سوق إلكترونية سوداء للتأشيرات

موقع إلكتروني يعرض بيع وشراء أذونات دخول إلى الدولة.الإمارات اليوم   
   
أفادت مواقع إلكترونية بأن شركات سياحية خارجية، ووكالات استخدام عمالة في الدول المصدّرة لها، أعلنت في الأسابيع القليلة الماضية عن رغبتها في شراء تأشيرات للزيارة، أو للسياحة إلى الدولة، وعرضت أسعاراً تصل إلى 9000 درهم للتاشيرة، الأمر الذي اعتبره مسؤولون «تجارة غير مشروعة». 

وعزا خبراء في مجال السياحة والسفر ذلك إلى التعديلات الأخيرة التي طبّقتها وزارة الداخلية على أذونات الدخول للإمارات، للسياحة، والزيارة، وهي تُقصر تأشيرات الزيارة بالنسبة للمقيمين على أقارب الدرجة الأولى، وتأشيرات الشركات وأصحاب الأعمال على السياحة والمهمات، إضافة إلى تأشيرات زيارة الخبراء والاستشاريين.

في المقابل، قال مدير إدارة الشؤون القانونية في الإدارة العامة للجنسية والإقامة، راشد سلطان خضر: «هذه الإعلانات تجارة غير مشروعة، وغير ضرورية»، موضحاً أن «الزائر الحقيقي الذي يستطيع أن يدفع 2000 دولار للحصول على تأشيرة زيارة يمكنه الحصول على تأشيرة سياحة بأقل من هذا المبلغ، ومن دون أن يعرّض نفسه للاستغلال، أو الاحتيال من بعضهم». 

وتفصيلاً، أعلنت مواقع إلكترونية عدة عن حاجتها إلى تأشيرات زيارة للإمارات، ومنها مواقع من العراق، واليمن، ومصر، وسورية، والأردن، والمغرب، وتونس، والجزائر، وآلاف المواقع الآسيوية. وبلغت بعض الأسعار المعروضة للتأشيرة الواحدة 3000 دولار، طلبها مستثمرون عراقيون راغبون في البحث عن فرص استثمارية داخل الدولة، وعددهم نحو 20 مستثمراً.

 وعلى موقع الشبكة العربية للتبادل الإعلاني أعلن مقيم عربي الجنسية في إمارة عجمان، يدعى عبدالسلام (أبومحمد)، عن توافر تأشيرات زيارة لمدة شهرين يمكن خلالها للزائر البحث عن عمل وتعديل وضعه، وعمل الإقامة.

وفي اتصال هاتفي أجرته «الإمارات اليوم» معه قال أبومحمد: «إنه يوفّر تأشيرات الزيارة بمبلغ 8000 درهم، يستردّ طالب التأشيرة جزءًا منه بعد مغادرته الدولة، طبقاً لقانون الإقامة».

وأكّد أن «الفترة الأخيرة شهدت (قلقاً) بالنسبة لتجار التأشيرات؛ نظراً للقيود التي فرضت على الشركات والمقيمين».

وأعلن موقع مغربي عن استعداده توفير تأشيرات زيارة، وإقامات حرة، لمن يرغب لمدة ثلاث سنوات، تتيح لحاملها التحرك بحرية تامة داخل الإمارات. ولم تنجح محاولات «الإمارات اليوم» في الاتصال بصاحب الشركة داخل المغرب، أو الإمارات.

 كما أعلن موقع جزائري عن توفيره تأشيرات الزيارة بـ1000 يورو، والإقامة داخل الإمارات لمدة ثلاث سنوات مقابل 4000 يورو.

وهناك عشرات المواقع الأخرى التي أعلنت عن حاجتها لتأشيرات زيارة بأي أسعار، وبأقصى سرعة ممكنة.

وذكـر مديـر شركـة «المـازن للسياحـة» في أم القيوين، إسماعيل محمود، أن هذه الإعلانات ظاهرة قديمة ومعروفة، لكنها «شهدت نشاطاً في الفترة الأخيرة، نتيجة قلة المعروض بعد تطبيق القوانين الجديدة على تأشيرات الزيارة، والسياحة، وبقية أنواع التأشيرات»، مضيفاً أنّ «شركات سياحية تلجأ إلى أساليب ملتوية للحصول على تأشيرات الزيارة، مثل الاتفاق مع مواطنين يحق لهم طلب تأشيرات الزيارة لغير الأقارب؛ لكنها تباع بأسعار خيالية».

ولاحظ أن «التعديلات الأخيرة على التأشيرات حدّت من ممارسات بعض الشركات التي كانت تتاجر في تأشيرات الزيارة بأسعار خيالية»، لكنه حذّر من أن تؤدي أسعار التأشيرات الجديدة إلى زيادة طالبي شراء عقود العمل والإقامة.