حناء تصيب عروساً بحروق ليلة زفافها

العروس شعرت بارتفاع الحرارة في يديها وقدميها بعد الانتهاء من رسم النقوش.

أصيبت عروس من إحدى الجنسيات العربية، بحروق من الدرجتين الأولى والثانية، في أماكن متفرقة من جسدها ليلة زفافها، نتيجة تعرضها لنوع من الحناء يحتوي على إضافات بترولية حارقة، في أحد صالونات التجميل في دبي.

في المقابل أقر مدير إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي المهندس رضا سلمان بالواقعة، مؤكداً أن «الفحوص المخبرية التي أجريت أثبتت أن المادة التي وضعت على جسم العروس نوع من صبغات الشعر استخدمت خطأ كحناء، ما تسبب في إحداث حروق في جسد العروس»، لافتاً إلى أن «البلدية اتخذت الإجراءات القانونية ضد مالكة الصالون»

وتفصيلاً قالت العروس (دعاء.أ) (27 عاماً) إنها ذهبت يوم عقد قرانها، إلى أحد صالونات التجميل برفقة شقيقة زوجها وأختها.

وأضافت أن «عاملة متخصصة في رسم الحناء في الصالون عرضت عليها رسم نقوش بالحناء السوداء على يديها وقدميها، كون هذا النوع من الحناء يدوم لفترة طويلة، إضافة إلى إضفاء لمسة جمالية واضحة على العروس في ليلة زفافها».

وتابعت «بعد أن انتهت عاملة الصالون من رسم النقوش، شعرت بارتفاع حرارة يديّ وقدميّ، كأنهما غمرتا بمادة بترول حارقة، وبدأت اشعر بالحكة والألم قبل ان تتهيج مناطق متفرقة من جسمي».

ولفتت إلى أن العاملة طمأنتها بأن هذه الأعراض مؤقتة وأن الأمور ستعود إلى طبيعتها خلال دقائق معدودة، لكن ذلك لم يحصل وبدأت الأمور تسوء مع الوقت، وفي هذه الأثناء كانت شقيقة زوجها هبة (26 عاماً) تستخدم حناء حمراء جلبتها معها لاستخدامها، وأضافت عاملة الصالون حناء سوداء إليها، فبقيت المناطق التي استخدمت فيها الحناء الحمراء سليمة فيما كانت مناطق الحناء السوداء تصاب بتقرحات متفاوتة.

وأوضحت العروس أنها غسلت المناطق المحناة، بعد شعورها بالألم، لكن ذلك لم يوقف اعراض الحروق التي سرعان ما تطورت الى تهيج واحمرار جلدي مصحوب بانتفاخ.

ودفعت حال العروس في اليوم التالي اسرتها إلى تقديم شكوى ضد الصالون في مركز شرطة المرقبات، خصوصاً بعد أن بدأ الجلد في التورم والتلف. ولدى فحص العروس طبياً في قسم الحوادث في مستشفى راشد بناء على طلب الشرطة، تبين أن العروس اصيبت بحروق من الدرجتين الأولى والثانية في الأماكن التي وضعت عليها الصبغة «الحناء»، ونقل اقارب العروس عن الطبيب ان الحريق قد ينتج عنه تشوهات يستمر لسنوات.

في المقابل نفت مالكة الصالون التي شهدت الواقعة وتدعى (أم إبراهيم)، أية مسؤولية عما جرى للعروس، وقالت لـ«الإمارات اليوم» إن جميع أنواع الحناء المستخدمة لديها «طبيعية تماماً وخالية من أية مواد مضافة»، مشيرة إلى أن ما حدث للعروس وقريبتها «تسبب فيه الحناء الحمراء التي جلبتها شقيقة الزوج معها، ولا نعرف مصدرها» مشيرة إلى أنها تزاول هذا العمل من 20 عاماً، ولم تستبعد أن يكون الحادث «محاولة للنيل من سمعة الصالون».

