أقول لكم


من هم هؤلاء الذين يقتلون فرحة العيد ؟ جماعات تكفيرية كما قال البيان الرسمي السوري حول انفجار دمشق ، أم جماعات متطرفة كما قال ذلك البيان الجزائري ، أم هم سلفيون كما قالت مذيعة إحدى نشرات الأخبار، وهي تصف منظر حافلة الجنود في طرابلس لبنان ؟

 

 قتل يشوه المعاني الجميلة لرمضان والعيد، وقرصنة في البر والبحر ، دماء وترويع للآمنين، وحرقة قلب أم ، وخوف يملأ وجدان طفل ، قتل يتنقل من مدن باكستان إلى عاصمة اليمن ، عابراً حدود العراق وسورية ولبنان والجزائر وقندهار ، واختطاف سيّاح جاؤوا ليتعرفوا إلى تاريخنا ، تاريخ الأمة العظيمة بأمجادها ، فكانت الجاهلية في استقبالهم ، في مكان خارج الزمان، ولا يعرف أحد أين يقع ذلك المكان، في أقصى جنوب مصر أم في شمال السودان، لا بل في شرق ليبيا أو تشاد ، ومع الأجانب بعض الأدلة من أهل الملة، يساقون في الركب ، حيث لا فرق بين الدم والجنس والدين عندما يغيب العقل ، وسادة البحر يمارسون هواية قديمة ، يعيدون إحياء ما طواه النسيان ، قرصنة في البحر من مجموعات صومالية ـ هكذا يقال ـ ولكن أين الحقيقة في كل ما يقال ؟

 

 من هم هؤلاء الذين خرجوا من بين الأسلاك الشائكة على الحدود ؟ من هم الذين يمررون شحنات الموت الناسفة عبر كل نقاط التفتيش البوليسية ؟ من هم الذين يختفون عن أنظار الأقمار الصناعية ؟ ومن هم الذين يتحدّون المدمّرات في عرض البحر ؟ شياطين تعيث فساداً في الشهر الذي تكبّل فيه الشاطين ؟ تساؤلات تتلاحق وتتجمّع وتتناقض في الوقت نفسه، ثم نقول لمَ يخاف منا الغرب ؟ لمَ يعاملنا بقسوة ؟ ولمَ تموت عائلة تحركت في الوقت الخطأ وبالمكان الخطأ في شارع بغدادي ؟

 

  الذي يكفر الناس لا يرتكب الكفر سراً وعلانية ، لا يبيح دم الأبرياء أياً كان لون معتقده ، وأهل السلف لم يأخذوا إلا من الصالحين ، فما كان سلفنا إلا صالحاً على مرّ الأزمان ، والتطرف عرفناه قائماً مع الحق وليس مع الباطل ، فهذه أعمال تذبح الأمان وتهدر الاطمئنان ولا تقوم إلا على فكر منحرف وخارج عن مسار خطه لنا دين سمح ، دين علمنا أن نحب كل الناس بينما هؤلاء يذبحون أهلهم ، فمن هم هؤلاء ؟    

myousef_1@yahoo.com

الأكثر مشاركة