٪13 من طلاب المدارس الثانوية يدخنون

تدخين أحد الوالدين أو كليهما سبب رئيس في اتجاه الطلاب إلى التدخين.                 تصوير: أسامة أبوغانم

كشفت حملة «دبي بلا تبغ»، التي أطلقتها هيئة الصحة في دبي أخيراً، عن أن «13.3٪ من طلاب وطالبات الدولة في المرحلة الثانوية يدمنون التدخين»، وفق قائدة الحملة الدكتورة حنان عبيد، التي قالت لـ«الإمارات اليوم»، إن «دراسة أجرتها الهيئة على طلاب تراوحت أعمارهم بين 14 إلى 18 عاما، أظهرت ان 35.7٪ من هؤلاء الطلاب اتجهوا للتدخين، رغبة منهم في التجربة، و26.3٪ من الطلاب المدخنين اتجهوا إلى هذه العادة بسبب معاناتهم الاجتماعية».

وأشارت عبيد إلى أن «الدراسة التي طبقها قسم برامج المجتمع في قطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية في الهيئة، أظهرت أن «تدخين أحد الوالدين أو كليهما كان سببا رئيسا في اتجاه الطلاب للتدخين، اذ تبين ان 23.3٪ منهم يدخنون تقليدا لأحد الوالدين، و19.7٪ يدخنون تقليدا للاصدقاء».

ومن الأسباب التي أعلنتها الحملة، أن «17.7٪ من الطلاب في المرحلة الثانوية يدخنون تحقيقا للذات»، موضحة أن ارتفاع نسبة أعداد المدخنين عن 100٪، ترجع لوجود أكثر من سبب لدى بعض الطلاب للتدخين.

وقالت عبيد إن الحملة «دعت لعلاج الاسباب التي تسهم في تزايد الاطفال المدخنين في الدولة، خصوصا الاسباب الاجتماعية». موضحة أن «الاطفال الذين يعيشون أجواء أسرية غير مستقرة، ويعانون من الخلافات الاسرية بين الآباء، تتجه نسبة كبيرة منهم لعادة التدخين، للهروب من هذا الواقع».

واعتبرت أن «توفير بيئة اجتماعية ونفسية وصحية ملائمة للطالب والطالبة بعيدة عن الخلافات الاجتماعية والأسرية، يسهم في الحد من اتجاه الصغار للتدخين». مشددة على ضرورة ان «يكون الأهل قدوة صالحة للأبناء، وأن يتوقفوا عن التدخين، منعا لتقليد الابناء لهم».

المرحلة الابتدائية

وذكرت الدكتورة عبيد، أن الحملة التي تهدف الى محاربة ظاهرة التدخين في دبي بين مختلف الفئات العمرية والمهنية ترى ضرورة «تكثيف حملات التوعية للطلاب والطالبات لرفع مستوى الوعي بمضار التدخين، والتركيز على جميع المراحل العمرية».

وأشارت إلى أن «الحملات التثقيفية لابد أن تهتم بطلاب المرحلتين الابتدائية والاعداداية، لينتقل الطالب للمرحلة الثانوية وهو رافض كليا لفكرة التدخين وتعزز في نفوسهم (ثقافة شباب بلا تدخين)، وليكونوا على علم كاف بمخاطره على الصحة».

وأشارت إلى أن «تعزيز العلاقات والتعاون بين الأهل والمدرسة والطالب، يحد من انتشار التدخين بين الطلاب». كما ان «إرشاد الطلاب للابتعاد عن رفاق السوء والصحبة السيئة وتوفير الرقابة التربوية البناءة في المدرسة والمنزل، يسهم في خفض نسبة الطلاب المدخنين».

ودعت الدكتورة عبيد إلى «توفير الدعم الصحي والعلاجي والتأهيلي للمدخنين من الطلبة بالتعاون والتنسيق مع مراكز مكافحة التدخين في الهيئات الصحية لدى الدولة، للتعامل مع مثل هذه الحالات»، مؤكدة ان الحل الامثل لتخفيف نسبة المدخنين هو «تحفيز الطلبة على المشاركة في النوادي الرياضية والمراكز الصحية، للقضاء على وقت الفراغ، وتفريغ طاقاتهم وتحقيق ذاتهم وتنمية قدراتهم».

