البطولة الإفريقية في مرمى النيران!

عماد النمر

أصيبت بطولة الأمم الإفريقية في مقتل بعد الهجوم المسلح الذي تعرض له منتخب توغو على الحدود الانغولية الكونغولية، عند توجهه لخوض غمار المنافسات ضمن المجموعة الثانية في مقاطعة كابيندا، وكان من الممكن أن يتعرض أي منتخب آخر لهذا الهجوم، حيث إن الجماعة المنفذة للهجوم كانت تريد إفساد البطولة وانتهاز الفرصة للضغط على الحكومة الانغولية، حيث تطالب باستقلال المقاطعة الغنية بالنفط. وقد ارتكب المنتخب التوغولي خطأ كبيراً بسفر لاعبيه براً عبر الحدود، على الرغم من أن قوانين الاتحاد الإفريقي تنص على ضرورة سفر المنتخبات جواً وليس براً، كما ارتكبت الحكومة الانغولية خطأً أكبر حينما لم تؤمن حافلة اللاعبين بشكل كافٍ، على الرغم من أنها تعرف خطورة الحدود ووجود جماعات انفصالية مناهضة لها. ولا شك أن الحادث المؤسف الذي راح ضحيته ثلاثة من بعثة المنتخب التوغولي، إضافة إلى عدد آخر من المصابين سيلقي بظلال سوداء على البطولة كلها، وسيكون له مردود سيّئ على القارة كلها، التي تنتظر العرس المونديالي بعد ستة أشهر في جنوب إفريقيا، وعلى الرغم من المأساة التي عاشها فريق توغو إلا أن اللاعبين قرروا بشجاعة نادرة الاستمرار في البطولة وعدم الانسحاب على الرغم من القرار السياسي، وذلك تخليداً لذكرى زملائهم الذين قضوا نحبهم من دون ذنب أو جريرة، إلا أنهم رياضيون جاؤوا ليسعدوا الجماهير بطموح تحقيق إنجاز. ومن المؤكد أن قرار المشاركة يعتبر شجاعة كبيرة من اللاعبين الذين رأوا الموت بأعينهم وشاهدوا جثث زملائهم أمامهم، وسيكون كل ذلك دافعاً قوياً لهم وحافزاً نحو المزيد من العطاء داخل الملاعب الخضراء رداً على الإرهاب الأسود. وسيكون على الدولة المنظمة أن تغير من خططها لتأمين المنتخبات المشاركة، لتثبت للعالم أنها قادرة على تنظيم الحدث بشكل يوازي طموحات الاتحاد الإفريقي والدولي، كونهما من اكبر الداعمين لتنظيم البطولات الكبرى في القارة السمراء على الرغم من المشكلات الأمنية والفقر الذي يسيطر على الكثير من البلاد الإفريقية. إننا نؤمن بأن الروح الرياضية سوف تتغلب على هذا الحادث، وستكتمل البطولة لأن الجميع يريد لها أن تكتمل وأن تنجح، وقد شهدت بطولات عدة في جميع أنحاء العالم حوداث متفرقة، لكن الرياضة انتصرت على الإرهاب، وهذا ما نأمل أن يتحقق في هذه البطولة وفي نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا الصيف المقبل. وكان من المفترض أن نتناول مشاركات فرقنا العربية في البطولة فنياً، إلا أن الحادث طغى على الأحداث، وبعد انطلاق البطولة مساء أمس بلقاء البلد المستضيف مع مالي، نشهد البداية العربية بلقاء الجزائر مع مالاوي، وغداً يلتقي المنتخب المصري مع نيجيريا، وبعد غد تونس مع زامبيا، وكلنا أمل أن تظهر منتخباتنا العربية بشكل جيد، وأن يكون لها نصيب في مربع الكبار على الأقل، على الرغم من صعوبة مهمة كل فريق في مجموعته.

الورقة الأخيرة
على الرغم من أنها مباراة متوسطة الأداء فنياً، إلا أنها شهدت إحراز 10 أهداف بالتمام والكمال، والغريب أن يسجل لاعب واحد خمسة أهداف لفريقه النصر في مرمى الظفرة، وهذه إحدى عجائب دورينا.

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر