الشامسي تفجع بفقد 4 في حادث

هيثم علي الشامسي. الإمارات اليوم

فجعت أسرة المواطن علي الشامسي، بفقد أربعة من أفرادها الأسبوع الماضي، قضوا في حادث سير أثناء عودتهم إلى الدولة، قادمين من السعودية بعد تأدية مناسك العمرة في الديار المقدسة، إذ خلف الحادث حزناً شديداً في أوساط العائلة والأقارب والأصدقاء، ولم يخفف منه سوى التعاطف والتضامن الكبيرين اللذين أحيطت بهما الأسرة من كبار المسؤولين في الدولة.

وزارت «الإمارات اليوم» بيت عزاء الأسرة في مدينة العين، إذ علت وجوه أفرادها مسحة هائلة من الحزن، وهم يتذكرون اللحظات الأخيرة التي سبقت مصرع الأربعة، في الساعة الحادية عشرة مساء الجمعة الماضي في منطقة القويعية، التي تبعد 250 كيلومتراً عن العاصمة الرياض، في طريق عودتهم إلى الدولة. وقضـى في مكان الحادث الضابط في سلاح الجو الإماراتي أحمد (23 عاماً)، وزوجته (24 عاماً)، وشقيقه هيثم (18 عاماً)، فيما لفظت الأم (41 عاماً) أنفاسها الأخيرة بعد محاولة لإنقاذ حياتها في مستشفى القويعية السعودي.

وروى الأخ غير الشقيق للشابين المتوفيين، فايز الشامسي، الضابط في شرطة أبوظبي، تفاصيل الحادث واللحظات التي علموا فيها بالخبر، وقال إنه «تلقى النبأ الأليم من سفارة الدولة في السعودية، ولم يصدق في بادئ الأمر، إلا أن إيمانه بقضاء الله وقدره جعله يتمالك نفسه ويغادر على وجه السرعة إلى الرياض، لاستكمال الإجراءات اللازمة لنقل جثامين المتوفين إلى الدولة، عن طريق مطار العين فجر الأحد، ووصف تلك اللحظات بأنها قاسية للغاية». وأشار إلى أن «الأسرة في العين كانت تنتظر بلهفة وصول المعتمرين سالمين، لكن لم يخطر في بال أحد أن الانتظار سيكون إلى الأبد».

وتابع «قبل الحادث بوقت قصير أجريت اتصالات هاتفية عدة، لمعرفة أحوال الأسرة وتحركاتها في طريق العودة إلى الدولة، غير أن الاتصالات انقطعت في وقت لاحق»، مشيراً إلى أن «الاتصال الأخير كان بين والده علي الشامسي وزوجته المتوفاة»، وقال إن «الوالد ـ وهو متقاعد في القوات المسلحة ـ أبلغ أسرته باتصاله مع زوجته بعد مغادرتها مكة المكرمة»، مشيراً إلى أنها «أخبرته بنيتهم المبيت في الرياض ومغادرتها فجر اليوم الثاني إلى الإمارات، لكن الحادث وقع قبل وصولهم إلى الرياض». وكشف أن «الوالدة كانت تنوي السفر إلى السعودية عن طريق الطائرة وشرعت بالفعل في إجراءات الحصول على التذكرة، لكنها عدلت عن ذلك لاحقاً، لأنها رغبت في أن تكون برفقة أحمد وهيثم في السيارة، وكأنها رغبت في رفقتهم إلى الآخرة».

وأضاف فايز أن «من أكثر المشاهد تأثيراً في النفس بعد الحادث مشهد ابنة أحمد (مهرة)، التي تبلغ من العمر سبعة أشهر فقط، إذ آثر أحمد وزوجته تركها في منزل الأسرة، وعدم اصطحابها إلى السعودية حتى لا تشق عليها الرحلة». وقال «عندما ننظر إليها نرى فيها صورة رائعة من والديها، وستكون محل اهتمام كبير من الأسرة كلها، وسنضعها في عيوننا، ونعتني بها حتى تكبر في منزل العائلة الكبير».

واستذكر أن هيثم، الذي كان يستعد للتخرج في الثانوية العسكرية، طالما خطط بصمت للالتحاق بالقوات الجوية، وقال «كان يرى في شقيقه أحمد قدوة رائعة تدفعه إلى تتبع خطواته في القوات الجوية أولاً، ثم إكمال نصف دينه بالزواج ثانياً». ولفت إلى أن «أحمد نفسه كان طموحاً، ويخطط لمستقبله بثبات، لكن من دون الجهر بكل شيء، إذ يفضل أن يسبق فعله كلامه». إلى ذلك، وصف سيف الشامسي، شقيق أحمد وهيثم، علاقة أسرته ببعضها بعضاً بأنها رائعة ومتماسكة. وأضاف «كنت أتدارس مع أحمد وهيثم جميع أمور حياتنا ونخطط قبل اتخاذ أي قرار»، موضحاً أنه «كان على اتصال مع شقيقيه ووالدته أثناء وجودهم في السعودية للاطمئنان عليهم». وأعرب حمد الشامسي، الشقيق الأصغر، عن تقديره لكل الأهل والأصدقاء وزملاء أحمد وهيثم الذين حرصوا على مواساتهم في مصابهم الجلل والتخفيف من الحزن. وقال إن «شقيقه أحمد كان طياراً رائعاً يخطط لأن يكون بارزاً في عمله، لكن القدر لم يمهله لتحقيق أمنياته»، موضحاً أن «شقيقه الثاني هيثم كان ينوي الاقتداء بتجربة أحمد في القوات الجوية، بسبب إعجابه بنجاحه الذي كان أكبر حافز له ولجميع أفراد أسرتنا. وأعربت الأسرة عن تقديرها «للمواساة الكبيرة» من الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

تويتر