30 مدرسة

ولفتت عبيد إلى أن الحملة التي انطلقت في شهر مايو الماضي، تستهدف بشكل رئيس طلاب وطالبات المدارس، موضحة أن «خطة التوعية تشمل طلاب 30 مدرسة خاصة وحكومية في دبي»، موضحة أن «الحملة تهتم خلال زيارتها تلك المدارس بتكثيف الوعي الصحي حول التدخين ومخاطره وآثاره السلبية في الفرد والمجتمع وتعزيز ثقافة (شباب بلا تدخين)».

وأضافت «أبدت المدارس تفاعلا كبيرا، وتجاوب الطلاب والطالبات مع حملات التوعية التثقيفية التي اتخذت أشكالا مختلفة من آليات التواصل، والتي تضمنت المحاضرات ومجموعات الدعم الفردي والجماعي للطلبة المدخنين». مشيرة إلى ان «نسبة كبيرة من الطلاب أقلعوا في الحال عن التدخين».

«دبي بلا تبغ»

وأوضحت الدكتورة عبيد، أن «(دبي بلا تبغ) هي مشروع تحتضنه الرعاية الصحية الأولية في هيئة الصحة في دبي، مقتبس من مبادرة الصحة العالمية للتخلص من استخدام التبغ، ووقف ادمان الشباب للتبغ ومساعدتهم على الاقلاع عن التدخين»، لافتة إلى أنه «تم اختيار مسمى (دبي بلا تبغ)، لكي تحمل دبي شعار منظمة الصحة العالمية، ولتحفز الجهود والبرامج التي لها الأثر في مساعدة الشباب وغيرهم من فئات المجتمع الاخرى على الاقلاع عن التدخين».

وتابعت إن «الحملة دشنت في شهر مايو الماضي، تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة التدخين، وعملت في مرحلتها الاولى على تدريب اطباء على استخدام جهاز قياس نسبة أول أوكسيد الكربون في الدم، واستخدامه في الحملات لتقييم نسبة الأضرار الناجمة عن التدخين في الجسم وإعطاء الارشادات المناسبة حسب الحالة». إضافة إلى اطلاق «الموقع الإلكتروني لمشروع دبي بلا تبغ عبر شبكة هيئة صحة دبي الإلكترونية للتواصل والرد على تساؤلات الجمهور».

توعية في المساجد

وأشارت عبيد إلى أن «المرحـلة الثانـية كانـت في شهر رمضان الماضي، تحت شعار (معا لمجتمع خالٍ من التدخين)، و استهدفت رواد المساجد من الرجال والنسـاء في مختلف مناطق دبي، إذ زارت 40 مسجدا ونظمت محاضرات دينية حول مضار التدخين، ألقاها وعاظ وأئمة مساجد»، لافتة إلى أنه «تم التنسيق مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، وألقيت خطبة الجمعة في مساجد دبي حول ظاهرة التدخين».

وأوضحت أن الحملة «تتضمن توزيع نشرات توعوية حول مخاطر التدخين بجميع أنواعه في المساجد، عن طريق متطوعين ومتطوعات بالتنسيق مع برنامج (تكاتف) للأعمال التطوعية». ورأت أن المرحلة الثالثة، الجاري تطبيقها حاليا، «تحمل شعار (معا نحمي شبابنا وأطفالنا من التدخين)»، لافتة إلى أن «هذه المرحلة يتم من خلالها التعاون مع الجهات الإعلامية المسموعة والمرئية، للتركيز على فئات الشباب وصغار السن وتثقيفهم وتوعيتهم في المدارس بالأضرار الناجمة عن التدخين». إلى جانب «تقديم خدمة الدعم العلاجي للمدمنين على التدخين مع الحفاظ على السرية».

وأكملت أن المرحلة الرابعة تحمل شعار «اقلع تسلم ويسلم من حولك»، وتنطلق الشهر المقبل، «وخلال هذه المرحلة سيتم التركيز على المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة في جهود التوعية». لافتة إلى أن «الفئات المستهدفة هي الموظفون العاملون في هذه الهيئات من مختلف الأعمار».

تويتر