محمد بن راشد: كل ما في دبي هو لأبوظبي وبقية الإمارات

محمد بن راشد: نموذجنا يكمن في النجاح بتنويع الاقتصاد.

قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن «الامارات تعرضت لقصف إعلامي، استهدفها نموذجا لدولة اتحادية عربية ناجحة ومزدهرة».

وأضاف سموه أن «وسائل إعلام غربية، مرتبطة بدوائر أعمال دولية، اعتمدت منهجاً متعمداً يستهدف صرح الدولة الاتحادي، ونموذج دبي التنموي. وكانت تقاريرها السلبية عن دبي يومية تقريباً، كأنما هي في سباق مع الزمن لإلحاق الأذى بدولة الإمارات.

وعلق على ما تردد حول بيع دبي عدداً من شركاتها وأن أبوظبي ستكون شريكاً لدبي في كثير من المشروعات القائمة أو التي تحت التنفيذ. ان ذلك يندرج في إطار الشائعات والتكهنات التي تحولت إلى أخبار في صحف دولية مرموقة». مضيفاً أن العلاقة بين الإمارتين أسمى من مفهوم البيع والشراء.

جاء ذلك في معرض رده على نحو 70 سؤالا تلقاها عبر موقعه الالكتروني الرسمي، رئيسا لمجلس الوزراء أمس، وتركزت في معظمها على الازمة المالية العالمية، ومدى تأثيرها في الامارات، والشكوك التي تراود اعلاميين وصحافيين حول مستقبل التنمية والخطط التي تتبناها حكومة الدولة للنهوض باقتصادها الوطني ومشروعاتها التنموية.

النقد

وتفصيلا، أجاب سموّه عن سؤال حول تعرض دبي لحملة تشكك في تجربتها التنموية والنهضوية الشاملة في ضوء الأزمة المالية العالمية بقوله «أنا لا يزعجني النقد أو الحديث عن السلبيات. فإذا كان النقد موضوعياً استفدنا منه، وإذا كانت السلبيات موجودة عالجناها. ولكن في أشهر ما بعد الأزمة العالمية، بعض ما كتب لم يكن نقداً أو إشارةً لسلبيات. كان «قصفاً إعلامياً» يستهدف الإمارات نموذجا لدولة اتحادية عربية ناجحة ومزدهرة، ويستهدف دبي بنموذجها التنموي ومكانتها العالمية. ولاحظنا أن بعض وسائل الإعلام الغربية المرتبطة بدوائر أعمال دولية، اعتمدت منهجاً متعمداً يستهدف صرح الدولة الاتحادي ونموذج دبي التنموي، وكانت تقاريرها السلبية عن دبي يومية تقريباً، كأنما كانت في سباق مع الزمن لإلحاق الأذى بالإمارات. أما عن دوافع الحملة، فالله سبحانه وتعالى وحده العالم بالنوايا. لكن يبدو أن نجاح العربي، سواء كان فرداً أو دولة أو مدينة أو شركة ذنب لا يغتفر عند البعض، ويبدو أن البعض ينزعج من ولادة صورة عربية مغايرة لصورهم النمطية المشوهة للعربي والدولة العربية.

النموذج

يا أخي، نموذجنا ليس أعلى برج في العالم، وأحسن مطار، وأفخم فندق، وأكبر ميناء وجزر صنعها الإنسان.. هذه معالم ومنشآت مهمة وفريدة من نوعها وشهيرة على مستوى العالم.. نموذج دبي يكمن في أنها منطقة عربية شحيحة الموارد الطبيعية، تمتلك رؤية واضحة لمتطلبات التنمية الشاملة والنهضة، ونجحت في استثمار مواردها البشرية وموقعها الجغرافي وخبراتها التجارية في تحقيق التنمية بمعدلات قياسية. ونموذجنا، الذي هو جزء من نموذج دولة الإمارات، يكمن في النجاح بتنويع الاقتصاد، وفي إثارة اهتمام المنطقة العربية والجوار بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والحكومة الإلكترونية واقتصاد المعرفة. وفي إثبات جدوى الاستثمار في المنطقة وفي المعرفة وفي الإنسان، وفي رفع توقعات أبناء المنطقة إلى مستويات الإدارة الحكومية الرشيدة والشفافة، وجودة الخدمات العامة وكفاءة البنى التحتية. وفي توخي أعلى المستويات الدولية في التعليم والخدمات الصحية، وفي اقتحام مجالات استثمارية في أصول عالمية كالموانئ والمطارات والأسواق المالية وغيرها.. هذه بعض ملامح نموذج دبي الذي جذب انتباه العالم، واستقطب اهتمامات المنطقة العربية وأبنائها، وألهم الكثيرين وشحذ هممهم. هل هذا النموذج هو المستهدف؟ سؤال طرحته على نفسي وإخواني، ولا أنتظر له جواباً، لأننا اعتدنا في الإمارات الإجابة بالعمل لا بالقول.. ونحن ماضون في طريقنا، متوكلون على الله ومعتمدون على عقول وسواعد أبنائنا ورجال أعمالنا والمؤمنين بدبي، وهم كثيرون.

