اتهام معلم بخنق وضرب طالـب ابتدائي

خالد يؤكد أن مدرس التربية الرياضية ضربه ويكشف عن الإصابات. من المصدر

تعرض طالب إماراتي (9 سنوات) في الصف الرابع الابتدائي للخنق والضرب المبرح على أيدي مدرس التربية الرياضية (إماراتي) في مدرسة نموذجية في أبوظبي، وفق محضر نيابة أبوظبي الكلية التي قيدت الواقعة جنحة تحت رقم 15577 لسنة 2009 جزائي، متهمة المدرس (ا.م.ع) باستعمال القسوة مع الطالب (خالد. ن. ع) معتمداً على سلطة وظيفته وأصابه بكدمات في الخد الأيمن والرقبة والذراع، وفق التقرير الطبي.

وأمر وكيل نيابة أبوظبي الكلية عبدالله المنصوري، بإحالة المدرس المتهم وأوراق القضية إلى محكمة أبوظبي الابتدائية دائرة جنح أبوظبي الأولى لنظرها اليوم، مطالباً بتوقيع أشد العقوبة بحقه.

في المقابل، رفضت إدارة المدرسة الحديث عن قضية الطالب، وقال مدير المدرسة - الذي رفض ذكر اسمه - إن مدرسته تتبع مجلس أبوظبي للتعليم والمنطقة التعليمية، وهما الجهتان المخولتان الرد على الإعلاميين، لافتاً إلى أن المنطقة التعليمية أجرت تحقيقاً حول الموضوع.

وقال مدير المنطقة التعليمية في أبوظبي محمد سالم الظاهري، إنه تلقى شكوى من والدي الطالب، ولكن المدرس والمدرسة نفيا واقعة الضرب، مشيرا إلى أن المنطقة حاولت احتواء المشكلة، إلا أن والدي الطالب صعدا الموقف وتقدما ببلاغ إلى النيابة العامة، وأن الشكوى الآن تحولت إلى المحكمة للنظر فيها، ولذلك فإن المنطقة التعليمية تنتظر فصل القضاء في القضية. وتفصيلاً، قالت والدة الطالب وتدعى (أم خالد) إنه في 19 أكتوبر الماضي عاد ابنها إلى المنزل من مدرسته في حالة يرثى لها من الحزن والخوف، ويبدو على وجهه احمرار من أثر صفعة، وأخبرها بأن مدرّس التربية الرياضية ضربه على وجهه وذراعه، وامسك بثوبه من رقبته ما تسبب له برضوض في الرقبة واليد والوجه، مشيرة إلى أن المدرس فعل ذلك بناءً على شكوى لم يتحقق منها بأن ابنها سبه أمام الطلاب في غيابه.

وأوضحت (أم خالد) أن المدرس سحب ابنها إلى جانب الدرج حتى لا يراه أحد، وأمسكه من ثوبه ثم هزه بشدة، ما ترك أثراً على رقبته، مشيرة إلى أنها تفحصة ذراعه فوجدت رضوضاً واضحة على جسمه.

وأكدت أن المدرسة تنكر واقعة الاعتداء وتشير إلى أن الإصابة التي تعرض لها الطالب كانت نتيجة مشاجرة بينه وبين أحد زملائه في الباص المدرسي، مشيرة إلى أن المدرسة تسترت على المدرس وتحاملت على خالد وكأنه المذنب، بهدف الحفاظ على سمعة المدرسة، موضحة أن الطفل يشعر الآن بخوف شديد من المدرسة، إضافة إلى الأثر النفسي السيئ الذي سيبقى مع الطالب إلى أمد بعيد، ما دفعها إلى نقله إلى مدرسة أخرى.

وأوضحت (أم خالد) انه عندما يعتاد الطفل على أسلوب الإهانة من قبل معلميه فإنه ينمو وهو ساخط على المجتمع المدرسي، مطالبة بمنع ضرب الطلبة في المدارس.

وقالت إنها صورت آثار الضرب الذي تعرض له ابنها في أماكن متفرقة من جسده، وبحوزتها تقرير طبي موثق يؤكد تعرضه للضرب، وتقدمت بشكوى رسمية إلى المنطقة التعليمية، ولكن المدرسة لم تقدم الحقائق كاملة للمنطقة التعليمية، ولذلك اتجهت إلى تقديم شكوى على المدرس في الشرطة والنيابة لكشف الحقيقة.

وأفاد الطالب في محضر النيابة «كنت بقاعة الرياضة المدرسية، حيث كنت أتبادل الحديث مع أحد اصدقائي وامزح معه، ولكن صديقي اخبر مدرس التربية الرياضية بأنني قمت بسبه، حيث حضر الاخير وسألني إن كنت قمت بسبه فأخبرته بأنني لم افعل ذلك، وإنما قصدت المزاح مع صديقي، فسحبني بقوة إلى مكان منعزل وضربني بيده على وجهي وبعدها قرصني في كتفي الايسر وامسكني من خناقي بقوة ثم دفعني بيده، ما أدى إلى إصابتي».

وانكر المدرس في محضر النيابة واقعة الاعتداء قائلاً: «بصفتي مدرس تربية رياضية بالصف الخاص بخالد نقلت الطلبة الى قاعة الرياضة، وكان خالد غير ملتزم ولم يحضر الزي الرياضي، وطلبت منه الجلوس على الكراسي الموجودة في المدرج وبعد فترة أخبرني أحد التلاميذ بأن خالد سبني فاستدعيته وسألته عن ذلك فأخبرني بانه لم يقصد سبي وانما يمازح احد الطلاب، وعليه قمت بتوجيهه توجيهاً تربوياً سلوكياً وطلبت منه أن يجلس في المقعد الخاص به، وإن كرر ذلك سأخبر الإدارة، ولم اعتد عليه بالضرب حسب ما ورد بأقواله مطلقا»، عازياً سبب إصابته نتيجة سقوطه.

من جهته، أكد محامي الطالب محمد فتحي الحبيبي أن الهدف من الدعوى القضائية هو تحجيم مسألة ضرب الطلاب في المدارس.

تويتر