أطفال مرضى في غزة ينتظرون العلاج في الخارج
![]() | |
|
الطفلة ملك الخطيب (9 أعوام) لا تغادر سرير المرض.الإمارات اليوم
غابت مظاهر عيد الفطر عن أطفال قطاع غزة المصابين بأمراض خطيرة مزمنة، وحرموا من اللعب فيه مع بقية الأطفال، فقد أنهكت الأورام أجسادهم وأفقدتهم القدرة على التحرك واللهو، وأبقتهم أسرى للمرض داخل غرفة المستشفى، بل إن هذه الغرفة باتت المحطة الفاصلة في حياتهم بين الانتظار بالسماح لهم للعلاج في الخارج أو ترقب الموت كمن سبقوهم. ويقضي هؤلاء الأطفال، المصاب معظمهم بأورام سرطانية، العيد داخل غرف المستشفى كبقية الأيام التي مضت منذ إصابتهم بالأمراض، بينما يرافقهم ذووهم طوال الوقت. واقتربت «الإمارات اليوم» من الأطفال المرضى داخل المستشفيات خلال العيد، لنقل صورة عن المعاناة التي يمرون بها.
ففي مستشفى الشفاء في غزة كان الطفل أحمد الرملاوي، الذي يبلغ سبعة أعوام، يرقد على سرير المرض، وكان شقيقه الأصغر معتصم يلهو معه على السرير نفسه، في محاولة منه للتخفيف عنه من الآلام التي يشعر بها، وإدخال السرور إلى قلبه، بينما كان والده ينظر إليه شاعراً بالآلام التي تفتك بولده، وكادت تمزق جدران قلبه. وقال فؤاد الرملاوي والد الطفل أحمد «قضيت أيام العيد كلها برفقة أحمد في غرفة المستشفى، فلا فرحة بعيد ولا بغيره، ولم نشعر بأي مظاهر له، فالآلام تعتصر قلوبنا منذ بداية شهر رمضان حيث تم اكتشاف إصابته بورم سرطاني في رأسه».
وأشار إلى أن حالة ابنه بحاجة إلى علاج في الخارج، وقد حصل على تحويلة للعلاج في أحد المستشفيات داخل إسرائيل، لكنهم لايزالون ينتظرون التنسيق للسفر عبر معبر ايرز شمال القطاع، لافتاً إلى أن هذا التنسيق يتم رفضه في كثير من الأحيان، كما يتم رفض طلب مرافق الطفل أو يُرفض الطفل نفسه بحجج أمنية.
أما في مستشفى النصر التخصصي للأطفال في غزة، فيرقد الطفل يوسف صباح «ثلاثة أعوام»، المصاب بسرطان في الدم منذ شهر يناير من العام الجاري، حيث لم يغادر المستشفى منذ إصابته بهذا المرض، وهو بحاجة للسفر إلى الخارج للعلاج. وقالت والدته التي ترافقه منذ إصابته بالمرض «العيد هذا العام زاد من الآلام التي تحرق قلوبنا، فلم نشعر بأي فرحة، وغابت كل مظاهره عن حياتنا، فمنذ يناير سرقت الفرحة من قلوبنا ومن بين شفاهنا، فعيدي هو يوم أن يشفي الله ابني يوسف من المرض، وأراه يبتسم ويلعب من دون أي آلام تصارعه».
وبجانب غرفة يوسف كانت الطفلة ملك الخطيب «تسعة أعوام» تتلقى الحقن المسكنة من الممرضة حتى تخفف من الآلام التي تشعر بها، حيث إنها مصابة بسرطان الدم، وقال والدها «إن الحقن والمحاليل التي تأخذها ملك هي بمثابة العيدية، فهي لم تشعر بأي مظاهر لهذا العيد، خصوصاً أن حالتها سيئة، لأن درجة السرطان كبيرة في جسمها، وتشعر دائماً بآلام شديدة، فكيف ستعيش الفرحة». وذكر أن طفلته ملك ترقد في المستشفى منذ يونيو الماضي، وقد بدأ شعرها بالتساقط نتيجة تلقيها العلاج الكيماوي، وأوضح أن تحويلة العلاج إلى الخارج ترفض بحجج أمنية من الجانب الإسرائيلي منذ أن حصلوا عليها.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