نموذج أبوظبي مستهدف أيضاً من بعض الدوائر، فهي تقود اتحاداً عربياً ناجحاً، وطرحت مبادرات ذات طبيعة استراتيجية بالغة الأهمية كمدينة «مصدر».. هل قرأت ما كتب في بعض وسائل الإعلام الغربي عن اهتمام أبوظبي بمتحف «اللوفر» والمتاحف الأخرى؟ وهل تناولوا مبادرة إيجابية من دون أن يقحموا صورهم النمطية عن العربي وعن الخليجي؟ اليوم التركيز على دبي. لكن لن يوفروا نموذجاً عربياً ناجحاً ولن يفوتوا فرصة تلوح لتناوله بسلبية مماثلة للسلبية التي تناولوا فيها دبي. وهنا أشير إلى بعض الإعلام الغربي وليس كله، فقد طالعنا في وسائل إعلام غربية معالجات متزنة لتأثيرات الأزمة على الإمارات ودبي.

علاقة

بين أبوظبي ودبي لا يوجد بيع وشراء، كل ما في دبي هو لأبوظبي ودبي وبقية الإمارات، وكل ما في أبوظبي هو لدبي وأبوظبي وبقية الإمارات

الفساد

في دبي دائرة حكومية للمراجعة المالية، تقوم بمهامها على الوجه المطلوب، بما في ذلك في التحقيقات الخاصة بقضايا الفساد. نعم تعزيز دور وإمكانيات المراجعة ضروري، وهذا ما يحدث الآن. أما إلى أين يمكن أن تصل الإمارات في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، فستصل إلى النهاية، لا مكان للفساد والفاسدين.

وفي كل قضايا الفساد لا تتم مقاضاة الفاسدين ومعاقبتهم فقط، ولكن يتم سد أية ثغرة إدارية وقانونية استغلوها لارتكاب جرائمهم.

اعتراف

العالم يعترف بك لأنك ناجح ومتميز ومبادر وقادر على المنافسة، لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الاعتراف عن رضا وقبول.

دبي الحضارات

كاتب أميركي يروج إلى أن تجربة دبي في تعايش الثقافات لم تنجح، وذهب إلى حد القول إن «دبي مدينة فصل الحضارات» ووصل إلى هذا الاستنتاج استناداً إلى أن دبي تعاقب الذين يخدشون الحياء على الشواطئ العامة.

اقتصاد دبي

أمر مؤسف أن نرى صحفاً تعتمد في تقاريرها على الشائعات والأقاويل والتكهنات، على الرغم من أنها تفاخر دائماً بدقتها وموضوعيتها.

حملة

وحول أن الحملة تتركز على اعطاء إشارات بأن دبي تواجه أزمة اقتصادية تهدد الأسس التي قامت عليها اقتصادياً وتنموياً.. قال «لا، الحملة ذهبت إلى مدى أبعد من ذلك، فكاتب أميركي معروفة اتجاهاته كان همه مثلاً أن يروج إلى أن تجربة دبي في تعايش الثقافات لم تنجح، وذهب إلى حد القول إن «دبي مدينة فصل الحضارات لا لقاء الحضارات». ووصل إلى هذا الاستنتاج استناداً إلى أن دبي تعاقب الذين يخدشون الحياء على الشواطئ العامة. أما الإشارات الى أن تبعات الأزمة العالمية على دبي تهدد الأسس التي قامت عليها اقتصادياً وتنموياً، فهي إشارات عن «أمنيات» البعض أو أوهامهم وليس عن حقائق الواقع. الأسس الاقتصادية والتنموية قوية وراسخة، ولو لم تكن كذلك لما تمكنا من التعامل بكفاءة عالية مع تبعات الأزمة المالية العالمية... أضف إلى ذلك أن دبي ليست طائراً يغرد منفرداً. إنها عضو في سرب دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو سرب قوي وعفي وناجح وقادر على مواجهة أصعب التحديات.

