تبادل إطلاق نار بين قـوات باكسـتانيـــة وأميركية

الشرطة الباكستانية تخرج جثامين 3 متشددين إسلاميين من تحت أنقاض منزل في كراتشي.      أ.ف.ب

تبادلت قوات أميركية وباكستانية إطلاق النار، على الحدود الافغانية-الباكستانية اثر اطلاق الجيش الباكستاني النار على طوافتين اميركيتين انتهكتا المجال الجوي الباكستاني. وهاجم  الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الولايات المتحدة بعنف على اثر الحادثة. في الوقت الذي تواصلت فيه أعمال العنف في باكستان وأدت أمس إلى مقتل ثلاثة متشددين اسلاميين كانوا يخططون لشن هجوم في كراتشي ومدني، كما قتل في حادث آخر ستة اشخاص بانفجار قنبلة على خط للسكك الحديدية في اقليم البنغاب.

 

وتفصيلاً، اكد متحدث باسم الجيش الاميركي ان قوات اميركية وباكستانية تبادلت اطلاق النار أول من أمس، على الارض، على الحدود الافغانية-الباكستانية اثر اطلاق الجيش الباكستاني النار على طوافتين اميركيتين.

 

وقال المتحدث باسم قيادة القوات الاميركية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى غريغوري سميث إن جنوداً باكستانيين في نقطة مراقبة حدودية شوهدوا وهم يطلقون النار على مروحيتين اميركيتين من طراز «او-اتش-58» كانتا في مهمة مواكبة لدورية تضم جنوداً افغاناً وأميركيين على بعد اكثر من كيلومترين عن الحدود مع باكستان

 

.

وأضاف «عندها عمدت القوات الموجودة على الارض الى اطلاق النار على سفح الهضبة القريبة من مركز المراقبة للفت انتباههم». وقال «للأسف قررت الوحدة الباكستانية اطلاق النار على قواتنا التي ردت بالمثل». وأعلن الجيش الباكستاني ان قواته اطلقت نيران تحذيرية على المروحيتين مصراً على انهما «كانتا تحلقان في الاجواء الباكستانية».

 

وكانت القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي اعلنت ان مروحيتين اميركيتين تابعتين للحلف الاطلسي في افغانستان تعرضتا لاطلاق نار من جانب الجيش الباكستاني، وفي حين اعلن الاطلسي وواشنطن انهما كانتا تحلقان فوق الاراضي الافغانية، اكدت باكستان انهما دخلتا حدودها.

 

وأكدت ايساف ان مروحيتيها لم تجتازا في اي وقت من الاوقات الحدود الافغانية.

ويأتي هذا الحادث في وقت تشهد العلاقات بين اسلام اباد وواشنطن توتراً على خلفية الاتهامات الباكستانية للقوات الاميركية بالتوغل في اراضيها وشن هجمات فيها ضد طالبان ومقاتلي القاعدة.

 

من جهته، هاجم الرئيس الباكستاني  الولايات المتحدة اثر الحادثة.  وقال زرداري في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة ان باكستان لن تتسامح مع الانتهاكات لسيادتها حتى من قبل حلفائها.

 

وأضاف «كما اننا لن نسمح للإرهابيين بأن يستخدموا الاراضي الباكستانية ليشنوا اعتداءات علينا وعلى جيراننا، كذلك لا يمكننا ان نسمح لاصدقائنا بأن ينتهكوا ارضنا وسيادتنا». وأكد ان التحركات الاحادية الجانب للقوى الكبرى يجب الا تؤثر في عمل الحلفاء، محذراً من ان اي غارات عبر الحدود ستأتي بنتائج عكسية.

 

وقال دبلوماسيون ان اللهجة الحادة التي استخدمها زرداري حتى بعد لقاءاته مع الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية رايس على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، تؤكد مدى التوتر بين الحليفين في «الحرب على الارهاب».

