مظاهر جديدة للتسول في شهر رمضان
فتيات آسيويات متسولات يرتدين زي المواطنات. الإمارات اليوم
أفادت تقارير شرطية وشهادات أفراد بـ«تعدد أساليب التسول خلال شهر رمضان، إذ بدأت مظاهر جديدة من صور التحايل لم يألفها أفراد المجتمع من قبل المتسولين، في محاولة لاستدرار عطف المحسنين، باستخدام تقارير مرضية مزورة ووصفات طبية «ملفقة». وشددت شرطة أبوظبي من إجراءاتها منذ اليوم الأول لحلول الشهر المبارك، عبر حملات على المتسولين في المواقع كافة، على مستوى إمارة ابوظبي، مؤكدة أن «التسول ظاهرة غير حضارية تعطي انطباعاً وتصوراً غير طيب عن المجتمع الذي تظهر فيه». وقال مواطنون ومقيمون إنهم «قابلوا أشخاصاً يبدو عليهم الوقار يطلبون مساعدة مالية عاجلة، لأنهم بلا عائل في هذه المدينة، ويريدون الانتقال إلى أخرى، إلا أن المال ينقصهم، فما يكون من الضحية إلا أن يتعاطف مع أصحاب هذه الحالات دون أن يشك للحظة في أنه وقع ضحية لمتسول ذكي».
ويقول أحمد هلال إنه «قابل أفرادا من هذه الفئة، خصوصاً في محطات الحافلات، واكتشف لاحقا أنهم متسولون محترفون، إذ شاهدهم يقصّون الرواية نفسها مرة أخرى على آخرين، في محاولة خداعهم بأنهم فقدوا السبيل، ويريدون ثمن تذكرة الحافلة التي تقلهم إلى مكان إقامتهم في المدينة الأخرى»، لافتا إلى أنه «عندما عرض على إحدى المتسولات مبلغ 100 درهم، كي تتمكن من العودة إلى مسكنها في منطقة ليوا بعد أن تقطع بها السبيل، حسب زعمهما، رفضت هذا المبلغ لرغبتها في مبلغ أكبر، كي تستقل سيارة تاكسي وليس حافلة».
ويؤيده عصام عزت، قائلاً «إنه يقابل متسولين داخل الأحياء السكنية وحول المساجد، يتظاهرون بالمرض والعجز، لاستدرار الشفقة والعطف من قبل المحسنين سواء من المواطنين والمقيمين»، مشيرا إلى أنهم«يتحركون في الشوارع بصورة كبيرة خلال شهر رمضان المبارك، مستغلين رغبة الأفراد وتسابقهم على فعل الخيرات ومساعدة الآخرين». وترى أمل محمد إبراهيم أن «ظاهرة التسول من الظواهر غير الحضارية التي تسيء إلى المجتمع ، مضيفة أنه «لم يعد المتسولون يقتصرون على الجلوس أمام المراكز التجارية أو المساجد، بل امتد الأمر إلى التنقل بين الشقق السكنية».
موضحة أنها «قابلت فتيات آسيويات متسولات كن يرتدين زي المواطنات ويخفين وجهوهن بالنقاب حتى لا يكتشفن، ويطرقن أبواب الشقق السكنية طلبا للمساعدة والمال، مستغلين الزى الوطني في إثارة عاطفة المحسنين لجلب مزيد من الأموال». وتقول إيناس محمد إن «المتسولين يبتكرون أساليب استعطاف قوية تثير عاطفة أي شخص خلال شهر رمضان، ليمد يده بكل سهولة في جيبه ويخرج مالا يعطيه له»، مضيفة أن «آخر ما سمعته من إحدى المتسولات طلبها ثمن إفطار لها ولأولادها.
