صورة وظلال


بعد سبعة أشهر من حكم مضطرب،  أطاح ولع رئيس الوزراء التايلاندي ساماك سوندارافيغ بفن الطهو والأطعمة الساخنة الحارة به من منصبه، وان كان لفترة وجيزة. فقد نجا السياسي البالغ 73 عاماً من  احتجاجات استمرت أشهراً عدة في الشوارع، وتحقيقات في قضايا فساد، الى جانب وسائل اعلام عدائية وجنرالات غير مطيعين وانتقادات لاذعة من ملك تايلاند. لكن محكمة عليا قضت الإثنين الماضي بأنه انتهك الدستور بتقديمه برامج تلفزيونية عن الطهو وهو في منصبه، وأمرته بتقديم استقالته لأنه عمل لحساب محطة تلفزيونية خاصة. وكان البرنامج «تذوق ودمدم» رئيساً بالنسبة لمحبي الطعام التايلاندي، على الرغم من أن مقدمه لم يكن مرضياً لجميع الأذواق.

 

وقدم ساماك، الذي كان يربط مئزراً حول خصره الممتلئ، قائمة أسبوعية من اطعمة الكاري التقليدية والحساء والسلطات بأنواعها المختلفة، فضلاً عن وصفاته الخاصة مثل «أرز ساماك المقلي». ولم يصدر رد فعل فوري على الحكم من ساماك الذي اكتفى بالابتسام للصحافيين، خلال جولة قام بها في سوق للحم والخضراوات  في شمال شرق تايلاند، قبل ساعات من حكم المحكمة الدستورية. ولد ساماك لأسرة ارستقراطية، وحصل على درجة في القانون من جامعة تاماساتالمرموقة في بانكوك، وعمل في وظائف عدة كاتباً ومرشداً سياحياً وصحافياً. وشغل  منصب وزير الداخلية لفترة قصيرة في الحكومة المعينة من  الجيش.

 

وخشي تحالف الشعب من تكرار ما حدث عام 1976 حين فرض ساماك الاحكام العرفية في بانكوك، الأسبوع الماضي، عقب اشتباكات بين محتجين موالين ومناوئين للحكومة، أسفرت عن مقتل رجل واحد واصابة 45 آخرين. وحين أصبح رئيساً للوزراء في يناير تاق معظم التايلانديين لرؤية حكم مدني يعقب حكومة مؤقتة غير كفوءة بعد الانقلاب، وفي حين حاول وزراؤه اصلاح الاقتصاد استغل ساماك مواهبه في الطهو. وقال غراهام كاترويل، وهو محلل متقاعد يتابع الأوضاع السياسية الزاخرة بالمشكلات منذ ثلاثة عقود، انه رجل عجوز متذمر ويفعل ما يحلو له ووجهة نظره هي كالتالي؛ أنا رئيس الوزراء وأريد أن أظل رئيساً للوزراء وليرحل أي أحد آخر.

تويتر