نشطاء كسر الحصار: الإصرار أنجح رحلتنا رغم التهديدات الإسرائيلية

هنية مع النشطاء الدوليين في غزة.      رويترز
 

عبر نشطاء سفينتي كسر الحصار أمس، عن سعادتهم الكبيرة للوصول إلى قطاع غزة، ومشاهدتهم للآلاف من الفلسطينيين، وهم يستقبلونهم على الشاطئ وأعلنوا عن عزمهم مواصلة نضالهم السلمي، معتبرين أن رحلتهم خطوة في مسيرة متواصلة، مؤكدين أن التهديدات الاسرائيلية لرحلتهم كانت جدية وأن توقعاتهم بوصول رحلتهم بسلام كانت مستبعدة. ويبلغ عدد نشطاء سفينتي فك الحصار 44 شخصا قدموا من أكثر من 14 دولة في العالم، من دول أوروبا وأميركا، ومن بينهم صحافي تونسي، ولاجئة فلسطينية تعيش في لندن.

 

وقالت الناشطة لورن بوث 41 عاما، شقيقة زوجة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق ومبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط لـ«الإمارات اليوم» «وصلت إلى زوجي عبر الهاتف تهديدات من إسرائيل بأن أرجع، ونصحني زوجي والحكومة البريطانية بالتراجع، لكني كنت  مصرة على الاستمرار على الرغم من  التوقعات بعدم الوصول بسهولة إلى غزة».

وتابعت « هددونا بوجود ألغام على حدود المياه الإقليمية الفلسطينية، ومارسوا قرصنة إلكترونية على أجهزة الاتصال في السفينتين، وتوقفنا بعد أن  فقدنا الإحداثيات التي كانت موجودة لدينا، وأخذنا نبحث عن  أخرى بديلة حتى وصلنا بنجاح إلى ميناء غزة، على الرغم من تأخرنا لساعات كثيرة».

 

وأضافت بوث: «لم نكن نتوقع حجم استقبال الناس لنا، إنه كان أفضل يوم شاهدته في حياتي، عندما رأيت سكان غزة سعداء ويستقبلونا بكل حفاوة على شاطئهم على الرغم من الحصار الذي يواجههم».

 

ووصفت الحصار الإسرائيلي للفلسطينيين بأنه ضد الإنسانية، وغير قانوني «بل هو شيء جنوني أن يحرموهم من أبسط حقوقهم كالعلاج والكهرباء والمياه وهو تجاوز كل الحواجز».

وطالبت الناشطة البريطانية الحكومات والشعوب العربية أن يتحركوا من أجل فك الحصار عن غزة بكل الطرق التي تتوافر لديهم، حيث قالت «أوجه رسالة لجامعة الدول العربية، ولكل الحكومات العربية بأن يتحركوا لكسر الحصار بالقوارب أو بأي وسيلة متاحة لهم، أين قوارب مصر والأردن والجزائر وكل الدول العربية ونحن نتفهم أنهم «العرب» ليس لديهم حرية التحرك مثلنا، وليس لديهم خبرة واسعة في  الاستفادة من مظلة القانون الدولي مثلنا، ولكن عليهم أن يفعلوا شيئاً».

 

وقال الناشط الدولي خريستو جيفابولوس من اليونان «لم نصدق أنفسنا أننا وصلنا إلى شاطئ قطاع غزة، نجحنا أن نتخطى هذا الحصار بقدومنا عبر البحر وما فعلناه خطوة صغيرة ولكنها كبيرة بالنسبة للفلسطينيين».

 

وأضاف: «ما فعلناه ليس بمساعدة قوة عسكرية، بل بمساعدة الشعوب وقوة العدالة، وهذا حلم عزيز تحقق لنا، ونحن نشكر الفلسطينيين لاستقبالهم لنا بهذا الشكل».

أما الناشط كين أوكييف، ايرلندي الجنسية ومتزوج من فلسطينية، فطالب بأن يُمنح الجنسية الفلسطينية تضامنا مع شعبها الأبي.

 

وقال ناشط يوناني: «قدمت إلى غزة  لأن كل حكومات العالم تخلت عنها، فوجدنا أن من الواجب علينا أن نتحرك لنفعل ما نستطيع».

