خدم تحت التجريب ينقلون أمراضـاً خطرة إلى الأسر

صحة دبي تطالب بفحص العمالةالمنزلية فور استقدامها إلى البلاد.   أرشيفية

 

حذرت دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي من ظاهرة «الخادمات والموظفين تحت التجريب»، لافتة إلى أن «هذه الظاهرة، قد تتسبب في نشر الأمراض المعدية والخطرة في المنازل والشركات، مايشكل خطراً على الصحة العامة».

وقالت مديرة اللياقة الطبية في الدائرة ميساء البستاني لـ«الإمارات اليوم» إن «مراكز اللياقة الطبية التابعة للدائرة اكتشفت إصابة 61 خادمة بالإيدز والسل والالتهاب الكبدي الوبائي، خلال الأشهر القليلة الماضية، عدد كبير منهن كن يعملن في المنازل لأشهر عدة على سبيل التجريب».

وأضافت أن «عشرات الموظفين في الشركات يتم استقدامهم بتأشيرات زيارة، ووضعهم تحت الاختبار في الوظائف لأشهر عدة،من دون إجراء فحوص اللياقة الطبية لهم». مشيرة إلى أن «الشركات عندما تتطمئن إلى مستويات الموظفين تحت الاختبار، تشرع في استخراج إقامات لهم، وتكتشف بعد ذلك إصابة كثير منهم بأمراض معدية مثل الإيدز والالتهاب الكبدي». وأعلنت أنه «تم اكتشاف سبع حالات إصابة بالأمراض المعدية الخطرة خلال الشهر الجاري، لموظفين انتظموا في العمل قبل إجراء فحوص اللياقة الطبية لهم». ودعت الدائرة إلى إجراء «فحوص اللياقة الطبية للخادمات والسائقين وكل العاملين في المنازل والشركات، فور استقدامهم إلى البلاد، وقبل أن يبدأوا في مهامهم الوظيفية».

ظاهرة

 وفي التفاصيل، قالت البستاني إن «القائمين على مراكز اللياقة الطبية التابعة لدائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي، لاحظوا تزايد ظاهرة استقدام خدم وتشغيلهم في المنازل أشهراً عدة تحت التجريب، وبعد التأكد من قدرتهم على أداء المهام المنزلية الموكلة إليهم، يشرع الكفلاء في استخراج إقامات لهم». مشيرة إلى أن «استخراج الإقامات يتطلب إجراء فحوص اللياقة الطبية، التي أثبتت في عدد كبير من الحالات إصابتها بأمراض خطرة، مثل الإيدز والسل والالتهاب الكبدي».

وتساءلت «كيف تسمح أسر بوجود خادمة في المنزل، تؤدي مهام الطبخ، وتقديم الطعام إلى أفراد الأسرة، ورعاية الأطفال، من دون أن تجري لها فحوص اللياقة الطبية الرئيسة؟». وتابعت «من اليسير أن تنتقل الأمراض التي تحملها الخادمة إلى أفراد الأسرة، من خلال نشاطها اليومي في المطبخ وتقديم الطعام، ورعاية الأطفال».

وذكرت أن «مراكز اللياقة الطبية سجلت خلال الأشهر العشرة الأخيرة إصابة 61 خادمة، بأمراض الإيدز، والالتهاب الكبدي، والسل القديم». مبينة أنه «بمراجعة مستندات تلك الخادمات تبين أن عدداً كبيراً منهن كن يعملن في منازل تحت التجريب».

شركات

وقالت البستاني إن «الأمر نفسه يتكرر على مستوى الشركات والمكاتب، إذ تستقدم موظفين وعمالة بتأشيرات زيارة، وتلحقهم بالوظائف، ويبدأون العمل بين زملائهم الموظفين، لمدة ثلاثة أشهر تحت الاختبار». مضيفة أنه «بعد التأكد من أنهم صالحون للوظيفة، يجرون لهم فحوص اللياقة، ليكتشفوا بعد ذلك أن بينهم مصابين بأمراض خطرة». ولفتت إلى أن «بعض هؤلاء الموظفين يعملون تحت التجريب في تقديم المأكولات والمشروبات للموظفين».

