غيرة الـــزوجات.. تطور وسائل المراقبة

 

كانت بقعة أحمر شفاه على قميص الزوج، او شعرة شقراء، او حتى فاتورة مقهى في جيب الزوج، هي الأمور الأساسية التي تبحث عنها الزوجة كي تتأكد من خيانة الزوج لها، او لترضي فضولها في معرفة تصرفات زوجها إن شعرت بالشك في أمر معيّن. ولكن اليوم باتت هذه الإثباتات من الأمور التقليدية القديمة، إذ صارت الزوجات يتبعن وسائل أخرى لمراقبة الزوج، تبدأ من البحث في الهاتف المحمول، والبريد الإلكتروني الخاص، وصولاً الى استخدام التكنولوجيا التي تبيح المراقبة واكتشاف الخيانة. لكن مهما بلغت بدائية او حداثة هذه الوسائل، لابد من القول إن مراقبة الزوج تشبع رغبات الزوجة، ولكنها تغضب الزوج في حال اكتشافها، وفي هذا التحقيق نرصد اهداف الزوجات من المراقبة، ورأي الأزواج وعلم النفس في هذا التصرف.

 

مراقبة خفيفة

نيفين علي، تراقب زوجها ولكن ليس على نحو خطر، إذ تقول «تحفظ المرأة تصرفات زوجها مع الأيام، لذا، فإن أي تغيير في هذه التصرفات سيدفع بها الى الشك، وبالتالي الفضول لمعرفة التغيير، لاسيما أان صدّها في حال سألته عن ذلك، فهذا طبعا سيدفعها الى البحث عن اسباب التغيّر من دون أن يعرف»، وتذكر نيفين  احدى القصص التي مرت بها «لم يعتد زوجي ترتيب مظهره بطريقة لافتة عند الذهاب الى العمل في كل صباح، على الرغم من أنني كنت اطلب منه مرارا وتكرارا هذا الأمر. إلا أنه وفي أحد الأيام بدأ يهتم بمظهره وأناقته على نحو غير اعتيادي، مما دفعني الى الشك، لكني لم اقم بالتجسس أو البحث، فقد انتظرت الى حين كان مزاجه جيداً، فسألته عن الموضوع بطريقة لينة، حتى اكتشفت أن مجموعة جديدة من الموظفات انضممن الى الشركة، ولا يريد أن يظهر بمظهر غير لائق أمامهن». وتتابع «لم اقلق من تصرفه لأنني أؤمن بأن زوجي لن يقوم بأعمال تضرّ بزواجنا، ولكن لا يمكن للزوجة إلا أن تشك في حال كانت اجابات زوجها عن تساؤلاتها غير واضحة».

 

ان استغلال الوقت المناسب لسؤال الزوج عن بعض الاستـــفسارات، هو من الأمور التي تتبعها نيفين، إذ تقول «إن سؤالي بطريقة هادئة وفي الوقت المناسب، سيدفع بزوجي الى احترام سؤالي وخوفي على علاقتنا، لأن الشك يؤثر سلبا في العلاقة. لذا على الزوجــــة ان تحرص على كيفية التعاطي مع الزوج في هذه المسألة، لاسيما أن الزوج يعد الاسئلة الكثيرة تدخلاً في حريته»، ولا تنكر نيفين أنها احيانا تتبع بعض الوســـائل القديمة في ملاحقة زوجها «أعبث في هاتف زوجي احيانا، من دون أن يشعر بأنني أراقبه، وكذلك أشم رائحة قمصانه في بعض الأحيان، لكنني لا اشعر بالذنب لأن واجبي الحفاظ على زوجي ومنزلي».

 

خلل وإهمال

لا تعرف سهام موسى الشك، ولم تختبر الغيرة في يوم من الأيام، وتقول، «اعتقد أن المرأة تشك في زوجها في حال صدرت عنه بعض التصرفات غير اللائقة، وشخصيا لم اعش هذه الظروف. وأرى أن الشك قـــد يأتي نتيجة خلل في حياة السيدة، فيكون همّها بيتها وأولادها وتهمل زوجها، لكن في الوقت عينه أنا مــــؤمنة بأنه ما من دخان من دون وجـــود نار، أي بمعنى آخر: أن الزوج يلعب دوراً في إثارة غيرة وشك الزوجـــة»، وتوضح موسى أسباب غيرة وشك الزوجة بالقول «إن وجود بعض الأمور المخفية في حياة الزوج، سيدفع بالمرأة الى الشــــك، مع الإشارة الى وجود بعض الســـيدات اللواتي يتميزن بشخصية غيورة أصلا، فتعيش حياتها وكأنها في معسكر حربي للمراقبة».