وأخرى قصت عليها قصة حياتها وتدهور وضعها المادي، بعد أن هجرها زوجها»، مؤكدة أن «إيمانها بأن هذه الحالات لا تستحق المساعدة والشفقة، فهم محترفو مهنة التسول، وبعضهم يأتي إلى الدولة على سبيل الزيارة، لممارسة هذه الأفعال خلال شهر رمضان المبارك». وذكر عادل أحمد ، أن «أحدث ما شاهده من المستولين هو التحايل من خلال المرض، إذ يعرض المتسول على أفراد المجتمع تقارير مرضية مزورة ووصفات طبية ملفقة، مدعيا حاجته إلى المال للعلاج أو شراء أدوية».
وقال مجدي أنور إن «المتسولين باتوا يطرقون أبواب الشركات أيضا، ويسألون الموظفين المساعدة خلال الشهر الكريم، متبعين في ذلك أساليب استجداء وتحايل حتى يحصلوا على ما يريدون». وأكد مدير إدارة العلاقات والتوجيه المعنوي في شرطة أبوظبي العقيد محمد صالح أن «بعض المتسولين امتهنوا هذه المهنة، حتى أصبحت شكلا من الاستثمار الموسمي»، لافتا إلى انه «تم ضبط بعض المتسولين، وتبين أنهم يقيمون في شقق مفروشة باهظة الثمن، وآخرين يقيمون في فنادق خمس نجوم، ما يدل على ممارستهم التسول من دون حاجة» .
وأضاف أن «التسول يعد بابا مشرعا للجريمة، وفي اقل الأحوال يشجع على وقوعها، نظرا لدخول المتسولين أحياء سكنية ومنازل، يطلعون خلالها على أسرارها ويخالطون نساءها وأطفالها»، فضلا عن «ضلوع بعض المتسولات بجرائم الزنا أو الشعوذة والدجل وغيرها»، لافتا إلى أنه «من واقع قضايا التسول، هناك تعاون بين خدم المنازل والمتسولين، وشبكات منظمة من المتسولين تقوم بتبادل المعلومات،حتى قبل وصولها إلى الإمارات، لتسهيل عمل أعضائها ومن أجل الربح السريع».
ويختلف معه في الرأي رئيس قسم الدعم الاجتماعي في الشرطة المجتمعية في العين وأبوظبي، الدكتور خالد النقبي الذي يؤكد أن«هناك فئة من المتسولين داخل المجتمع في حاجة فعلية إلى المساعدة والرعاية وتقديم يد العون لها بدلا من ملاحقتهم أمنيا من قبل عناصر الشرطة»، مستبعدا أن «يكون هناك فعل استغلالي من قبل هذه الفئة من المتسولين لممارسة نشاطهم خلال شهر رمضان المبارك، إذ تمتد حاجتهم إلى ما بعد الشهر الفضيل، إذ أن الدافع الرئيس لتسولهم هو الحاجة إلى المساعدة والعون على متطلبات الحياة».
وأكد النقبي «ضرورة القضاء على ظاهرة التسول من خلال دراسة حالات هؤلاء المتسولين وتحديد الفئات المستحقة منهم للمساعدة والرعاية، واعتماد كشوف بأسمائهم لتوزيع زكاة المحسنين عليهم»، مؤكدا «أهمية التواصل الاجتماعي مع هذه الفئات ودراسة أسباب تسولهم ودوافعها، بما يؤدي إلى اختفاء ظاهرة التسول داخل المجتمع نهائيا».
وكانت القيادة العامة لشرطة ابوظبي قد حذرت في وقت سابق من ممارسة نشاط التسول، وأعلنت بناء على توجيهات الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية أنه «في حالة ضبط أي متسول مواطن، سيتم إحالته إلى مركز الدعم الاجتماعي، والذي تشرف عليه الوزارة لإجراء دراسة متكاملة عن وضعه وظروفه المادية والاجتماعية». وتمثلت استعدادات شرطة أبوظبي لمكافحة ظاهرة التسول، خلال الشهر الفضيل باستعداد غرف العمليات لاستقبال الاتصالات الواردة من الجمهور، لإبداء أي ملاحظة أو الإبلاغ عن أي تصرفات أو سلوك قد يصدر من قبل هؤلاء الأشخاص.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news