أطباء يطالبون بمراقبة معسّل «الشيشة»

تدخين الشيشة يعرض الأفراد لالتهاب الكبد. تصوير: مجدي إسكندر

طالبت رئيسة فريق عمل مكافحة التبغ في وزارة الصحة الدكتورة وداد الميدور بـ«الرقابة على صناعة معسل الشيشة «التبغ» في الدولة، وأدواتها وأماكن تداولها، نظرا لخطورتها وامكانية نقلها للأمراض، وإنشاء قاعدة بيانات لمصانع التبغ وعدد مقاهي الشيشة في الدولة على نحو يفيد في التصدي لهذه الظاهرة».

وذكرت أن مشروع قانون التبغ الذي يجري العمل على إقراره حاليا، سيلزم أصحاب مقاهي الشيشة في البنايات بالرحيل إلى مواقع أخرى، حفاظا على صحة وسلامة السكان، مشيرة إلى أن «اللائحة التنفيذية التي ستصدر عن وزارة الصحة حال تطبيق القانون تتضمن معايير وشروطاً تنظيمية لـ«الشيشة» والرقابة على تصنيع التبغ.

وحذرت من غياب الرقابة على مصانع معسل الشيشة، لافتة إلى عدم وجود إجراءات موحدة بشأن التبغ في الدولة على وجه العموم، في ظل غياب قانون لمراقبة وتنظيم صناعتها، معربة عن أملها في إقرار مشروع قانون التبغ المعروض لدى المجلس الوطني الاتحادي الذي يتضمن الرقابة على كل أنواعه. وأضافت: أن «الدولة بحاجة الى مختبر لفحص منتجات السيجارة ونسب القطران والتبغ فيها»، مشددة على «خطورة اضرارها سواء عن طريق الاستنشاق أو المضغ، وخطورة السحب المنبعثة منها، إذ إن لكل طريقة تدخين مضاعفات على الصحة العامة».

وتابعت أن «المواد التي تدخل في تصنيع التبغ تشكل النيكوتين المضر بالجهاز الدوري في القلب والأوعية الدموية، ما ينتج عنه ارتفاع في الضغط وتجلطات في الدم ويوثر في الجهاز التنفسي، فضلا عن أضرار مادة القطران التي تترسب في نقطة عميقة في الرئة وتتسبب في السرطانات».

وقالت الميدور: إن «تداول تدخين الشيشة بين الأفراد يجعلهم عرضه لالتهاب الكبد الوبائي والسل، مشيرة الى أن سحب الدخان بعمق يصل إلى عمق الرئة ليشكل بيئة لمرض السرطان والعجز في الجهاز التنفسي». موضحة أن تناول الشيشة لمرة واحدة يعادل 70 سيجارة حسب بعض الدراسات، وأن النيكوتين يصل إلى المخ خلال سبع ثوانٍ، نتيجة سرعة ذوبانه في الدم، ما يزيد في الإدمان بين المدخنين.

ولفتت في هذا السياق إلى تضليل المستهلكين من قبل مصانع التبغ بالكتابة على علبة السجائر انها تحتوي على نيكوتين وقطران، متجاهلة احتواءها على مواد مسرطنة. إلى ذلك أكد مدير مستشفى سيف في رأس الخيمة الدكتور جاسم كليب، أن دخان الشيشة يحتوي على مئات المواد الثقيلة، مثل الرصاص، والزرنيخ، والكروميوم. وأضاف أن تدخين الشيشة يتسبب في ضعف الحيوانات المنوية لدى الرجال، وموت الأطفال ممن تقل أعمارهم عن سنة واحدة حال استنشاقهم الدخان .

ولفت إلى غياب الرقابة على إنتاج تبغ الشيشة، ما يجعله غير خاضع لشروط ومعايير تصنيع دقيقة، مضيفا انه ينتج بنكهات مختلفة لاستقطاب المدخنين، فضلا عن عدم تعقيم أنبوب الشيشة لدى المقاهي، لتشكل بيئة خصبة للفيروسات.

من جانبه، قال إخصائي الأمراض في المناطق الحارة في الطب الوقائي الدكتور أحمد عبدالله: إن «المواد المضافة التي تدخل في تصنيع التبغ تزيد في امتصاص الجسم للنيكوتين من الرئتين. لافتا إلى أن التصنيع يتم من دون أية معايير أو مقاييس».

وأضاف أن تحضير التبغ «معسل الشيشة»، يختلف من مصنع إلى آخر، مشيرا إلى أن المواد التي يتكون منها غير معروفة، متسائلا عن مدى صلاحيتها؟ ومؤكدا أن جرثومة السل الرئوي تعيش في أنبوب الشيشة فترة طويلة، فضلا عن أنها مصدر ناقل لفيروس الكبد الوبائي.

مخاطر
اعتبرت تقارير منظمة الصحة العالمية التدخين المسبب الثانوي للموت عالمياً، وهو مسؤول عن وفاة شخص من أصل 10 في العالم وهو من أكثر العوامل المؤدية للأمراض الخطيرة والمسببة للوفاة ومنها الوفيات جراء سرطان الرئة وأمراض القلب. كما يعتبر التدخين سبباً أساسياً للتعرض لمخاطر عديدة كحالات الإجهاض، والمواليد معتلة الصحة، والولادات المبكرة، وولادة الأجنة الميتة، والدخول المبكر في سن اليأس، والإصابة بمرض ترقق العظام عند النساء بالإضافة إلى العجز الجنسي، وأمراض القلب، والحنجرة، والرئة والبروستاتا عند الرجال.

وتؤدي مضار التدخين السلبي أو القسري إلى إصابة كل من هم حول المدخنين، وهم «أبناؤهم وأزواجهم ومجالسيهم من غير المدخنين بالمضار الصحية نفسها، مثل سرطان الرئة وأمراض القلب الوعائية وغيرها الكثير.

تويتر