8 معارض فنية في الشارقة

حاكم الشارقة خلال افتتاحه للمعارض  من الأعمال الفنية.      تصوير: تشاندرا بالان  

ضمن مهرجان الفنون الإسلامية «طريق الحرير» الذي تنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، خلال شهر رمضان الفضيل، ويستمر الى ما بعد عيد الفطر، بمشاركات عربية وإسلامية واسعة ونوعية، افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ثمانية معارض في متحفي الشارقة للفنون ومتحف الفن العربي المعاصر في الشارقة. وضم معرض المرئي والمسموع 146 عملا فنيا في مجال الخط العربي والزخرفة الإسلامية والأعمال السيراميكية والسجاد لـ37 فناناً من الفنانين المتميزين بالخط العربي، أما معرض «نور الحرف» للفنان  عبدالقادر الريس يضم 30عملاً ضخماً للوحات الخطية والحروفية، في حين يشتمل معرض «حروف وأطياف» مقتنيات الفنان نجا المهداوي التي حصل عليها من بخارى وطشقند ويبلغ عددها 33 عملاً، ومعرض «بداية ونهاية الطريق»، ويضم 32 صورة فوتوغرافية من الصين وتمثل شكل الفنون الإسلامية «المساجد، وطقوس العبادات، الصلاة، والعيد لدى المسلمين»، فيما يضم  معرض «جرس الجمل» مصاحف نادرة من الصين ومخطوطات نوعية ويبلغ عددها 15 مصحفاً ومخطوطاً، ولأهمية وجمالية الخط الصيني فقد استضافت إدارة الفنون معرضا خاصا لهذا الخط ويضم 15 عملا للفنان مو وسي ميو يو ناجيليان، واستمراراً لطريق الحرير يتضمن معرض الملصق الإيراني المعاصر ويضم 110 أعمال في الفن الحديث والمعاصر، «ملصقات مصممة وفق الرؤية المعاصرة للفن الحديث» ومعرضا حروفيا بعنوان «نور على نور» للفنان «صالحوف بهادر» من أوزبكستان ويتضمن 23 عملا حرفيا يبرز من خلالها الفنون الإسلامية في بلده، وتستضيف إدارة الفنون عددا من الفنانين الإسلاميين من أوزبكستان، الصين، إيران.

 

وقال مدير عام دائرة الثقافة والإعلام، عبدالله بن محمد العويس: «إن فعاليات المهرجان تهدف إلى تكريس وتنمية الجانب الروحي والجمالي لدى كل المسلمين، حيث تتضمن فعاليات المهرجان رؤية بانورامية شاملة في مجال الخط والتصوير والنحت والحكاية الشعبية والمشاهد البصرية المعاصرة والحديثة التي تقدم بتعبيراتها المختلفة».

 

وأضاف العويس أن «المهرجان بشهادة المتابعين شهد تطوراً كمياً ونوعياً، إضافة إلى اتساع الرقعة الجغرافية التي امتد لها، المنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى في الشارقة، وهذا يدلل أيضاً على الرغبة المتأصلة في نفوس الفنانين والمتلقين» لهذا المشهد، ذلك أن الندوة الدولية التي تقام إبان المهرجان تشكل أيضاً إثراء فكرياً للجميع، واختتم العويس تصريحه مثنياً على الدور الإيجابي لوسائل الإعلام «التي تحرص على إعطاء مساحة لهذه الأنشطة في ظل زحمة البرامج الرمضانية».

 

من جانبه، قال المنسق العام للمهرجان مدير ادارة الفنون، هشام المظلوم: «كما هي تحولات المكان في الشارقة، فإن المرئي والمسموع يسعى هو الآخر للتحول والتنقل في الانقلابات البصرية والتشكيلية، لتكون لوحة المرسوم الخطي مادة تحاور الخطاب التشكيلي العربي والثقافة العربية والإسلامية، ويمكن ملاحظة ذلك عبر التطور الذي تسعى اليه ادارة الفنون في اختيار الأعمال الفنية المنجزة كل عام، واستقرائهم للمنجز الجمالي العام الذي يحدد مظاهر الوعي بمثل هذا الاثر المهم».

 

وأضاف المظلوم أن «نظرتنا للوحة المرسوم الخطي تؤكد بشكل صريح اعتبارها منجزا بصريا متحركا، وقابلا للنقاش والحوار والتفاعل مع المكان والزمان والآخرين، كما أن هذه اللعبة البصرية وان استندت على تجريبية روادها، فإنها واقعة لا محالة في الصياغات البصرية المعاصرة التي تحتاج إلى المزيد من الإتقان والموهبة والكفاءة التعبيرية والاختبارية، وحتى نؤكد وجهة النظر هذه سنستمر في متابعة هذه المعارض التي تشكل موقعا من مواقع الاختبار والملاحظة والمتابعة، ولكتابة سطر جديد في تاريخ هذا التوجه الإبداعي».

 

وختم المظلوم بالقول «إذا كان نصف القرن الماضي شهد التنظير للحروفية أو المرسومات الخطية، فإن الفن هذه الأيام بات خارج هذه البيانات، وخارج التوترات التي فرضتها أسئلة المرحلة سابقا، وباتت صلاحية الممارسة الفعلية للرهانات الفنية على مستوى مختلف من الغواية الإبداعية، وعلى مستوى جوهرة الدلالات المستقبلية لاستمرار هذه النزعة الفنية أو ما يمكن أن يتولد عنها». 

 

أما الفنان الخطاط الصيني الحاج نور الدين مي قوانج جيانج فقد أشار الى ان طريق الحرير يعد طريقا تجاريا وحضاريا وثقافيا يربط الشرق بالغرب، وهو يبدأ من وسط الصين، حيث يمر خلال المنطقة الشمالية الغربية ويعبر قارة آسيا إلى قارة أوروبا، وبعد ذلك ربط هذا الطريق قارة إفريقيا بقارة أوروبا، وهو طريق رابط ليس فقط للمناطق بل للأعراق والثقافات والاقتصاد والسياسة، ولعب دورا بارزا في تحقيق التمازج الحضاري والإنساني بين الشعوب المختلف.

تويتر