عطر خاص بدبي من عود وبخور

محمد هلال يأمل بأن يعكس «عبق الرؤية» رائحة دبي ومكانتها الحضارية. تصوير: أسامة أبوغانم

يعكف مصمّم العطور الإماراتي محمد هلال على تصنيع عطر خاص بدبي، يتألف من عود وبخور، ويستفيد من روائح النباتات والأزهار المتوافرة في بيئة الإمارات، ويهدف إلى تحقيق هوية عطرية خاصة بدبي، من خلال إنشاء مضخات كبيرة، تنشر الرائحة على مدى 24 ساعة في المؤسسات الحكومية والميادين العامة، ومحطات المترو، فضلاً عن المطار والمراكز التجارية الكبرى في الإمارة.

وقال هلال لـ«الإمارات اليوم» إن «المشروع يحاكي مشروعات أخرى في مدن عالمية، تحرص على أن تكون لها رائحتها الخاصة التي تستقر في ذاكرة كل من يزورها، ودبي بكل حداثتها ومكوناتها البيئية الطبيعية، مؤهلة أكثر من غيرها لتكون لها رائحة مرتبطة بتراثها، ومستقلة تعكس مكانتها الحضارية».

ويأمل هلال بأن يحصل على موافقة الجهات الحكومية لتصنيع كميات من العطر، وتوفير وسائل تقنية لنشره في فضاء دبي «بعدما نجحت المدينة في تحقيق نهضة معمارية كبيرة، تجسّد ذاكرة بصرية لكل من يزورها، مع وجود معالم تظل عالقة في الذاكرة، مثل برج العرب، ومدينة جميرا، وخور دبي، كما أن لها مناخها الخاص المشمس والحار الذي يسهم في استقلاليتها المكانية، ويُمكن تتويج ذلك عبر تشكيل نكهة عطرية خاصة، ما يجعل حواس الزائر والمقيم في المدينة تحتفظ بملامح وروائح وألوان متميزة عن سواها».

ويقترح هلال اسم «عبق الرؤية» لعطر دبي، ويشير إلى أنه «يمكن دراسة الآثار البيئية والجوانب الصحية لانتشار الرائحة، وتقدير النسب الخاصة التي لا تنعكس سلباً على البيئة، وتؤدي في الوقت نفسه إلى إيجاد الهوية العطرية لدبي».

يشار إلى أن هناك مدناً عالمية تشتهر بروائحها المكانية، مثل الرباط المعروفة بأنها مدينة الحناء والبخور والعسل، وباريس المشهورة برائحة الخبز الطازج والأجبان، وحيفا برائحة الصنوبر، ونيودلهي برائحة البهار.

ويتطلع المشروع إلى دعم الكتّاب والأدباء بتوثيق رائحة دبي في نصوصهم الشعرية والروائية، خصوصاً أن دبي باتت تستضيف مهرجاناً سنوياً عالمياً للشعر.

يقول هلال «أسعى إلى رائحة نفاذة وعميقة ومريحة تستقبل كل زائر أو عائد، وتكون هي رائحة دبي الحقيقية»، لافتاً إلى أن «المشروع سيمتد إلى الإمارات الأخرى مستقبلاً، إذ سيصنع رائحة لكل إمارة على حدة، تميزها عن الأخرى».

وعن مكونات الرائحة، يضيف هلال الذي بدأ تجربته في تصميم العطور منذ العام ،2001 أنها «لن تخلو من رائحة العود والبخور والأزهار، ومواد عطرية أخرى، ذات صلة بنباتات معروفة في التراث المحلي، وعلى صلة وثيقة ببيئة الإمارات».

يذكر أن رائحة العود من السمات المميزة لملامح الحياة الشعبية في الإمارات، ومنطقة الخليج العربي عموماً، وترتبط بالعادات والتقاليد المحلية، وتعكس كرم الضيافة، ولذلك تلجأ فنادق وأماكن جذب سياحي في دبي إلى نشر تلك الرائحة في مرافقها، وتقديمها للضيوف، من أجل استنشاق عطرها وتعريض ملابسهم له ليظل عالقاً بها، كما أن البخور ارتبط بطقوس اجتماعية قديمة، لايزال بعضها ماثلاً حتى الآن، إذ يُعتقد أن رائحته تواجه الشرّ والحسد.

تويتر