آخرهم محاسب سوداني قتل زوجته في «مصفح»

8 رجال يقتلون زوجاتهم طعناً وحـــرقاً لخلافات أسرية

السكين المستخدم في جريمة القتل. من المصدر

أبلغ الرائد سالم العامري من قسم جرائم النفس في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي «الإمارات اليوم»، بأنه تم القبض أخيراً على محاسب سوداني قتل زوجته في منطقة مصفح، بسكين المطبخ بعد مشادة كلامية وقعت بينهما.

أبرز الجرائم الأسرية

 

رأس الخيمة ــ 2010: قتل زوج (33 عاماً) زوجته (25 عاماً)، لا تحمل أوراقاً ثبوتية، نتيجة خلافات زوجية في إحدى مناطق رأس الخيمة، وبعدما أنهى جريمته التي استخدم فيها سكيناً توجه إلى مركز الشرطة ليسلم نفسه معترفاً بجريمته التي جاءت نتيجة مشكلات زوجية.

الشارقة ــ 2010: أقدمت زوجة من الجنسية البنغالية على قتل زوجها الباكستاني، وقامت بتقطيع جثته ووضعها في أكياس بلاستيكية داخل مركبة، في محاولة لإخفاء جريمتها، وتمكنت الفرق الأمنية من القبض عليها واعترفت بجريمتها، حيث باغتته بطعنة قاتلة بسكين على رقبته، ثم قامت بتقطيع أطرافه وفصل جثته إلى أجزاء صغيرة بساطور أعدته لهذا الغرض.

أبوظبي ــ 2009: أقدم عربي الجنسية يعمل مدرساً للتربية الرياضية، على قتل زوجته (عربية)، في غرفة نومها بعد خلافات نشبت بينهما، إذ طعنها طعنات عدة بسكين في منطقة الرقبة والبطن، كما أدخل إصبعيه (السبابة والوسطى) في فمها لكتم صوتها.

الفجيرة ــ 2009: أقدم مواطن على قتل طليقته، معلمة وحاضنة لطفل، بعد أن سدد لها طعنات عدة في أنحاء مختلفة من جسدها بمنزل ذويها، فارقت على أثرها الحياة في الحال.

الفجيرة ــ 2009: تم العثور على الفتاة (م.ع- 19 سنة)، في بئر في إحدى الضواحي القديمة في منطقة رول ضدنا القريبة من دبا، إذ تبين بعد البحث والتحري، أن زوجها أقدم على طعنها ثم حرقها ورماها في بئر عميقة، وتم القبض على الزوج الذي اعترف بأنه قتلها.

رأس الخيمة ــ 2009: اتهم زوج بقتل زوجته حرقاً بالنيران في رأس الخيمة، لكن محكمة الاستئناف برأته من اتهام ذوي المجني عليها له بأنه قتل ابنتهم حرقاً بسبب خلافات زوجية بينهما.

دبي ــ 2008: أقدم فلبيني على قتل زوجته بمنطقة الطوار في دبي، إثر شجار حاد بينهما، حيث لعبت الخمر برأس الزوج، وتشاجر مع زوجته لأسباب أسرية، وسدد إليها سبع طعنات في أنحاء متفرقة من جسدها وفرّ الزوج بعد ارتكاب جريمته تاركاً زوجته غارقة في دمائها، وتم القبض عليه.

دبي ــ 2008: قضت محكمة جنايات دبي بمعاقبة المتهم الصومالي (ع.م.ح) بالحبس لمدة سنتين والغرامة 5000 درهم، عن شروعه في قتل زوجته المجني عليها الصومالية (ف.ع- 20 عاماً) مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بطعنها 15 طعنة في أنحاء متفرقة من جسدها، قاصداً إزهاق روحها، وأمرت بإبعاده عن الدولة.

وتشير حصيلة مجمعة من واقع القضايا المعلنة من مراكز الشرطة والمحاكم في الدولة إلى أن ثماني سيدات تعرضن للقتل على يد أزواجهن منذ عام 2008 وحتى نهاية يونيو الماضي، بسبب خلافات زوجية وعائلية، استخدمت فيها وسائل متنوعة بين الطعن بالسكين والقتل حرقاً، وبينت الحصيلة أن جنسيات المتهمين في جرائم قتل زوجاتهم تنوعت بين جنسيات عربية وأجنبية، ووقعت الجرائم في مناطق متفرقة من الدولة.