وحول مقولة «تفجر الفقاعة» رد سموه «قلت سابقاً إن حديث «الفقاعة» أسمعه منذ تفتح وعيي على الدنيا، وهي موجودة فقط في عقول الذين يرددونها وغالباً لا يعرفون معناها. وقد انفجرت هذه الفقاعة في عقول مردديها أكثر من مرة، لا بأس بمن يرددها مجدداً.. ستبدي له الأيام ما كان جاهلاً، وسيأتيه بالأخبار من لم يزود.

نحن بخير، وقد عبرنا الأزمة بأقل قدر من الخسائر، وفي ثقافتنا نقول: تفاءلوا بالخير تجدوه، لذلك اعتدنا على النظر أولاً إلى جزء الكوب الممتلئ بالماء، وحين ننظر إلى الجزء الفارغ، لا نتحسر على الفراغ، بل نفكر في أفضل وأسرع السبل المؤدية إلى ملئه.

وردا على سؤال حول التركيز العالمي الكبير على سلبيات دبي في ظل الظروف الحالية قال سموه «البعض من خارج منطقتنا، تمنى لو أن الأزمة تغرق نموذج دبي، أعرف تماماً أن دوائر مالية واقتصادية لم تكن سعيدة بسياقات التنمية الشاملة والاستثمار والمنافسة عالمياً في إدارة الأسواق المالية والموانئ، وفي صناعة النقل الجوي وفي إتاحة أحدث منجزات التكنولوجيا وخبراتها لأبناء المنطقة.

نهاية الذعر

الإمارات أجابت بنجاح عن الأسئلة الصعبة في امتحان الأزمة المالية العالمية، ولن يطول الوقت الذي يتحول فيه التركيز الإعلامي على ما وصفته بالسلبيات، لمصلحة دبي ودولة الإمارات». وردا على سؤال عن نظرة سموه للخروج من الازمة قال ان الأزمة العالمية بلغت ذروتها في شهري سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي. وكان وقعها شديداً على العالم بأسره، وولدت حالة من الذعر في دول الاقتصادات المتقدمة. وفي ذلك الوقت، كان طبيعياً أن يكون وقع الأزمة على المنطقة شديداً جداً، بخاصة أن غموض عمق الأزمة المالية في أميركا وبقية مجموعة الدول السبع، أدى إلى شلل الائتمان الدولي، وتوقف العمليات بين البنوك، وتعليق الاعتمادات المتبادلة، وتجميد عمليات الإقراض مرحلة الذعر هذه انتهت، بخاصة بعد تدخل حكومات دول الاقتصادات الكبرى لتنظيم قطاعاتها المصرفية والمالية وقيامها بتخصيص مبالغ ضخمة لإنعاش اقتصادها.. وهذا ما مكن القمة الثانية لمجموعة العشرين في لندن قبل أيام، من الاتفاق على حزمة من القرارات والإجراءات الهادفة لإنعاش الاقتصاد العالمي وتنظيم الأسواق الدولية. بالنسبة لنا في الإمارات، أقول باطمئنان، إننا نجحنا في احتواء مخاطر الأزمة المالية العالمية في فترة قياسية، نتيجة حسن سياسات المصرف المركزي، وإجراءات الحكومة بتأمين السيولة للمصارف وحماية الودائع، والإجراءات الأخرى على المستوى المحلي، مثل ضخ حكومة أبوظبي سيولة إضافية للمصارف المؤسسة في الإمارة، وإصدار حكومة دبي لسندات بقيمة 20 مليار دولار. هذه الإجراءات كانت فعلاً سريعة وفعالة، لكنها أيضاً كانت مدروسة وتلبي احتياجات مواجهة وتجاوز الآثار السلبية للأزمة العالمية. وقد قلت إن اقتصادنا انتقل من منطقة الأزمة إلى منطقة الحل.

