شذى تطير إلى «كليفلاند» الاميركية بطائـرة خــاصّـة

الفريق الطبي الأميركي في طريقه إلى «كليفلاند» حاملاً شذى فـي حاضنة خاصة. تصوير: لؤي أبوهيكل

مراحل نقل الطفلة شذى

غادرت دبي في ساعة مبكرة من صباح أمس، طائرة إسعاف خاصة تقل الرضيعة المواطنة شذى الشحي إلى الولايات المتحدة الاميركية لزرع قلب جديد لها، تنفيذاً لتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسادت حالة من الفرح بين أطباء وممرضي مستشفى دبي الذي قضت فيه شذى ايام علاجها الأولى.

وارتفعت أكف عائلة الرضيعة المواطنة بعبارات الحمد لله، والدموع في أعينهم فرحاً بنقل ابنتهم للعلاج في الخارج، بعد ان فقدوا الامل في علاجها في مستشفيات الدولة، بسبب حالتها الصحية المعقدة منذ ولادتها.

ووصلت الطائرة القادمة من مؤسسة كليفلاند كلينيك الأميركية مساء الاربعاء الماضي، تقل فريقاً طبياً أميركياً، مزوداً بحاضنات خاصة لنقل الطفلة، وأجهزة اخرى لاسعافات القلب لحماية الطفلة من مخاطر السفر جواً خلال الرحلة الطويلة من دبي إلى أميركا، التي تستغرق نحو 14 ساعة.

وتعاني شذى من تشوّهات معقدة في القلب منذ ولادتها قبل نحو شهرين، وباتت ملازمة إحدى الحاضنات في غرفة العناية المركزة في مستشفى دبي، وتحتاج إلى إجراء ثلاث عمليات جراحية غير متوافرة في مستشفيات الدولة.

وقال اختصاصي طب الاطفال في المستشفى الدكتور حاتم رمزي الوكيل لـ«الإمارات اليوم» إن «الفريق الطبي الاميركي كان مجهزاً بأحدث المعدات الطبية التي تمكّنه من نقل الطفلة بأمان الى كليفلاند»، مشيراً الى ان «الفريق مختص بعلاج ومتابعة الحالات القلبية المعقدة، ومنها حالة شذى».

وقبل اربع ساعات من نقل الطفلة إلى طائرة الاسعاف، كان والدا شذى وشقيقتها شمة، على متن طائرة ركاب أميركية، ليكونوا في استقبال الطفلة فور وصولها الى ولاية أوهايو.

وقالت والدة شذى لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي من داخل الطائرة قبل إقلاعها: «الحمد لله، لقد كان علاج ابنتي في الخارج حلماً كبيراً، فدخلنا المالي لايمكننا من توفير الكلفة المالية المرتفعة للعلاج في أي مستشفى خارج الإمارات».

واضافت أن «مؤسسات محدودة فقط في العالم، تستطيع اجراء جراحة زراعة قلب، وتبديل شرايين الطفلة، لذلك فكلفتها المالية خيالية».

وتتابع «تدخّل سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، واهتمامه شخصياً بحالة شذى، أعاد إلينا الأمل في إنقاذ حياتها»، مضيفة «لقد أمر سموّه بتوفير افضل رعاية لها ونقلها للعلاج في اكبر مستشفى متخصص في العالم، وهو ما حققته هيئة الصحة في دبي على أرض الواقع».

من جانبه، ظل والد شذى يـردد عبارات الشكر لولي عهد دبي الذي «تدخل واهتم بطفلة رضيعة عمرها لا يزيد على شهرين، وطلب تسخير الإمكانات كافة لعلاجها».

وقال الأب إبراهيم خميس الشحي «عندما نشرت (الإمارات اليوم) معاناة ابنتي، كنا على يقين أن الدولة وأهل الخير سيقفون الى جوارنا، لكن أذهلنا الحرص والمتابعة الشخصية من سموّ الشيخ حمدان بن محمد لابنتي، وهذا الاهتمام من قبل سموّه لا يوفيه أي شكر».

وأضاف «لقد اهتمت القنصلية الاميركية بحالة طفلتنا بعدما قرأت قصتها في (الإمارات اليوم)، وسهلت إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول للاراضي الاميركية، إذ صدرت التأشيرة في اليوم نفسه، وهو زمن قياسي».

وتابع «لقد أخبرنا موظفون في القنصلية بأنهم قرأوا قصة شذى في الصحيفة، لذلك بذلوا جهداً كبيراً في إنهاء إجراءات سفرنا».

وتولى خال الطفلة وجدّتها متابعة نقل الطفلة من المستشفى إلى سيارة الاسعاف ثم المطار، وطوال تلك الرحلة لم يكفّا عن ترديد عبارات الحمد والشكر لله، والدعاء لطفلتهم بالعودة سالمة.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت قصة شذى يوم 17 يناير الجاري، ونقلت عن لسان والدتها والأطباء المعالجين لها انها «تعاني من تشوّه معقّد في القلب، وتحتاج الى زراعة قلب عاجلة في الولايات المتحدة الأميركية».

وفور النشر، كلّف سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، مدير عام هيئة الصحة في دبي قاضي المروشد بنقل شذى، للعلاج «في أي مركز عالمي مختص بجراحات زرع قلوب الأطفال، وتوفير طائرة خاصة لنقلها وتسخير الإمكانات كافة لعلاجها».

وعمل فريق من الهيئة «على التواصل مع المراكز العالمية المختصة بعلاج مثل هذه الحالات في الخارج، واتفق مع مؤسسة كليفلاند على علاج الطفلة، وإجراء الجراحة لها في أسرع وقت».

تقرير طبي

قالت والدة شذى إنها وضعت رضيعتها بعملية قيصرية في مستشفى دبي قبل موعدها بـ10 أيام، «وفي أثناء وجودي في قسم الولادة اكد لي أحد الاطباء انها تعاني من تشوهات معقدة في القلب، ومنذ ولادتها باتت ملازمة إحدى الحاضنات في غرفة العناية المركزة في المستشفى، بعدها اكد طبيب آخر أنه لا يمكن للاطباء التدخل جراحياً نظراً لحالتها الصحية المعقدة، وأنها تحتاج إلى إجراء ثلاث عمليات جراحية خارج الدولة». وأفاد التقرير الطبي بأن علاج شذى الوحيد هو زراعة قلب طبيعي أو اصطناعي، وأوصى بضرورة إجراء العملية في أسرع وقت، لأن حالتها تسوء يوماً بعد آخر.

مؤسّسة كليفلاند

توصف «كليفلاند كلينيك» بأنها إحدى المؤسسات المتخصصة عالمياً في مجال العناية بالصحة ومركز المعالجة القلبية الأول على مستوى أميركا. ووفقاً للإحصاءات التي اعلنتها المؤسسة فإنه في عام ،2006 تم إجراء 3439 عملية جراحية لقلوب مرضى في مقر العيادة الرئيس في أميركا، بالإضافة الى إجراء أكبر عدد من جراحات التدخل الجراحي لإصلاح الصمامات القلبية في الولايات المتحدة التي بلغت في العام ،2006 نحو 2127 جراحة من هذا النوع و1524 عملية جراحية كبرى و603 من عمليات إعادة التدخل الجراحي.

تويتر