في السياق ذاته حذّر خبراء اجتماعيون من زيادة مثل هذه الجرائم خلال الفترة الأخيرة، داعين إلى دراسة أسبابها ودوافعها وإيجاد الحلول التي تحد منها.

وتفصيلاً ألقت شرطة أبوظبي القبض خلال الأيام الماضية على (إ.م.أ-44 عاما-سوداني)، بتهمة قتل زوجته (50 عاماً-سودانية)، وتعود تفاصيل القضية، بحسب الرائد سالم العامري من قسم جرائم النفس في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، إلى ورود بلاغ من أحد المقرّبين للزوجة يفيد بأن محاسباً وجّه طعنات عدة إلى زوجته ما أدّى إلى وفاتها، وعلى الفور توجّه إلى موقع الحادث فريق من المحققين، وتمّ القبض على المتهم في مكان الجريمة.

وقال العامري «إن المتهم أقرّ في التحقيقات بأنه طعن زوجته، وقتلها بعد مشادة كلامية جاءت على خلفية خلافات أسرية، ما أثار غضبه فغرس السكين بأحشائها».

وأضاف المتهم «أنه تعرّف إلى زوجته، وهي مالكة لمطعم في منطقة مصفح في أبوظبي، عندما كان منفصلاً حديثاً عن زوجته الأولى، والمجني عليها أرملة ولديها ابنة مقيمة في الدولة، وقد اتفقا على الزواج في عام 2002 وأنجبا طفلاً».

وتابع: «إن خلافات عائلية وقعت بينه وبين زوجته، ما عكر صفو الحياة الزوجية، وبات شديد العصبية متقلب المزاج، وفي يوم الحادث عادت الزوجة إلى المنزل بصحبة ابنتها من زوجها الأول، وبعض الأقارب، ونشبت بينهما مشادات كلامية، تطورت سريعاً إلى عراك، فتناول السكين الموجود على طاولة الطعام وطعن زوجته طعنات قاتلة».

وأقرّ شهود عيان كانوا موجودين في منزل الزوجية «بأنهم شاهدوا المتهم في حالة غضب وهياج شديدين ويطعن زوجته وهي على الأرض ملطخة بالدماء، وبأنهم غادروا المنزل فور تهديد الزوج لهم خوفاً من تعرضهم لأذى».

وأكد الرائد العامري أهمية تحلّي الزوجين بروح المسؤولية والتعقّل في حلّ الخلافات الأسرية التي قد تنشأ بينهما، وأن الاعتداء بالسبّ أو الضرب لن يكون مفيداً، وإنما يتسبب في تفكيك كيان الأسرة ودمارها بما يؤثر سلباً في المجتمع وأفراده».

ودعا إلى زيادة الوعي لدى جميع الأسر بأهمية ضبط سلوكها واتباع الطرق السلمية القائمة على النقاش والحوار الهادئ في حل خلافاتها، منعاً لوقوع مثل هذه الجرائم، واللجوء إلى جهات الاختصاص مثل إدارة مراكز الدعم الاجتماعي في شرطة أبوظبي، ودائرة القضاء الشرعي، والتوجيه الأسري، والاتحاد النسائي، لحل المشكلات بشكل ودّي، حيث يوجد استشاريون يقدمون النصح والإرشاد للأزواج، وإيجاد الحلول المناسبة، للعودة إلى الحياة الزوجية وعدم تفكيك الأسرة، وتفاقم المشكلات التي قد تصل إلى ما لا يحمد عقباه.

إلى ذلك طالب خبراء اجتماعيون بدراسة أسباب الظاهرة، ووضع الحلول الناجعة للدوافع التي أدت إلى انتهاء العلاقات الزوجية بجرائم من هذا النوع، داعين في الوقت ذاته إلى تكثيف التوعية الأسرية بكيفية حل المشكلات والخلافات الزوجية.