وحول السندات التي طرحتها دبي بقيمة 20 مليار دولار، واكتتاب مصرف الإمارات المركزي بها بمبلغ 10 مليارات دولار، ما فسر على أنه مساعدة من أبوظبي لدبي للخروج من الأزمة، قال سموه «يبدو أن كثيرين لا يدركون حقائق الحياة في الإمارات... حسناً، أنا أرحب بهذا التفسير لأنه يؤكد عمق وتجذر الروابط بين إمارات الدولة، فضلاً عن أنه يؤكد قوة مصرفنا المركزي وثقته الكبيرة في اقتصاد دبي». وأضاف «نحن أصدرنا سندات بعشرين مليار دولار وطرحنا نصفها للاكتتاب، واكتتب المصرف المركزي بكامل المبلغ، وندفع عليها فائدة سنوية بنسبة 4٪. وما طرحناه يلبي احتياجاتنا في هذه المرحلة، وعند الحاجة سنطرح الشق الثاني في حينه، وهو محل اهتمام جهات عدة. ولم نقفل باب الاكتتاب. وما تم الاكتتاب به حتى الآن يفي بالاحتياجات. أما الدعم المقدم للشركات فهو ليس منحة، لأن أصله سند، والشركات لديها أصول إنتاجية تمكنها من الوفاء بالتزاماتها.. مشكلة الشركات هي جزء من مشكلة السيولة التي حلت بالنظام المالي والمصرفي العالمي. وهي مهما طالت، تظل مشكلة مؤقتة».

الميزانية

وحول تأثير الأزمة المالية العالمية في ميزانية ،2010 خاصة فيما يتعلق باحتياجات المواطن الأساسية، اجاب سموه «لا أعتقد أن آثار الأزمة ستطال ميزانية سنة ،2010 بقي على السنة الجديدة سبعة أشهر، وهذه فترة طويلة، ربما نشهد في نهايتها مؤشرات لقرب انتعاش الاقتصاد العالمي». وحول امكان المحافظة على مستوى النمو في ظل تراجع أسعار النفط، اجاب سموه «اقتصادنا قوي وإمكانياته كبيرة ويتسم بالتنوع. ونسبة النفط في الناتج المحلي الإجمالي للدولة تقل عن 30٪، وهذا يخفف من أثر تقلبات أسعار النفط في الاقتصاد الوطني، وهناك تقارير عديدة متشائمة بشأن الاقتصاد العالمي، لكن المغالاة في التشاؤم غير واقعية. أما عن مستويات النمو، فلن تحافظ أية دولة في العالم على مستويات النمو المرتفعة التي سجلتها في السنوات الأخيرة. نحن في الإمارات سنحقق نمواً بمعدلات أقل من تلك التي سجلها اقتصادنا في السنوات الماضية.

وقفة لا تقدر بمال

نفى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد ما رددته وسائل إعلام أخيرا، حول بيع دبي بعض شركاتها، وأن أبوظبي ستكون شريكاً لدبي في كثير من المشاريع القائمة أو التي تحت التنفيذ.

وقال ان ذلك يندرج في إطار الشائعات والتكهنات التي تحولت إلى أخبار في صحف دولية مرموقة. وأضاف: بين أبوظبي ودبي لا يوجد بيع وشراء، كل ما في دبي هو لأبوظبي ودبي وبقية الإمارات، وكل ما في أبوظبي هو لدبي وأبوظبي وبقية الإمارات.

وذكّر بحديث صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في مارس الماضي، حين قال «أعتقد بأن هناك سوء فهم ومبالغة في تقدير انعكاسات الأزمة علينا. كما أن هناك تفسيرات خاطئة حول طبيعة العلاقة التي تربط الإمارات الأعضاء في الاتحاد. فنحن أعضاء في كيان واحد، وأجزاء في جسد واحد قوي ومتماسك».

وواصل سموّه «العارفون بحقيقة العلاقات بين أبوظبي ودبي لا يختصرونها بالحسابات المالية. المال تفصيل صغير في حقيقة أكبر وأسمى، عمقها محتد واحد وقربى ونسب، وجوهرها صرح الدولة الاتحادية الذي كانت لبنته الأولى في «السميح» حين التقى الشيخان المؤسسان زايد وراشد في 18 فبراير 1968 وأصدرا بيانهما التاريخي باتفاقهما على إقامة اتحاد فدرالي بين أبوظبي ودبي، ودعوا إخوانهما حكام الإمارات للانضمام إلى الاتحاد.... هل تعرف معنى وقفتنا قبل أيام مع صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في «دار الاتحاد» تحت علم الاتحاد؟ وفي المكان نفسه الذي وقف فيه الشيخان المؤسسان زايد وراشد وإخوانهما حكام الإمارات يوم الإعلان عن قيام دولتنا واتحادنا.. هل تقدر مشاعرنا في تلك اللحظة؟ هذه أشياء لا تقدر بمال الدنيا.