 

من جهته، أوضح الصحافي التونسي فتحي جوادي أحد نشطاء سفينتي كسر الحصار ومصور حركة غزة الحرة، أن فكرة سفينتي كسر الحصار بدأت قبل أشهر ، حيث تم اجتماع من المتضامنين الأجانب ليفكروا في طريقة لكسر الحصار عن غزة، وقرروا أن يفعلوا ذلك من خلال القوارب،  وجمعوا نحو 300 ألف دولار من أجل شراء قاربين، وكان من بينهم حركة غزة الحرة.

وقال جوادي لـ«الإمارات اليوم» «واجهنا صعوبات كبيرة أخطرها تهديدات إسرائيل عبر الهاتف، أو عبر البريد الإلكتروني لنا ولذوينا، وزرعها للألغام على طريق قدومنا، واختراق الاسرائيليين  لجهازي الاتصال الالكتروني في السفينتين، كان سلاحنا الوحيد الإصرار على الإبحار حتى نصل إلى غزة». وتابع «لم يخطر على بالي أن نصل بسلام، خصوصاً أن إسرائيل لا تحترم أي شيء في العالم».

 

وأضاف جوادي «بالأمس كنا نسمع عن المعاناة التي يمر بها أهل غزة، ولكن اليوم نسمع ونشاهد بأعيننا، وهذا سيزيد من مسؤوليتنا تجاههم، سنصور ونوثق كل شيء بكاميراتنا، وبأقلامنا، وسنواجه العالم بالصورة والحقيقة التي شاهدناها».

 

وذكر جوادي أن نشطاء سفينتي كسر الحصار سوف تكون لهم زيارات لكل مكان في غزة، من مستشفيات ومدارس، وإلى العائلات الفقيرة، والمناطق المدمرة والمنكوبة، مشيرا إلى أن هناك من سيغادر غزة بعد ثلاثة أيام بسفينة واحدة، وهناك من سيبقى لأسابيع وربما لأشهر في السفينة الثانية. وأَشار إلى أن عدداً من النشطاء إعلاميون يريدون تعرية السياسية الإسرائيلية، خصوصاً محاولة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، والتي تحدث في صمت. وقال الصحافي التونسي «نحن نريد أن نوصل للفلسطينيين أنه يمكن أن نضع أنفسنا في خطر حتى تعيشوا في أمان وحرية كبقية سكان العالم، فنحن نرفض للعقاب الجماعي ضد 1.5 مليون فلسطيني في غزة، كما نرفض الحصار الذي يضعهم في سجن كبير من دون التمتع بأدنى حقوقهم.

 

«حماس» تستقبل الناشطين الدوليين

 استقبل قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس، الناشطين الأجانب المؤيدين للفلسطينيين الذين وصلوا أول من أمس، الى قطاع غزة على متن مركبين، على الرغم من الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع.

وأعلن الناشطون في هذه المناسبة نيتهم مغادرة غزة برفقة 10 طلاب فلسطينيين تم قبولهم في جامعات اجنبية، لكن اسرائيل تحول دون خروجهم.
واستقبل رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية القيادي في حماس هؤلاءالناشطين أمس، في منزله في مخيم الشاطئ.

وقال هنية «سنمنح كل اعضاء الرحلة وركاب المركبين وسام فلسطين لكسر الحصاروجواز السفر الفلسطيني والجنسية الفلسطينية».

وقالت الاميركية غريتا برلين (67 عاماً) مؤسسة حركة «غزة الحرة» التي نظمت لرحلة «نحن متحمسون لكوننا هنا». ومن بينهم ايضا اليهودي الاسرائيلي جيف هالبر الذي يترأس لجنة لمناهضة تدمير المنازل الفلسطينية.
 
وأوضح لوكالة فرانس برس أن المجموعة ستصطحب معها الطلاب الـ10 لتثبت ان اسرائيل «لا يحق لها مراقبة تنقل الفلسطينيين بين غزة وخارجها». لكن مسؤولا اسرائيليا كبيرا رفض كشف هويته، اكد لفرانس برس أنه «ليس واردا بالنسبة الى اسرائيل ان تدع مركبا ينقل فلسطينيين من غزة من دون الخضوع لمراقبة».   
تويتر