وأفادت بأن «مراكز اللياقة استقبلت خلال الأسبوعين الماضيين سبع حالات لموظفين أمضوا أشهراً في الشركات، ثم تبين إصابتهم بالالتهاب الكبدي».

الوضع الصحي

 وأضافت البستاني: «مايثير الدهشة أن الأسر تدخل خدماً إلى بيوتها، ولاتدري من أين جاؤوا، وفي أي وضع صحي كانوا يعيشون».

وأوضحت أن «هذه الظاهرة تتزايد، ما يشكل خطراً كبيرا على الوضع الصحي العام في الدولة»، موضحة أن «وجود مصاب بمرض معد في المنزل، قد ينقل المرض إلى أفراد الأسرة كافة خصوصاً الأمراض التي تنتقل عن طريق الطعام».

وكانت دائرة الصحة بدأت تنفيذ ثلاثة أقسام جديدة لفحص اللياقة الطبية لخدم المنازل. وقالت البسـتاني إن «الأقسـام الجـديدة من المقرر افتتاحها بداية العام المقبل، وروعي في تنفيذها أن تكون وسط المناطق السكنية، بما يضمن قربها من أكبر عدد من المواطنين والمقيمين». لافتة إلى أنها «تخدم مناطق الليسيلي والخوانيج والممزر والبدع، ومايحيط بها من مناطق سكنية».

وذكرت إن «الأقسام الجديدة، مزودة بأجهزة اختبار عيّنات الدم، والتصوير الإشعاعي، تظهر النتائج في اليوم نفسه». مشيرة إلى أنها «تجري فحوص الكبد الوبائي والإيدز والسل والزهري».

كما أعلنت الدائرة أنها انتهت من إنشاء «أكبر مركز لفحوص اللياقة الطبية للعمال وطالبي الإقامة، في الدولة في منطقة المحيصنة، يتسع 5000 مراجع في اليوم، وسيفتتح قبل نهاية العام الجاري».

ويضم المركز حجراً صحياً أيضاً يستوعب 60 مريضاً، ويقدم خدمات إقامة متميزة. ويعد بديلاً لمركز اللياقة الطبية في مستشفى آل مكتوم، الذي تقرر إحلاله. 

فحوص بعد الإجازة

دعت مديرة اللياقة الطبية في دائرة الصحة ميساء البستاني، إلى إجراء فحوص طبية للخادمات والسائقين، وكل من يعمل في المنزل، فور عودتهم من إجازتهم السنوية. وأوضحت أن بعض الأسر تطمئن إلى أن الخدم الذين يعملون بين أفرادها، أجريت لهم فحوص اللياقة الطبية، وحصلوا على إقامة، لكنهم لايدركون أن الخادمة إذا سافرت إلى بلادها قد تصاب بمرض معد، وعندما تعود إلى الدولة تنقل المرض إلى غيرها. 

 1518 إصابة خطر 

 سجلت مراكز فحوص اللياقة الطبية التابعة لدائرة الصحة والخدمات الطبية، 1518 حالة إصابة بأمراض الإيدز والالتهاب الكبدي والسل لوافدين قدموا إلى دبي للعمل فيها منذ بداية العام. وأعلنت انه تم إبلاغ إدارة الجنسية والإقامة بالحالات المصابة، لتتخذ إجراءات منع إقامتهم. وأفادت بأنه تم تسفير 1450 حالة منها وإعادتهم إلى دولهم، والباقي يتلقى العلاج في الحجر الصحي من مرض السل، تمهيداً لتسفيره. وتبين أن غالبية المصابين بالأمراض المعدية ينتمون إلى دول آسيوية.  وأظهرت الفحوص التي أجريت الشهر الماضي إصابة 487 شخصاً قدم إلى الدولة للعمل فيها، بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (ب)، ومن ثم أصبحوا غير لائقين للإقامة.

تويتر