 

ميزان البيت

عدنان جاسم عكران، مواطن إماراتي، لا يمكن ان يقبل مراقبة زوجته له، ويقول «إن الرجل يجب ان يكون خيراً لأهله، وبالتالي عليه الابتعاد عن الغش، ليؤمن صلاح بيته. وإنني على يقين بأنه لا يمكنني تقبل مراقبة الزوجة عندما اكون غير مقصّر في أداء واجبي»، ويضيف «على الرغم من أن الزوجة مديرة المنزل، إلا ان الزوج ميزان البيت، وبالتالي، هو القادر على ضمان صحة البيت»، ويؤكد عكران ان الغيرة الخفيفة جميلة، ولكن ليس ان تصل الى الشك والمراقبة، لأنه يؤمن بأن «الثقة المتبادلة بين الطرفين، بالإضافة الى اعطاء الحرية للشريك سيبعدان الشك عن العلاقة، ويزيدان من نجاحها».

 

مشكلة تواصل

أما في حال اكتشف وسيم زين الدين مراقبة زوجته له، فسيكون هذا مؤشرا على نهاية العلاقة التي تجمعهما، ويقول «يجب ان تقوم العلاقة بين الطرفين على الثقة، وإن حدث أن شك أحد الطرفين في الآخر فهذا نذير على مشارفة العلاقة على الانتهاء»، وتابع زين الدين بالقول «إن المراقبة تعني أن هناك مشكلة في التواصل، وهذا ما يجب أن يصحّح. فعلى سبيل المثال، ان اكتشفت الزوجة خيانة الزوج لها، ما الذي يمكن ان تفعله، طبعا لا شيء، لأن الحلول التي يجب ان تبحث عنها الزوجة  هي في كيفية الحؤول من دون وقوع الخيانة، وليس البحث عن الخيانة»، ويؤكد زين الدين «يجب ان تحترم الزوجة خصوصية الرجل، وكذلك هو، لأن هناك حدودا ينبغي لكل من الطرفين الا يتعداها».

 

غيرة وخيانة

هناك أكثر من سبب يدفع بالمرأة الى الغيرة، هذا الأمر الذي اوضحته الاستشارية في الطب النفسي، الدكتورة رقية مكارثي، إذ قالت «هناك اكثر من سبب يدفع بالمرأة الى الغيرة والشك، اذ تتميز المرأة بشغفها بالعلاقة الزوجية، فتظهر وكأنها  تحاول الحفاظ على زواجها، لكنها احيانا تتورط في بعض الأشياء التي يمكن ان تهدمه. هذا بالإضافة الى بعض النساء اللواتي شاهدن تجارب خيانة، كخيانة الأب للأم، وهذا ينعكس على نفسية المرأة فتصبح غير قادرة على الوثوق بأي رجل».

 

أما الأسباب الأخرى التي تأخذ بالمرأة الى عالم من الشكوك، فتوضح مكارثي «للأسف الرجال لا يقولون الحقيقة دائما، ويخفون بعض الأمور عن الزوجات، بالإضافة الى بعض الأمور الأساسية في الحياة، ومنها المال او السفر المستمر، فهذه كلها تدفع بالزوجة الى الشك. ولكن للأسف ان النساء اللواتي يَرْتَبن في أزواجهن يبدأن بلوم انفسهن على هذه الغيرة التي دفعتهن الى الشك، اذ يعد الزوج ان هذه الغيرة ستهدم العلاقة».

 

يعتمد اكتشاف خيانة الزوج على شخصية الزوج نفسه، حسب ما اوضحت مكارثي «ظهور بعض التغييرات في تصرفات الزوج، ولكن للتأكد من خيانته لابد من العودة الى آخر سنتين من الزواج، لأن التراكمات يمكن ان تدل الزوجة على الخلل في العلاقة».

 

وقد أوضحت مكارثي اسباب خيانة الزوج، حيث قالت «يعمد بعض الرجال الى الخيانة بسبب أنانيتهم، اذ يريدون الحصول على الزوجة، وكذلك على العشيقة التي ترضيهم. فيما يلجأ آخرون الى الخيانة بسبب الزواج التقليدي، او بسبب انعدام التواصل بين الزوجين. والواقع ان هذه الخيانة لها اثر سلبي في الزوجة التي ستشعر بأنها مرفوضة ومنبوذة من قبَل المجتمع».

 

لذا، تابعت مكارثي ونصحت بالقول «على الزوجين ان يكللا علاقتهما بالثقة والمشاركة والمساعدة، فهذه الأشياء من شأنها إنجاج العلاقة».


عرض موقعان إلكترونيان هماwww.spyequipmentuk.co.uk , www.spymaster.co.uk.  على الإنترنت الوسائل الجديدة التي يمكن ان يجدها كل من يريد مراقبة شريكه، بدءاً من آلات التصوير الصغيرة الحجم وأجهزة تحكم أوتوماتيكية وأجهزة تنصت إلكترونية، اذ يعرض الموقع امكانية الحصول على هذه الوسائل مقابل 70 جنيهاً استرلينياً. تتيح الوسائل المتوافرة معرفة الرسائل التي يبعث بها الآخرون إلى شريكك، او حتى مراقبته في المنزل والسيارة من دون ان يشعر بواسطة الكاميرات الصغيرة الحجم، بالإضافة الى التنصت على مكالمته الهاتفية مهما بعدت المسافة بينكما.

 

 

تويتر