قتلة المبحوح في نشرة «الإنتربول» الحمراء

موقع «الإنتربول» يعرض أسماء المطلوبين في قضية اغتيال المبحوح. موقع «الإنتربول»

أصدرت المنظمة الدولية لمكافحة الجريمة (الإنتربول) نشرة توقيف حمراء بحق المطلوبين في جريمة اغتيال قيادي حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، محمود المبحوح، في دبي يوم 19 يناير الماضي. فيما أعلن القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، لأول مرة تورّط «الموساد» الإسرائيلي بنسبة 99٪ في الجريمة. في الوقت الذي تفاعلت فيه تداعيات جريمة الاغتيال دولياً، إذ قال مصدر قريب من رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد»، مئير داغان، إن «داغان لا يرى سبباً للاستقالة بسبب اغتيال المبحوح».

وأكد مسؤول أمني فلسطيني أن «السلطات السورية اعتقلت في دمشق مسؤولاً كبيراً في الذراع العسكرية في (حماس) يشتبه في تورّطه بقضية اغتيال القيادي في الحـركة محمود المبحوح في دبي، الأمر الذي نفته (حماس)».

وفي التفاصيل، طالب خلفان بـ«تشكيل فريق دولي يتضمن دولة الإمارات، باعتبارها أرضاً للجريمة، وبريطانيا وأيرلندا وفرنسا وألمانيا، باعتبارها الدول التي انتسب إليها المتهمون بالاغتيال»، مؤكداً أن «طريقة دخول المتهمين إلى دبي تدفعنا إلى اتخاذ إجراءات فيها كثير من الضبط لعملية الدخول إلى الإمارة، من خلال استخدام أساليب تقنيـة رفيعة المستوى من دون أن نسبب ضيقاً أو إزعاجاً لأحد».

ولم يستبعد مصدر مسؤول تحدث لـ«الإمارات اليوم» احتمال أن تشتمل تلك الإجراءات على تعديل بعض أحكام قانون دخول وإقامة الأجانب إلى دبي، وتفعيل مبدأ التعامل بالمثل مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، من خلال عدم السماح لمواطني تلك الدول بدخول الإمارات إلا بعد الحصول على تأشيرة دخول مُسبقة. فيما ذكرت الوكالة البريطانية لمكافحة الجريمة المنظمة، أنها تسلّمت نشرة حمراء بأسماء المطلوبين في القضية من «الإنتربول»، وتلقّت طلباً من السلطات الإماراتية بالتعاون في التحقيق حول تزوير جـوازات ستـة بريطانيين وردت أسماؤهم في قائمة المتهمين.

وأشار خلفان، أمس، خلال لقاء بثّه تلفزيون دبي ضمن برنامج «ظل الكلام»، إلى أن أحد الفلسطينيين المقبوض عليهما على ذمة القضية «شوهد في وضع مريب مع أحد المتهمين الأوروبيين، وتربطه علاقة وثيقة بالفلسطيني الآخر الذي تبيّن صدور حكم ضده بالإعدام، ونتحفظ عليه حتى يتبيّن دوره في القضية، وحتى لا يأتي أحد لقتله عندنا أيضاً».

ورجّح خلفان لأول مرة تورّط «الموساد» في جريمة اغتيال المبحوح قائلاً: «إن المخابرات الإسرائيلية متورّطة بنسبة 99٪ إذا لم تكن 100٪»، مشيراً إلى أن «جميع المؤشرات تدل على وجود صلة لإسرائيل بعملية الاغتيال، ولاتزال التحقيقات جارية في القضية».

 المبحوح زار دبي مايو الماضي
 احتمال اغتيال المبحوح بالسُم 
 «الإنتربول» تصدر مذكرات اعتقال بحق قتلة المبحوح 
 رئيس «الموساد» لن يستقيل
 مسؤول فلسطيني يؤكد اعتقال سورية قيادياً في «حماس».. والحركة تنفي
وأكد القائد العام لشرطة دبي لـ«الإمارات اليوم» أن «القضية لاتزال تتضمن كثيراً من التفاصيل التي سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب، بما يفيد التحقيقات الجارية حالياً»، متوقعاً تعاون أجهزة الدول التي انتسب إليها المتورّطون في القضية من خلال جوازات السفر.

واعتبر أن «تصريحات المسؤولين في بريطانيا وفرنسا وأيرلندا عن وجود تزوير أو تلاعب في جوازات سفر المتهمين المُعلن عن أسمائهم وصورهم، تؤكد وجـود ضرورة مُلحّة لتضافـر جهود جميع الأجهزة المعنية في تلك الدول مع شرطة دبي لكشف التلاعب وضبط المتهمين».

إلى ذلك، قال القائد العام لشرطة دبي إن «تحاليل الطب الشرعي المخبرية للطريقة المستخدمة في عملية القتل، لم تظهر حتى الآن دلائل قاطعة على استخدام السُم في اغتيال المبحوح»، لكنه أشار إلى أن «أحد المختبرات، الذي أرسلت إليه العيّنات في الخارج، تحدث عن احتمال استخدام السُم، لكن حسم ذلك يتطلب تحليلاً متقدماً يستغرق شهراً كاملاً». وأضاف أن «الجوازات التي استخدمها المطلوبون احتوت على كل الخصائص لجوازات تلك الدول، ولم يرد تعميم من قِبل (الإنتربول) يفيد بأنها مسروقة، لكن من الممكن أن يكون جهاز استخباري زوّرها من خلال المصنع نفسه الذي يصنّع الجوازات الأصلية لتلك الدول».

وأفاد خلفان بأن عملية اغتيال المبحوح لا تخلو من الغباء، منوهاً بأنه «ليس من الصعب على أي فني في أجهزة الشرطة، التي تمارس عملها المهني بتقنيـة عاليـة، أن يفتح الأقفال والأبواب؛ فما بالك بجهاز مخابرات»، مشيراً إلى أن «المبحـوح لم يتخـذ أبسط قواعد الاحتياطات الأمنية، ولو كان برفقته شخص واحد في الغرفة لما تمكّنوا منه»، مستدركاً «من الواضـح أنه كان لديـه شعور بأنه غير معروف، ولم يكن لديه الحرص الكافي، بدليل أنهم ركبوا معه في المصعـد وساروا وراءه إلى الغرفـة ولم ينتبـه إلى نيّاتهم».

تويتر