 

ورفضت رايس التعليق على الحادث الحدودي قائلة انها لا تعرف كامل التفاصيل لكنها قالت «ذلك يؤكد ضرورة معالجة هذه المشكلة». وأضافت «سنعمل بشكل وثيق مع حكومة باكستان المنتخبة ديمقراطياً».

 

لكن ناطقاً باسم الخارجية الاميركية قال في وقت سابق ان واشنطن تريد تفسيراً من باكستان قائلاً ان «عناصر طالبان لا يقودون مروحيات».

 

وأضاف «لقد بدأنا اتصالات مع الباكستانيين حول هذا الامر، وبالتأكيد نريد تفسيراً».

من ناحية أخرى قالت الشرطة ان ثلاثة متشددين اسلاميين كانوا يخططون لشن هجوم في كراتشي اكبر المدن الباكستانية فجروا انفسهم أمس عندما داهمت الشرطة مخبأهم ما ادى الى مقتل رهينة كانوا يحتجزونه منذ عدة اشهر.

 

وقال قائد الشرطة بمدينة كراتشي، وسيم أحمد، ان الغارة في كراتشي وقعت بعد تلقي معلومات من مشتبه به اعتقل في وقت سابق. وأضاف لتلفزيون «جيو»: «داهمت الشرطة المنزل وتبادلت اطلاق النار مع المتشددين هناك. وعندما نفدت ذخيرة المتشددين فجروا انفسهم، وانهار المنزل».

 

وأكد أن المستهدفين «كانوا يخططون لشن هجوم ارهابي في كراتشي». وقالت الشرطة انه يعتقد ان المتشددين اعضاء في منظمة «عسكر جنجوي» وهي جماعة متشددة محظورة لها علاقة بالقاعدة وطالبان.

 

وقال مسؤول في فرقة ابطال مفعول القنابل انه تم اخراج شحنة تزن 10 كيلوغرامات من المواد الشديدة الانفجار وسترتين بهما جيوب لوضع متفجرات يرتديها المهاجمون الانتحاريون من وسط الانقاض. وفي اقليم البنجاب قال مدير عام السكك الحديدية الباكستانية المملوكة للدولة، ناصر زيدي، إن انفجاراً يشتبه في انه ناجم عن قنبلة تسبب في خروج قطار عن القضبان بالقرب من مدينة بهاوالبور ما ادى الى مقتل ستة اشخاص.

 

وقال مسؤول شرطة في موقع الحادث ان الانفجار وقع عند مرور القطار وإن ثلاث عربات خرجت عن القضبان.
 
 

باكستان تعلن مقتل 1000 ناشط  خلال شهر

أعلنت باكستان أمس ان قواتها قتلت اكثر من 1000 ناشط اسلامي في هجوم واسع النطاق تشنه منذ شهر.

وقال مسؤول كبير في الجيش الباكستاني إن خمسة من كبار قادة القاعدة وطالبان في عداد القتلى الذين سقطوا في هذه العملية التي تجري منذ شهر في باجور في منطقة القبائل القريبة من الحدود الافغانية.

وقال المفتش العام لفيلق الجيش المنتشر على الحدود، طارق خان، إن 27 جندياً ايضاً قتلوا في العملية في باجور بالمنطقة القبلية الباكستانية على الحدود مع افغانستان. وأضاف للصحافيين ان «الحصيلة الاجمالية للقتلى تتجاوز 1000 ناشط». وقال «هذا مركز تحرك الناشطين، اذا هزموا هنا يخسرون كل شيء».  وأوضح ان اربعة من القادة الناشطين هم اجانب كما يبدو وعدد اسماءهم: المصري ابوسعيد المصري وأبوسليمان (عربي) وقائد اوزبكي يدعى الملا منصور وقائد افغاني يدعى منارس. والخامس هو قائد باكستاني عرف عنه باسمه الاول عبدالله وهو ابن زعيم متشدد يدعى مولوي فقير محمد يتخذ من باجور مقراً له ويقيم علاقات وثيقة مع الرجل الثاني في شبكة القاعدة ايمن الظواهري.

 

 

تويتر