تمزيق الصور.. محاولة لمحو ذكريات مؤلمة

تمزيق الصور أو حرقها محاولة لتجاوز مراحل قاسية. أرشيفية.عارف صالح.

 

ترتبط الصور الشخصية بالذكريات، اذ تذكر الانسان بلحظات عاشها في الماضي، سواء كانت مفرحة او حزينة.

 

وترصد الصور مراحل في حياة الإنسان، يعود الى تأملها بين الحين والآخر، اذ تمثل ارشيف العواطف والأحداث التي مر بها الشخص. ولكن هناك من يحاول التخلص من بعض الذكريات المريرة بتمزيق الصور التي ترصدها، كما لو ان هؤلاء الأشخاص يسدلون ستارة على مرحلة ما في حياتهم.

 

لكن هل تمزيق الصور او حرقها يمحو تلك الذكريات؟ وهل يجر الندم على محو ذكرى كانت تستحق الاحتفاظ بصورة عنها؟ أم أن الألم أكبر من مجرد حرق صورة او تمزيقها؟ وما طبيعة الصور التي من السهل الاستغناء عنها؟

 

وفي استطلاع اجرته «الإمارات اليوم» حول تمزيق الصور باعتباره رد فعل ضد ذلك الأرشيف، قال اشخاص ان الصور التي مزقوها او حرقوها كانت تذكرهم بفترة لا يريدون الرجوع اليها، وآخرون قالوا ان لها علاقة بقصص حب فاشلة. في حين اشار بعضهم الى انهم لا يحبون صورهم وهم أطفال، والبعض منهم وصل الحد به الى تمزيق صور لشخصيات سياسية.

 

لا للرجوع
وسام يوسف قالت «مزقت صور زفافي كلها، اذ كانت اكثر فترة اليمة أمر بها في حياتي»، مؤكدة «كان طليقي قاسياً ولا لغة للحوار معه الا الضرب»، موضحة في الوقت نفسه «من السهل تمزيق صور، لكن من الصعب محوها من ذاكرتي التي تذكرني بأفشل مرحلة مررت بها»، متمنية لو انها تستطيع نسيان تلك المرحلة من حياتها نهائياً.

 

في المقابل قال سعيد الغامدي «امزق كل صورة تهز المبادئ التي أتمسك بها»، موضحا «لي تجارب كثيرة في تمزيق الصور الخاصة بأشخاص قدمت لهم كل الخير ولم ألق منهم الا الغدر»، موضحاً ان «تمزيق الصور ليس سهلاً، لكنه رمزي، يعني إلغاء علاقة او محاولة شطب ذكرى».

 

ولكن تمزيق الصور بالنسبة الى زينب العاني، مختلف المعنى بعد وفاة ابن لها «مزقت صور طفلي الذي توفي بعد ولادته بشهرين، اذ ان وجود صوره في المنزل كانت تجلب لي الأحزان»، مشيرة إلى ان طبيباً اقترح عليها تمزيق صوره كي تتجاوز مرحلة فقدانه.

 

ندم
يعقوب أحمد نور مزق صور الطفولة الخاصة به «كنت طفلاً بديناً، وكنت مدعاة لسخرية اصدقائي في المدرسة، لذلك قررت تمزيق جميع صور الطفولة لأنها تذكرني كم كنت مضطهداً ومظلوماً، ولم اعش طفولة متوازنة»، في حين ابدى ندمه في ما بعد «ندمت اشد الندم، فما كان يجدر بي تمزيق صوري التي قد يسألني عنها ابنائي في المستقبل». 

 

ويعتبر عارف صالح تمزيق الصور طريقة للنسيان «امزق جميع الصور التي تذكرني بحدث مؤلم او بمرحلة كانت غير سوية في حياتي»، وقال ايضا «انظر الى الصورة وكأنها تسألني: لماذا فعلت ذلك في نفسك! فأحزن كثيراً واقرر تمزيقها كي أنسى».

 

واشار الى انه لم يندم يوماً على تمزيق الصور بقدر ندمه على الوقت الذي اخذت فيه تلك الصور. اما بالنسبة الى الصورة التي مزقتها علياء رضا فقد كانت «لشخص احببته بشكل جنوني، ومنحته كل الحنان والاهتمام، وما كان به الا ان تخلى عني في لحظة حرجة في حياتي»، موضحة «اصبت بشلل مؤقت نتيجة حادث سير، وعلى الرغم من تأكيدات اطباء بأنني سأعود الى حالتي الطبيعية، الا ان الانسان الذي احببته تخلى عني وتزوج بأخرى قبل ان استعيد صحتي».

 

وعبرت عن مرارة تلك الذكرى بقولها  «لم اكتف بتمزيق صوره بل احرقتها، اذ اشعر بالندم لأنني منحت عاطفتي لرجل اناني لا يستحق ان احتفظ بصورته».

 

مرحلة
ميري عادل قالت «مزقت صوراً كثيرة وكان معظمها شخصياً، لأنها تكون غير جميلة، او انها تذكرني بمرحلة حياتية غير محببة بالنسبة لي».

 

اما أحمد حداد فيعشق الصور ويمارس التصوير  «لا احب تمزيق الصور الا السيء منها من الناحية التقنية وليست المعنوية او المرتبطة بأشخاص او امكنة»، مؤكداً ان «الصور تظل مرجعاً إذا خانتنا الذاكرة، لأنها توضح اكثر من الكلمات التي تتعب من شدة الوصف». 

 

ووافقته الرأي شيرسي عبدالكريم التي قالت «امزق صوري الخاصة التي لا تعجبني، وأحياناً أمزق صوراً لصديقات لي ممن تجمعني معهن ذكريات سيئة ومؤلمة أحياناً».

 

وقال ياسر نزال عن تحولات في حياته «مزقت كل صور تخرجي من الجامعة التي تجمعني مع اصدقاء لي، لأن تلك الصور تجمعني بزوجتي السابقة التي عشت معها اجمل ايام عمري في الجامعة، وانقلبت غماً بعد الزواج الذي كنا ننتظره لسنوات»، معبراً عن ندمه لاحقاً «لأنني ألغيت فترة كانت سبباً في تكوين شخصيتي، ومحوت صوراً لأصدقاء انقطعت معهم سبل اللقاء مرة اخرى».

 
 
ميري عادل.
 
يعقوب أحمد نور. 
 
سعيد الغامدي.
 
عارف صالح.
 
تويتر