وقالت أستاذة علم الاجتماع في جامعة الإمارات الدكتورة سعاد العريمي إن زيادة جرائم قتل الزوجات تستدعي العمل على دراسة وتحليل أسبابها ودوافعها ووضع الحلول الممكنة للحد من تأثيراتها في المجتمع، داعية إلى نشر الوعي الأسري بين أفراد المجتمع، واحتواء الفئات الوافدة إلى الدولة على وجه الخصوص اجتماعياً ونفسياً، والتواصل معها والتعرف إلى مشكلاتهم، وذلك في ضوء وقوع معظم جرائم القتل في نطاقها.

وأوضحت أن هناك عوامل نفسية وضغوطاً اجتماعية واقتصادية تقف وراء تصاعد الخلافات بين بعض الأسر قد تؤدي في بعضها إلى ارتكاب جريمة القتل نتيجة عدم القدرة على ضبط النفس وضعف الوازع الديني، مشيرة إلى أن أسباب الخلافات الأسرية متعددة، وقد تكون نتيجة سوء العلاقة بين الزوجين وعدم القدرة على التفاهم المشترك، أو نتيجة لأسباب اقتصادية لعدم القدرة على التكيف مع ضغوط المعيشة التي تواجههم، خصوصاً أن كثيراً من الأسر تقدم إلى الدولة محملة بالتطلعات والأماني الكبيرة لتحسين مستواها المعيشي، لكنها لا تتمكن من تحقيقها بصورة كاملة، ومن ثم تتولد الخلافات والصراعات.

وتؤكد أهمية العمل على التواصل الاجتماعي مع الأسر التي تواجه خلافات زوجية عبر نشر التوعية الأسرية والالتزام الديني بما يحافظ على كيان الأسرة سواء كانت مواطنة أو مقيمة.

من جانبه، يشخّص مستشار العلاقات الأسرية راشد المنصوري أسباب هذه الجرائم والحلول الممكنة للحد من تأثيراتها السلبية في كيان الأسر، بالقول إن هناك عوامل متداخلة قد تقف وراء مثل الجرائم مثل الخيانة الزوجية والخلافات المالية التي قد تنشأ بين الزوجين، خصوصاً في حال كانت الزوجة عاملة وتحصل على دخل مالي، حيث تتغلب على الرجل ميول الاستحواذ على هذا الدخل بحجة أنه المدبر لشؤون الأسرة، فيما تستحوذ على المرأة ميول الاستقلال بمالها للإنفاق على نفسها وتلبية احتياجاتها الشخصية، وتمتنع عن إعانة زوجها، إضافة إلى عامل آخر يعود إلى طبيعة التركيبة النفسية والتنشئة الاجتماعية للزوج القاتل أو الزوجة القاتلة، إذ تسيطر عليهما حالة من الانفعالية والغضب وعدم القدرة على التحكم في السلوك عند نشوب الخلاف.

وصنف المنصوري الخلافات الأسرية إلى أربعة أنماط، الأول الخلاف الدائم، ويتمثل في الخلاف على صفات دائمة موجودة في أحد طرفي العلاقة، كأن يكون الزوج بخيلاً، وهنا يتطلب من الطرف الثاني التعامل مع هذه المشكلة بالتكيف معها، لأن علاجها يحتاج إلى سنوات، والنمط الثاني هو الخلاف الخفي، كأن يكذب الرجل على زوجته أو العكس، والنمط الثالث هو الخلاف العابر، كأن يخطئ أحد الطرفين في حق الآخر في موقف ما، وهنا يتطلب من المتضرر أن يغض الطرف عن الخطأ حتى لا يتحول إلى مشكلة دائمة تعكر صفو العلاقة الزوجية، وهناك النمط الرابع وهو الخلاف الظاهر، كأن يضرب أو يشتم الرجل زوجته، وينصح في هذه الحال أن يقوم الطرف المتضرر بوقفة واضحة، بحيث لا يجعل المعتدي يتمادى في سلوكه، لكي تكون العلاقة الزوجية مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل مهما كان الخلاف وحجمه بين الزوجين.

تويتر