من جانبه أوضح مدير إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي، أنه «ثبت من خلال فحص المواد التي استخدمت في الرسم على جسد العروس ورفيقتها أنها ليست حناء سوداء من الأساس، بل نوع من الأصباغ يستخدم للشعر، ومن الخطأ الجسيم وضعه على الجلد». وأوضح أن ما فاقم الأمر «قيام العروس بعمل حمام مغربي قبل التوجه للصالون، ما جعل الجسم في حالة حساسية مفرطة لفقدانه طبقة أو طبقتين من الجلد أثناء الحمام».

ولفت سلمان إلى أن البلدية خالفت خلال حملاتها التفتيشية أخيراً عدداً من صالونات التجميل استخدمت حناء تحتوي على مواد مضافة ضارة بالصحة على المديين القريب والبعيد.

وكشف عن اضافة بعض الصالونات مواد كيمياوية أو بترولية للحناء لإعطاء لون داكن للجلد وليدوم فترة طويلة.

ووفقاً للقوانين التي تطبقها البلدية يعاقب بغرامة مالية قدرها 1000 درهم كل صالون يعمد الى استخدام مواد مضافة للحناء، وتتضاعف العقوبة في حال التكرار وقد تصل الى الإغلاق. وأوضح سلمان أن «مخاطر الحناء تتفاوت من شخص لآخر تبعاً لدرجة حساسية البشرة وتحملها، إضافة إلى اعتمادها أساساً على نسبة تركيز المواد المضافة اليها».

وأكد أن «البلدية عممت على جميع الصالونات العاملة في دبي بضرورة اجراء نوع من الاختبار لدرجة حساسية الجلد للحناء قبل وضعها، بحيث توضع على جزء معين من الجسم، وتترك لدقائق لقياس مدى ملائمتها مع البشرة قبل إتمام عملية الرسم كاملة»، لافتاً إلى أنه قد تكون هناك حساسية لدى بعض الأشخاص من المواد الطبيعية الخالية من أية إضافات، الأمر الذي يتضح لعاملة الصالون بعد الاختبار السريع الذي تفرضه البلدية.

 
الأعراض الجانبية
حذّر استشاري الأمراض الجلدية في مستشفى الشيخ خليفة في عجمان الدكتور هيثم عبدالغني، من خطورة التعرض لأنواع الحناء ذات الإضافات البترولية والكيميائية، مؤكداً أنها قد تصيب مستخدميها بالسرطان على المدى البعيد، إضافة إلى تسببها في أنواع متخلفة من الحساسية لجسد مستخدميها.

ولفت إلى أن ظهور الأعراض الجانبية على مستخدمي تلك الأنواع من الحناء يعتمد على درجة حساسية الجلد، وقابليته لتحمل تلك المواد، كذا تعتمد الإصابة بأمراض سرطانية على نسبة تركيز المواد الكيمياوية المضافة إليها، ونوعيتها .

و كانت «الإمارات اليوم» نشرت أخيراً دراسة علمية أجرتها الباحثة عائشة السويدي، على الحناء السوداء والحمراء، بعد أن جمعت أكثر من 25 عبوة حناء لأنواع مختلفة، عشوائياً من صالونات تجميل في أبوظبي ودبي والشارقة، وتبين أن «معظم تلك العبوات يحتوي على نسب تصل إلى 30٪ من مادة (بي بي دي)، المحظورة، كما اكتشفت أن العاملين في صالونات الحلاقة يضيفون مواد كيماوية تُحدث احمراراً في الجلد، مع ظهور فقاعات تشبه الحرق.

يشار إلى أن عروساً من إمارة الفجيرة تعرضت لمضاعفات خطيرة بعد استخدامها الحناء السوداء، إذ اصيبت بتسمم في الدم، وضعف في أداء الكُلى وتوقفها في وقت لاحق».
تويتر