«طبول الأمل» للتوعية بمخاطر سـرطان الثدي
آلاف الشباب حرصوا على المشاركة في المسيرة للتوعية بمخاطر سرطان الثدي. تصوير: كريغ سكار
استمرت مسيرة «المشي الوردي» صباح أمس، نحو ساعة، بمشاركة أكثر من 6000 رجل وامرأة وطفل، قطعوا خلالها مسافة 3.6 كيلومترات على نغمات المقطوعة الحماسية «درامز أوف هوب» (طبول الأمل) تضامناً مع حملة «بصحة وعافية» للتوعية بمخاطر مرض سرطان الثدي. وبدأت المسيرة بعد تجمع المشاركين في موقع الانطلاق في مركز برجمان الساعة الثامنة صباحاً، وأبدى مجموعة من المشاركين العرب من الفتيات والشبان، استياءهم من غياب المشاركة العربية في مسيرة التوعية، واقتصارها على الأجانب، مشيرين إلى شعورهم بالأسى من سيطرة الأجانب على المكان وغياب الشباب والفتيات العرب، مطالبين بتوعية وتثقيف المجتمع العربي بخطورة هذا المرض الذي أدى إلى وفاة كثير من النساء لتأخر اكتشاف المرض.
خدش الحياء
وأكد مشاركون أهمية التأكيد على أن نشر ثقافة سرطان الثدي لا يهدف لخدش الحياء، موضحين أنه ليس عيباً قيام المرأة بإجراء الفحوص الدورية كل عام أو عامين، وكذلك على الرجل إجراء الفحوص اللازمة للأسباب نفسها.
واعتبرت إحدى المشاركات، وتدعى رضوانا، أنها ذات إرادة قوية قادرة على تحدي ومواجهة المرض، وقالت إن «مشاركتي جاءت لمساندة مرضى سرطان الثدي، وتأكيداً على مدى تفوق آليات علاج المرض لدى اكتشافه في مراحله الأولى»، مشيرة إلى أنها عانت من مرض سرطان الثدي في البداية، وكان وقعه النفسي والاجتماعي عليها قوياً، لكنها تداركته وقاومته إلى أن تعافت منه، ولاتزال تخضع لفحوص مستمرة للحفاظ على سلامتها». ونصحت رضوانا جميع النساء بالفحوص السنوية وتجنب الخجل الذي كان ولايزال يطغى على نساء العرب، لارتباط المرض بجزء حساس في جسد المرأة يمنعها الالتزام بإجراء الفحوص.
أهمية الرشاقة
وذكرت رئيسة قسم التسويق والعلاقات العامة لدى مركز برجمان سابينا خاندواني أن «سرطان الثدي مرض يهدد السيدات كافة، من مختلف الأعمار والجنسيات، ويصيب كذلك الرجال بنسبة ضئيلة.
واضافت أن ماراثون «المشي الوردي» يعتبر موعداً متجدداً للتذكير بأهمية الفحوص المنتظمة للوقاية من سرطان الثدي واكتشافه في مرحلة مبكرة حال الإصابة به، وكذلك التذكير بأهمية الرشاقة والرياضة التي تسهم في الوقاية من أمراض كثيرة ومن بينها سرطان الثدي. وحول خططهم المستقبلية قالت خاندواني إن «خططنا في المرحلة المقبلة تكثيف حملات التثقيف في المدارس والجامعات للتوعية بأهمية الفحوص لنقلها بصورة أقرب لمن تكبرنا سناً، خصوصاً الأمهات الرافضات تماماً الخضوع للفحوص، إذ إن نصيحة البنت لأمها أكثر اقناعا من غيرها».
دعم الرجال
وعبر وسام عبدالله عن مشاركته بأنه «لا يمنع كوني شاباً أن أشارك في حملة مثل هذه، إذ إنه من المعروف أن الرجال عرضة للإصابة كذلك، على الرغم من ضآلة نسبة إصابة الرجال، ولكن حملات التوعية تحتاج إلى دعم متواصل لنشر ثقافة غائبة عن المجتمع العربي».
ولفت عبدالله إلى أن مشاركته جاءت تضامناً مع زميلته في العمل التي فقدت قريبتها منذ أشهر قليلة بسبب سرطان الثدي الذي لم تستطع عائلتها تفاديه لسرعة انتشاره وتأخر اكتشافه. وشرح وسام كويك مأساة فقدان جدته التي علمت أنها مصابة بالمرض في مرحلة متأخرة خلال الاحتفال بـ«يوم الأم»، وقال «علمت من وسائل الإعلام بتنظيم هذه الفعالية وشاركت لأشعر بأنني قدمت شيئاً لجدتي التي توفيت جراء هذا المرض»، مطالباً الاهتمام بمثل هذه الحملات وتفعيل دور جميع وسائل الإعلام والجامعات الحكومية في الدولة والدول العربية كافة، التي لاتزال متجاهلة أهمية التوعية بهذا المرض».
