«مـرور دبـي» يـــنشر كاميرات على معابر المشاة
نشرت الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي للمرة الأولى كاميرات جديدة على معابر المشاة، ملاصقة للإشارات الضوئية، بعد رصد تجاوزات متكررة للإشارة الحمراء من جانب قائدي سيارات «ما يعرض حياة المشاة للخطر» وفق مدير الإدارة العامة للمرور العميد المهندس الخبير محمد سيف الزفين الذي قال إنه تم نشر ثلاث كاميرات ومن المقرر تعميمها خلال المرحلة المقبلة لافتاً إلى انخفاض مؤشر وفيات حوادث الدهس خلال الشهور الخمسة السابقة من العام الجاري.
|
التقطت الكاميرات الجديدة التي نشرتها الإدارة العامة للمرور في شارع الجميرا مقاطع فيديو لأشخاص كادوا يتعرضون إلى الدهس، وتفادوا ذلك بفارق زمني لا يتجاوز بضع ثوانٍ. أحدهم سائق دراجة عبر في أمان من مكان المشاة محتمياً بالإشارة الخضراء وتجاوز سيارة التزم سائقها بالإشارة ليفاجأ بسيارة أخرى مقبلة بسرعة، وتفاداها بسرعة. وكذلك مقطع لسيارة تجاوزت الإشارة الحمراء وصدمت دراجة نارية وكادت تقتل راكبيها |
وقال الزفين إن الإدارة نشرت في البداية كاميرا على معبر المشاة في شارع الوصل، بعد المستشفى الإيراني في الاتجاه المؤدي إلى أم سقيم، ثم زرعت كاميرا أخرى في شارع الجميرا قرب الحديقة، لافتاً إلى أن الأخيرة التقطت 14 صورة لأشخاص تجاوزوا الإشارة الحمراء خلال أقل من 10 ساعات «ما يعطي مؤشراً خطيرا إلى عدم التزام كثيرين بقانون السير».
وأضاف أن مقاطع الفيديو التي التقطت كانت خطيرة جداً، وكشفت حالات تهور أقرب للأفلام السينمائية لأشخاص كادوا يلقون حتفهم تحت عجلات سيارات تجاوزت الإشارة الحمراء الموجودة على معبر المشاة، على الرغم من وجود مطب موازٍ للإشارة.
وأشار إلى أنه يتم تحرير مخالفة كسر الإشارة الحمراء لهؤلاء المتجاوزين وغرامتها 800 درهم وثماني نقاط سوداء، وحجز المركبة لمدة أسبوعين.
كما يحرر لبعضهم مخالفة إضافية وهي تعريض حياة الآخرين للخطر وقيمتها 2000 درهم و12 نقطة سوداء، مؤكداً أنه لا يمكن التهاون مع هؤلاء المتجاوزين الذين لا يحترمون آدمية الآخرين، ويهددون سلامتهم.
وأوضح أن هناك أشخاصاً لا يرتدعون إلا حينما يرون الكاميرات أو أجهزة الرادار فقط. «لذلك قررنا تجربة هذه الكاميرات، ووفقاً للنتائج التي رصدناها تعمل الإدارة على نشر كاميرات في كل إشارات المشاة» لافتاً إلى أنه ستتم مخاطبة هيئة الطرق والمواصلات لوضع مطبات على كل معابر المشاة في الشوارع لأن بعض سائقي السيارات يسرعون حينما يرون الإشارة على وشك التحول من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر، ما يعرض حياة المشاة للخطر، خصوصاً إذا كانوا أطفالاً، مبيناً أن الصور التي التقطت تكشف عن مشاة تفادوا الحوادث في اللحظة الأخيرة قبل اصطدامهم بسيارات تتجاوز الإشارة الحمراء. واقترح الزفين استخدام إشارات ذكية عند معابر المشاة تعمل وفق مجسات مزروعة في الأرض تتجاوب مع أقدام المشاة، فإذا كان هناك أشخاص يعبرون الطريق تعطي تحذيراً إلى الإشارة لتكون باللون الأحمر، وإذا كان الطريق خالياً تعطي رسالة فتكون الإشارة خضراء، موضحاً أن هذه الإشارات تستخدم في أميركا ودول أوروبية. وأثبتت نجاحاً كبيراً لأنها تسهم في تخفيف حدة الازدحام.
وكشف الزفين عن اتجاه الإدارة العامة للمرور إلى تعميم تجربة شارع الجميرا، التي فازت في ملتقى التميز الشرطي في شوارع دبي المختلفة، لتقليل حدة الازدحام المروري، مشيراً إلى أن هذه التجربة التي أقرها القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان أسهمت في خفض معدل الوفيات في الشارع خلال العامين الماضيين بنسبة 100٪ واعتمدت على تكثيف وسائل الضبط التقني على الطرقات لتشمل 14 جهاز رادار و36 جهاز ضبط عبور الإشارة الحمراء، إضافة إلى كاميرا معبر المشاة التي نشرت أخيراً.
وأوضح أن شارع الجميرا كان من أكثر الشوارع التي تكثر فيها حوادث الدهس. لكن وفق الإحصاءات الأخيرة، انخفض المعدل بشكل حاد لتنعدم حالات الوفاة في عامي 2007 و،2008 مشيراً إلى أن المخالفات التي سجلت تضاعفت كذلك في تلك الفترة حيث بلغت 159 ألفاً و679 مخالفة بقيمة 95 مليوناً و807 آلاف درهم. وقال الزفين إن فكرة نشر كاميرا لمراقبة معابر المشاة بجوار حديقة الجميرا تأتي خطوة إضافية لتأمين الشارع وتنظيم حركة السير فيه، خصوصاً في ظل قرب الطريق من المساكن المجاورة وعدم وجود رصيف فاصل بين المنازل وحرم الطريق موضحاً أن نشر عدد أكبر من أجهزة الضبط سيسهم في تخفيف حدة الازدحام. وأضاف الزفين أن كاميرات معابر المشاة أسهمت في التقليل من حوادث الدهس خلال العام الجاري، مشيراً إلى أنه سيتم تطبيق تجربة شارع الجميرا، إضافة إلى توزيع كاميرات معابر المشاة على شوارع دبي تدريجياً حسب طبيعة الشوارع، متوقعاً أن تكون البداية بشارع أبوهيل وبعض الطرق في منطقة القوز الصناعية التي تكثر فيها حوادث الدهس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