لا نستهدف جنسيات

تلقى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد سؤالا حول حملات إعلامية تردد بأن إنهاء خدمات الموظفين يركز على جنسيات عربية محددة، فأجاب بأن هذا من قبيل الشائعات التي تحولت إلى أخبار في وسائل الإعلام. ربما يكون نشاط معين تأثر أكثر من غيره بالأزمة مثل نشاط العلاقات العامة والإعلان. وصدف أن إحدى الجنسيات العربية موجودة فيه بكثافة النشاط، أو قطاع شهد مراجعة واسعة كقطاع المقاولات، وصدف أن نسبة كبيرة من مهندسي الشركات المتأثرة من جنسية معينة، أبداً لا تركيز على أي جنسية عربية أو غير عربية.

الأسوأ صار وراءنا

قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، ردا على سؤال حول أي تهديد يطال دبي نتيجة الأزمة الحالية، إن الأسوأ مر وصار وراءنا. ومنذ اشتعال الأزمة لم يعلن مصرف أو شركة حكومية الإفلاس. ولم ينكسر أي من قطاعات الاقتصاد، وننفذ خططاً وبرامج عمل تستفيد من دروس الأزمة وتكفل التعافي من آثارها السلبية. وحول قيام شركات عاملة في دبي ومعظمها تحت مظلة شركة دبي القابضة تحب إنهاءخدمات كثير من موظفيها، وأن هذه الحملة ستبلغ ذروتها في الأشهر المقبلة، قال سموه «بعد الأزمة المالية العالمية، بادرت كل الشركات الكبرى في العالم إلى مراجعة أوضاعها. و«دبي القابضة» ليست استثناء، ومن الطبيعي الاستغناء عن موظفين لم تعد لهم وظائف أو مهام. ولا توجد حملة ولا ذروة في الأشهر المقبلة أو بعدها أو قبلها.

العملية تنظيمية صرفة». وعن تعاون الحكومة الاتحادية وحكومة دبي لإعادة قيادة النموذج الاقتصادي، أجاب سموه: سواء انخفض الائتمان المتاح عالمياً أو لم ينخفض، فإن نموذجنا الاقتصادي مستقر ويتطور في السياقات التي حددناها في وقت سابق. احتياجات دبي للائتمان تتجه أصلاً للانخفاض، فقروض دوائر الحكومة، وهي متواضعة قياساً إلى حجم الاقتصاد، هي استثمارات في البنى التحتية وليست نفقات جارية. ومعظم مشاريع البنى التحتية ذات طبيعة إنتاجية، مثل قطار دبي، المطار، وتوسعات توليد الطاقة.

أزمة نجاح

حول ما نشرته صحف حول أن دبي أصبحت مدينة أشباح، رد سموه «هذه الإشاعات والقصص المُختلقة تدهش كل من يزورنا في هذه الأيام. وقد قابلت كثيرا من الزوار في الآونة الأخيرة الذين أبدوا دهشتهم من زحمة الفنادق والشوارع والأسواق. إن نجاح دبي هو السبب الحقيقي في تلك القصص المختلقة، فالأزمة في دبي هي أزمة نجاحها الذي حافظت عليه لعقود عدة.

هل تعرف عدد شركات الطيران الدولية الكبرى المتربصة بطيران الإمارات؟ وهل تظن أن شركات الخدمات الدولية ذات الصلة سعيدة بنجاح موانئ دبي في إدارة عشرات الموانىء في أوروبا وآسيا وأفريقيا؟ وهل تتوقع أن تكون أسواق المال الدولية سعيدة بنجاح سوق دبي المالي الدولي ومشاركته في ملكية بعض أهم أسواق المال الدولية؟ وطيران الإمارات على سبيل المثال لم تحقق نجاحها المشهود على المستوى الدولي فقط، بل حفزت إلى إنشاء شركات طيران عربية تسير على نهج طيران الإمارات، ودفعت جميع شركات الطيران العربية إلى تحسين أساطيلها وخدماتها.

تويتر