مشاركة طبية
وأعربت طالبتان في كلية الطب، شيماء وضحى عن استيائهما لعدم مشاركة زميلاتهما الجامعيات في الحملة، على الرغم من أنهن يدرسن في كلية الطب، وعبرتا عن مدى جدية هذا المرض وتناوله بصورة مكثفة لدى الأوساط الأجنبية وابتعاد العرب عن نشر تفاصيله كما يجب. وقالت مشاركة أخرى «أنا مستاءة جداً لقلة عدد المشاركين العرب» مشيرة إلى أن الشاب أو الفتاة العربيان يتكاسلان عن الاستيقاظ مبكراً للمشاركة في الحملة، ملمحة إلى أنه من الضروري وجود ملاحظة في الإعلان بوجود وجبات إفطار صباحي أو توزيع مشروبات لتشجيع الشباب على المشاركة.
مشاركة كشافة
أما زينب (14 عاماً) فقالت «جاءت مشاركتي وصديقاتي تطوعية للمساندة والدعم»، لافتة إلى أنها اعتادت على تذكير والدتها ومن يكبرها بأهمية الفحص والابتعاد عن الخجل في المرض». وشهد ماراثون «المشي الوردي» هذا العام مشاركة الفرقة المحلية «دبي درامز» التي عزفت المقطوعة الحماسية «درامز أوف هوب» (طبول الأمل) طوال فترة الماراثون، كما شاركت فرقة كشافة آغا خان التي دأبت على دعم المؤسسات غير الحكومية خلال الفعاليات الاجتماعية والانسانية. وخلا الماراثون من أي حالات إغماء، وحرصت الجهة المنظمة على وجود التجهيزات كافة لأي حالة طارئة، كما كانت جهود شرطة دبي واضحة في تنظيم المكان وخلوه من السيارات، وفي المقابل طغى جو السعادة على الجميع ــ على الرغم من الوقت المبكر- إلا أن الجميع كان متفاعلاً مع الحدث بحماس.
المرض يصيب الجنسين
تؤكد الإحصاءات أن مرض سرطان الثدي يصيب كلاً من النساء والرجال، ولكن حدوثه عند النساء بنسبة أكبر، ويشكل نسبة 28% من إجمالي حالات السرطان المكتشفة في العالم، ويعتبر السرطان من أهم الأمراض التي تؤدي الى الوفاة بين الإناث. ويزيد احتمال الإصابة بالمرض كلما زاد سن المرأة، كما يزيد احتمال حدوث سرطان الثدي إذا أصيب أحد أقارب المرأة ( أم، أخت، أو ابنة) به، خصوصاً قبل انقطاع الطمث. ويكثر احتمال الإصابة بالمرض عند المرأة التى تحمل بالطفل الأول لها بعد سن الثلاثين أو التي لم تحمل أبداً، كما يزيد احتمال حدوثه إذا زاد وزن المرأة 40% عن الوزن المثالي. ألا
«بصحة وعافية»
انطلقت حملة «بصحة وعافية» التي ينظمها مركز برجمان في عام 1998، وتقام أنشطتها على مدار العام، وتكمن رسالتها في التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي في تعزيز فرص النجاة منه، وعبر تنظيمها العديد من الأنشطة المُقامة في مركز برجمان أو خارجه، وإطلاق المبادرات المُجتمعية التعريفية، وشجعت الحملة العائلات في الدولة على أن توليَ اهتماماً كافياً بصحتها وتعزيز المعرفة والتوعية بسرطان الثدي بُغية تمكين النساء المصابات من مواجهته. وتحظى الحملة بدعم العديد من الشركات والمؤسسات العالمية والإقليمية والمحلية المرموقة، حيث استفادت من شراكتها الوثيقة مع تلك الجهات في إيصال رسالتها بشكل فعال إلى آلاف المعنيين في الدولة والتوعية بالأهمية الحاسمة للكشف المبكر عن سرطان الثدي .
طرق الوقاية والعلاج
1- الفحص الذاتي للثدي: من الضروري إجراء الفحص الذاتي مرة كل شهر في اليوم السادس أو السابع من الدورة الشهرية.
2- الصورة الإشعاعية للثدي: تُجرى الصورة الإشعاعية لرؤية الأجزاء الداخلية للثدي، وتؤخذ أول صورة للمرأة عند سن يتراوح بين 35 و39 سنة، مرة كل سنة أو سنتين.
العــلاج: في أغلب الأحيان يتم علاج سرطان الثدي بطرق عدة مجتمعة، فإذا تم الاكتشاف المبكر وكان الورم في حدود ثلاثة سنتيمترات فإن العلاج لا يستلزم استئصال الثدي، ولكن يمكن استئصال الورم وعلاج باقي الثدي بالأشعة. أما إذا كان الورم أكبر من ذلك أو انتشر الى الغدد الليمفاوية فيضاف العلاج الكيميائي والهرموني الى العلاج. الجراحة: أنواعها كثيرة تختلف باختلاف حجم الورم ومدى انتشار المرض. العلاج الإشعاعي: هو علاج موضعي يتم بواسطة استخدام أشعة قوية تقوم بتدمير الخلايا السرطانية. العلاج الكيميائي: علاج شامل يُعطى بشكل دوري ويتم بواسطة أخذ عقاقير عن طريق الفم لقتل الخلايا السرطانية. العلاج الهرموني: يعمل هذا العلاج على منع الخلايا السرطانية من تلقي الهرمونات الضروية لنموها وهو يتم عن طريق أخذ أدوية تغير عمل الهرمونات أو عن طريق إجراء جراحة لاستئصال الأعضاء المنتجة لهذه الهرمونات مثل المبيضين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news